اليوم يدرك كثيرون من سلفيي المغرب كثيرا من خصائص الدعوة إلى القرآن والسنة ، وعقبات طريقها الطويل ، ومقتضيات الانتماء إليها علما وعمﻻ ..
اليوم يدركون أن كثيرا من قواعد المنهج التي بنوا عليها رؤيتهم الدعوية قد آن الأوان لمراجعتها ، وأن ما فاجأهم - مما أخرجهم اليوم ، واضطرهم إلى التظاهر - دليل على أن ما قدروه - وهم يدبرون شأن الدعوة إلى القرآن والسنة ، ويؤمنون مسارها - قد خرج عن توقعاتهم ..
سيدركون أن التدبير الأسلم للشأن الدعوي يقتضي احتساب ما يﻻبسه من سنن التدافع ، والتوقع المستمر لما يمحص الله عز وجل به الصدور والسواعد ، ويبلو به المسالك والمقاصد ، وفي هذا اﻻحتساب من أسرار التوكل ، وموجبات التأهل ما يضيق المقام عن الإطالة في تعداده ...
إنا نستنكر إغﻻق دور القرآن ، ونعده اعتداء صريحا على أقل ما كفله الدستور المغربي للمغاربة من الحقوق الدينية والمدنية ، ولكن لكل حادث حديث ، والعاقل من جدد عدة المسير عند كل موقف ، وأيقن أن العقبات ﻻ تزيد الدعوة إﻻ رسوخا وامتدادا ، وﻻ تزيد أهلها إﻻ مراسا وثباتا وسدادا .