العيش المشترك



في الغرب!!




١ـ أهو إنجاز لرغبة شخصين( أو أكثر) بالعيش معاً، فيكتريان غرفة أو شُقّة، فيوفّّران بعضاً من تكاليف الكراء الثقيل، و يشتركان في ثمن الطعام، فيزدادان توفيراً على توفير، ولا يرهقهما غلاء الحياةّّ!! ويتقاسمان مؤونة متع الدنيا المجلوبة أو التي يقُدّمها كل ٌّمنهما للآخر من جسده دون مقابل { في الشرق- على الأغلب ، و الله أعلم بالأسرار!!- يقتصر الأمر في الأخيرة على الرجل و المرأة. أمّا في الغرب فلا مانع أن يكونا من جنس واحد، وقد تختلط المتعة لوجود متعددين فيتقاسمونها جميعاً!! }.

٢ـ أم يعنيان به ما جاء في تعريف الفقهاء: عقد يرد على حلّ المتعة قصدا، ورغبة بتكوين أسرة، و إنجاب أطفال، و تربيتهم تربية يرسمان صورتها. ( أمّا أولئك الذين يتّفقون على قطع النسل، فلهم بحث آخر )

فالعقد الأول مؤقت بفترة من الحياة، أمّا العقد الثاني فدائم مدى الحياة ( باستثناء حالات خاصّة فقد يُبديان الرغبة في التوقّف في زمن تال عن العيش المشترك فيُعالج بالطلاق( أو الانفصال الذي له أحكامه الأخرى في الغرب )، والمعلوم أنّ أيّ إعلان حين إجراء العقد عن الرغبة بالطلاق بعد فترة يُبطله، وللقاضي أن يُصدر حكمه بذلك ( ليس بحثنا هنا في زواج المتعة )، وإسرارالطلاق في النوايا يبطله كذلك أمام الله، وهو الذي يُحاسب عليه، و تكون معاشرة الزوجين غير شرعيّة ).
العقد الأول غير ملزم، فالانفصال ممكن في كلّ وقت، و التخلّي عن الالتزامات لا مانع منه، أمّا العقد الثاني فملزم بالواجبات المادّيّة و الأدبيّة و المتعة ....

دوافع الزواج في الغرب



يأتي الشرقيّ إلى الغرب، ولديه تصوّرات – و منها خيالات-عن متع الحياة المختلفة، و أبرزها متعةالجنس، و كيف لا يتصوّر السعادة فهو سيصاحب الغربيّات و شتّان بينهنّ و بين الشرقيّات في المنزلة و الثقافة العامّة و الخبرة في الاتصال الحميميّ!! و يتعذب نفسيّاً بادئ الرأي لأنّه لا يجد الأمر سهلاً كما تصوّره، و ليس لديه خبرة التصرّف في هذه المواقف، حتّى إذا ( تأقلم ) و وجد بعض الهدوء في نفسه أخذ يبحث عن الإقامة الدائمة، و أيسر سبيل إليها الزواج من غربيّة،و يقول في نفسه: عفا الله عمّا مضى ( ما مضى من علاقة مَن اختارها شريكة حياته ) فهو- في الغالب- ولن يعنيَ بالعيش المشترك المعنى الثاني قطعا، أقول: لايعني، و هذا لا يعفيه من الالتزام بالقوانين المعمول بها، و بعد فترة من الزمن يُفيق من سكراته الأولى ( و لا يعفو عمّا مضى )، و يبدأ بالحنين إلى قيم الشرق التي نشأ عليها، و يفهم – غالباً- أنّ المرأة التي اقترنت به لم تكن بهذا الزواج لتفضّله في المنزلة على بني جنسها، و إنّّما لما يتمتّع به من قدرات على الإمتاع لا تجدها عند غربيّ، نحن نعلم- وقد نكون مخدوعين-أنّ الشرقيّة لا تستسلم لرجل- استسلاماً شرعيّاً أو غير شرعيّ- إلا لما تجد فيه من ميزات خاصّة – و منها المادّة- ليست في الرجال الذين تستطيع الوصول إليهم، ما الجنس عند الغربيّين – في العصر الحديث- إلا متعة جسديّة طبيعيّة!! لذلك يبحث عنها في أيّ مكان، و لا تجعل لمن يمنحها منزلة خاصّة، إنّها كالطعام و الخروج!! و ما ظنّك برجل يلذّ له أن يجعل قطعة من جسده في أقذر مكان من جسد رجل آخر أو امرأة أخرى!! و ماذا عن المرأة التي تجد لذّتها في كلب أو قطّ، بل قد تفضّلهما على الإنسان!!

