ليت عندي"ما عند جدتي"
(ما عندك ما عندك جدتي) .. العبارة التي تسير على ألسنة الكثيرين.
طالما أغضبت هذه العبارة أخونا – والخال والصديق- الدكتور أحمد عبود .. وقد تذكرته وأنا أقرأ كتاب (حياة موريتانيا) للأستاذ المختار بن حامد – رحم الله والديّ ورحمه – فاقتطفت بعض ما مر بي من سير (الجدات) ..
والحقيقة أن (جداتنا) الشنقيطيات – الصورة الغالبة بطبيعة الحال - تمثل لهن سيرة الحبيب صلّ الله عليه وسلم .. أولوية .. ومعينا لا ينضب .. حتى أن أكثرهن يحفظن تفاصيلها.
الجدة الأولى :
(ومن محمد عبد الرحمن المذكور أيضا بنته مريم تسلم التي تحفظ القرآن العظيم ولها يد طولى في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأيام العرب تحسن الإعراب ونظم الشعر الحساني وهي من نساء العصر اليوم){ص 131 (حياة موريتانيا) المختار بن حامد}}.
الجدة الثانية :
عند الحديث عن محمد السالم بن سيدي بن حين ( ومنه أيضا مريم بنت حين إحدى فقيهات العصر لها رسالة في علم الكلام أجادت فيها في الرد على الخائضين في المتشابه بما لا مزيد عليه. وهي أم الفقيه عبد الله بن الإمام بن عبد الجليل) {ص 100 (حياة موريتانيا) }
الجدة الثالثة :
(هذا وقد خلف محمد مبارك بن محمد الأمين بن أحمد بالإضافة إلى بنيه المذكورين بناته الطيبات القانتات،أم الخيرات،وزينب،وأم كلثوم. وكلهن تحفظ القرآن وتزاحم الرجال في الفقه والحديث والعربية مع كثرة عبادتهن،وقد فاقتهن أم الخيرات علما حيث أنها لا تقاس برجل علما وعقلا إلا ورجحت به. لها عدة مصنفات في السيرة بعضها نظم وبعضها نثر وفيها المطبوع توفيت بالمدينة المنورة. وقد طالبتها المملكة العربية السعودية بكل ما في وسعها أن تتقلد وظيفة تعليم النساء فرفضت القبول زهدا وقناعة قائلة"ما لذلك خرجت من بلادي وإنما خرجت لعبادة ربي ومجاورة نبيه صلى الله عليه وسلم" ){ص 190 – 191 (حياة موريتانيا)}.
الجدة الرابعة :
سلمة بنت محمد فال بن احمد بن الأمين (إحدى نساء العصر تحفظ أكثر القرآن العظيم وتقرئ أبواب العبادات من الشيخ خليل و الأخضري والمرشد المعين على الضروري من علوم الدين. فضلا عن حسن إعرابها وطيب أخلاقها وسياستها. فقد قامت بتدبير بيت أحمد بن الأمين عدة أعوام قبل بلوغ أخيها المختار الحلم){ ص 211(حياة موريتانيا)}.
الجدة الخامسة :
الحديث عن بعض الرجال ( ولهم أيضا أخوات فاضلات نذكر منهن عيش امبارك التي تحفظ أكثر القرآن العظيم وتزاحم الأدباء والنحويين والفقهاء في علومهم){ ص 212 - 213(حياة موريتانيا)}.
الجدة السادسة :
(خديجة بنت محمد المختار بن امان (..) إن خادجة {هكذا} هذه من أعلم نساء دهرها قرآنا وفقها ونحوا وحديثا ومنطقا،وقد امتازت بمديح رسول الله صلى الله عليه وسلم (..) لا تبارى في الشعر الحساني){ص 253 (حياة موريتانيا)}.
الجدة السابعة :
هذه من خارج كتاب الأستاذ (ابن حامد).
من الأسئلة التي طُرحت على الشيخ الأمين،صاحب أضواء البيان – رحم الله والديّ ورحمه – وهو في طريقه للحج :
(كان أول سؤال ألقي عليه من إحدى بنات عمومته عن اسم الجنس،وعلم الجنس والفرق بينهما وبين النكرة.
وهذا المبحث معروف عند النحويين والبلاغيين والأصوليين من أدق المباحث وأصعبها فهما،وكذلك سألته عن الفرق بين الصفات النفسية وعن الموصوف وهذا المبحث من غوامض المباحث عند المتكلمين){7 (رحلة الحج إلى بيت الله الحرام : العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي الجكني / القاهرة : دار ابن تميمة + المقدمة بقلم الشيخ عطية محمد سالم)}
ثم جاء في الهامش للشيخ عطية محمد سالم،كاتب المقدمة – رحم الله والدي ورحمه ورحم الشيخ الأمين – كلاما لا يكتبه إلا الكبار :
(وصاحبة هذين السؤالين مشاركة في كثير من الفنون وقد وصلت إلى المدينة المنورة حوالي سنة 1375هـ تقريبا والتقيت بها وعرضت عليّ سؤالا في قوله تعالى : "الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها" وهل الضمير راجع إلى عمد أم إلى السموات في مناقشة طريفة واطلعت على كراسة فيها نظم السيرة النبوية وطلبت مني مراجعتها وإبداء رأيي فيها فوجدتها فوق ما يمكن لمثلي أن يعلق عليها،فرددتها إليها،وكنت كثيرا ما أسمع الشيخ رحمه الله يثني عليها){ ص 7 }.
الجدة الثامنة :
ونختم بها .. : ( خديجة الشنقيطية : شاعرة حجازية لها ديوان شعر في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم طبع مرارا ونفد مرارا){ ص 586 ( تاريخ الشعر العربي الحديث) / أحمد قبّش }.
أذكر أنني قرأت – في "المجلة العربية" – أن أول ديوان طبع لامرأة سعودية هو ديوان خديجة المذكورة.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقطيي المدني