قبلة باردة


ربما ينام القدر
وتجيئ ساعتنا
تحت اضواء القمر
ربما يغفل عن تاريخنا المكتوب
فنلهو قليلا
جربي ان تمسكي بالمطر
وحاذري ان تذوبي فيه كقطعة سكر
اسرعي قبل ان تطفا نيراننا وشبابنا

والى رمادنا نعود

تعالي ونازعيني كطفلة على اللعب

ربما ينام القدر
يا فتاة فجربي
تفتحي في ليلينا
يانجمة الصبح
زهرة جاردينيا
وتحتك الاديم من ضوء قمر

ربما ينام القدر
كارنب مطمئنة
ومن انيتنا القديمة
نغسل بالنور مخاوف الفكر

ما توارا عن انظارنا
وعيوننا لن يعود
فلا تخافي

وكوني بين الهاربات من الوجود
الساكنات على شبابيك القمر

فكثيرة تاثيراتنا
وانطباعاتنا
مما تركه القدر
قبل النهاية والبداية
وفي زجاجا تالطيوب
في السنابل
في الخطيئة
وما يفتقر اليه الحب


ربما سترجع الطيور الى اوكارها
وتسكن الوكور
وسيرجع المطر
ويغسل الحقول ويفرح الشجر سيولد الربيع

سيغتصبك وشاحك
منتصف الطريق
يهاجمك بغتة
وويعتريك بذاتك ياذات الجمال

لا تخافي المطر
قد يجتاحك منتصف الطريق بدون خبر

ويمض بغير تعليق لانه هكذا
يغصب النساء المطر

اتعبتني بالظنون
فايقظني اليقين
عجلت المنية واختزلت من الزمان قرون

ربما ترغب الكواكب بالسفر
عبر المراكب

وتهرب من حتوم القدر
قد تشاركنا كرنفال السفر

في حبنا ... في حبك ... باليلة نارية
جميلة وكلها خطر

فخذي مني الجنون
واتركيني
غصنا وفيه بعض ثمر

لانني فيك
تمردت على قوانين البشر
لم تعد تردعني المحاكمات
ولا جيش غفر

لكنني معك تادبت باحكام القدر

ربما الفصول تجيئ
وتمضي
والله وحده
يعلم في لغاها

حدثتني عنك كلها
ثم بلبلت السنتي


لا اترجم اقوال رباتها
قصيرة اعمارها
واعمار شهواتها
سريعة والتواجد واسرع في الزوال

تغادر كالسنونو
وتشتهي دوام الابد


تشتهي ان تسكن في شفاه رسمت كل الفصول

لقحتها انت ام هي بالتين والرمان والزيتون

وباركتها
باعناب الحقول
وسنابل خضراء نافرة ترفض الحصاد

في بابك مهزوم انني
هارب يتبعني الخريف

متملقا
ناكرا ما قلته
ونافيا ما اقول

الشيب على مفرقي ينمو

وانا ادخل عالما جديد

قميي الان من حرير
ومعطف جديد

سجائر طويلة فاخرة
دخانها لا ينقشع

فانبهك احترسي
فانا ارفض بعض الامور

وامسك بالشال الطويل
وارمي بقاياه على كتفي

ويداي مخضبة بعطر الجرائم
متوجس من عامي الاربعين

تركت الطفولة والربيع
بالام حزينة
وجئت في الدمع العقيم

لكن موائدي لا هثة
تلحس الحطب
والفروع

فلا ترفضيني
لا تلفظيني
... على شاطئك البعيد
ولا تعطيني قبلة باردة
في يومنا الثالث للقاء