و هذا لا ينفي أنّهم يبحثون عن علاقات إنسانيّة، فهم يُحسّون بالخواء لافتقارهم إليها.

لا تظنّ أن يدوم الزواج الغربيّ إلا في أحوال أجد فيها بتر هذا الزواج خيرا، ينفصلان، فإذا لم يُرزقا بأولاد فيظنّان أنّها الراحة الكبرى، ومن المعتاد أن تجد شيوخاً وعجائز يعيشون منعزلين- و لاننسى أنّ الضمان الاجتماعيّ يتكفّل بهم ماديّا، و لكن هل يربطهم بالمجتمع، فيخفّف عنهم بعض آلام الانعزال؟-، و المعضلة في الأولاد و تربيتهم، و قد يجد الرجل حلاً بتسليمهم للرعاية الاجتماعيّة مع حقّ الزيارة الأسبوعيّة!!
أمّا إذا دام الزواج إلى الشيخوخة، فيعود كلّ من الزوجين إلى أصولهما، و المرأة أقدر على الانتصار فهي بنت البلد و هو غريب لم يحسب حساب هذه الأيّام، فيُصبح دمية و هو في عجزه!!

موقفان تفهمان منهما واقع هذه الصلات- لا فرق إن كانت موثّقة أو غير موثّقة، قد تكون بينهما فروق، لكنّها ليست في حسبان المجتمع!!-:
الأوّل: فرّ من صديقته أو امرأته- فقد كنّا لا نعلم، فما الفرق في الواقع؟- حين حملت بطفل لا يريده منها- سواء شكّ بنسبه أم لا، فالطفل له شرعاً و قانونا!!-فقد أصرّت على الاحتفاظ به. ففقد ما فقد في ديار الغرب. ثمّ حمد الله مرّتين على فراره حين علم أنّ المولود أنثى!!
الثاني: عاد من بلده بعد غياب خمسة عشر عاما، ففرح بأنّ امرأته قد أنجبت طفلة، فهذا يُكسبه فوراً الجنسيّة!!

فتأمّل الموقفين!!

قد يدوم الزواج، فعَجزُ الرجل واضح، وبخاصّة إذا قطع صلته ببلده فخشي نظرة أهله إليه، ولم يجد في نفسه جرأة على الرجوع بعد أن مجّد بحياة الغرب ما مجّد، و شكر أمامهم لامرأته الغربيّة ما شكر!!- فيتقبّل كل شيء له ولأولاده، وإنّما يسكت-أو قد يكون ملكاً أكثر من الملك- لألا يفقد ما حصّل من مال- و مازال يحصّل- و ما يجد من صلات حميمة يجدها عند غير امرأته التي عجزت قبله!! فهي تقاربه في السنّ، بل قد تكون أكبر.
ملحوظة:
قد يتزوج الشرقيّ المسلم من أوربية أسلمت ( سابقاً- قبل الزواج- أو لاحقاً – بعده - ) و يظنّ بعضهم أنّه في هذه الحالة لا يفكر بالانفصال لأنها زوجة مطيعة بالمقاييس الشرقية!!
هنا أريد أن اُبديَ رأياً مختلفاً – إذا سمحتم–: نعم، هناك حالات قليلة تطابق هذا الرأي، و لكنّ هذا الإسلام في الواقع لا يوافق عليه الشرقــيّ، فالغربيّات فهمن الإسلام فهماً مختلفا ( هذا بحث يطول، والاقتناع بأ حد الرأييْن في غايــــة الصعوبة )، فإمّا أن يسكت الزوج في نفسه على مضض، و مع هذا يحاول إثبات رأيها بما أوتي من معلوما ت غير مكينة، و إمّا أن تكون هذه الزيجة مثل غيرها! وليست المشكلة في الطاعة وحدها.