السِّفَاحْ
ماذا جرى . . ؟!
لِمَ لمْ تقلْ شيئاً يمزِّقُ صمتَنا ؟
أوليسَ عندكَ ما تقولْ ؟
أجهشتُ بالنبأِ الخفيِّ على وسادةِ حبِّنا
سرَّجتَهُ فوقَ الخيولْ
عبأتَ كُلَّ مشاعري ..
في قفلِ بابِ ضياعِنا
ما عُدتَ تأذنُ بالدخولْ ..!!
* * *
- فقط اخرجي ..
ولتكسري ..
جرارَ خمرٍ دافئٍ في منجمٍ غافٍ على حُمَّى ..
تلطِّخُ بزَّةَ الوهمِ الكبيرْ
في سلَّةِ الأقْداح في حُضنِ الصِّحافِ في صحاري ..
سيَّجتْ صَدَأَ المسيرْ
- ها أنتَ جئتَ لترتدي وجهاً خبيثاً مستعارْ
وجعلتَ سهمَكَ مائراً
فرحلتُ خلفكَ أقتفي آثارَ غدرٍ غائرٍ
أطعمتَني .. وجَعاً ونارْ
ها أنتَ جئتَ لتمتشقْ ..
عُنقي وتنسلُّ كخيطٍ نافرٍ منْ ذيلِ ثوبي
فكسيتني عماً .. وعارْ !!
* * *
سدَّدتَ سوطك صوبَ بؤسي صابئاً
وتُعضُّ أعناقَ الضميرْ !!
أوَ كنتَ تحسبُ أنَّني ..
سيجارةً عبَرتْ شفاهكَ أوسريرْ ؟
كوليمةٍ ترقصُ فوقَ حسنِها المثيرْ ؟
أو جيفةٍ تنبذُها ،
شيئاً كريهاً أو حقيرْ ؟
نفَّضَّتني .. منْ مقلتيكَ رميتَني
ورحتَ تصعدُ مثلَ وحشٍ شاردٍ شُرُفاتِ عرشي
وتحومُ حولَ شوكتِكْ
نكَّستني ..
وسكبتَ أيَّامي التي كدَّستُها
وفرشتُها تختاً إليكَ لتعتلي
كلَّ براعمِ شهوتكْ
عرَّيتني ..
ونسجتَ من جَسدي غِطاءاً واسعاً كي يستُركْ
والليلُ يشهدُ سطوتكْ
طفلُ الخطيئةِ ينزوي ما بينَ فخذيَّ ضريرْ
فلا تكن ذئباً كبيرْ
* * *
أنا كاذبةْ
لن أشرخَ الجسدَ الذي قبَّلتهُ
حتى وإنْ كَـثُرتْ حقائبُ خيبتي
ما عادَ ليْ غير الهزيمةِ
غيرَ أنْ أنصبَ راياتِ انكساري
لم يعدْ غيرَ انهياري
شركُ الحنينُ مسَّني ، لكنَّني ..
لمْ يبقَ ليْ .. غير المنافي في فحيحِ الفحشِ أفواهُ انفرادي
لم يعدْ غير التَّمادي في مدادِ الدَّارِ أوديةٍ تُعادي
لم يعدْ غيرَ المصائبِ والمذابحِ والبروجِ الهاوياتْ
لمْ يبقى ليْ .. غيرَ غليلِ الأمنياتْ
* * *
وتقولُ أمضي خارجاً !!
الآنَ تختلجُ الشِّفاهُ في خريفِ الليلِ والنَّبضِ الحزينْ
الآنَ تنهشُ ما تبقَّى ..
منْ رغيفِ الحبِّ منْ عُشبِ الحنينْ
الآنَ تمشي فوقَ شاطئ ذكرياتي ..
تقذفُ الدِّفلى وزهرِ الياسمينْ
فيموتُ في كفي اليقينْ ..!!
ثديِّ الذي يرتجُّ حينَ تُحاورُه
قدْ طوَّقتكَ دوائرُه ،
فنزعتها ..!
صدري الذي يمَّمتَ وجهكَ شطرهُ ..كي تسكُنهْ
عرَّشت بين جنائنِه ،
فحرقتها ..!
خصري الرهيفُ لهثتَ في فردوسهِ
ونبشتَ كُلَّ مضائِقِهْ
ونحتَّهُ .. مثلَ النُّبوةِ هيكلاً ،
كذَّبتها ..!
شعري الذي ضفَّرتَهُ
وصهلتَ في أحشائهِ
وجعلتهُ تاجاً إليكَ وخيمةً .. جلستَ تحتَ مُروجها ،
هدَّمتها ...!!
ويدي التي أرهقتَها بعبادتكْ .. صلَّيتَ فوقَ رُخامِها
مثلَ الحجيجِ تبعتَها ،
قطَّعتها ..!
ودموعكَ التي سَكبتَ غزيرَها
كانتْ طلاءَ أظافري ،
فقصَصتَها ..!
* * *
يا سيِّدي .. آهٍ وكلَّا
لا تظنَّ بأنَّني ..
قدْ بتُّ أُحصي كُلَّ أطلالِ حُطامي
أو تُفكِّر كيفَ أغدو ..
دونَ ضخِّ الصَّبرِ في جَسدِ الأماني
أو تظنَّ بأنَّني في الأرضِ قبراً شاحباً ..
أو جثةً تُعلي مآذن فوقَ أضرحةٍ تُعاني
سيِّدي ...ما رفَّ ليْ دَمعٌ ولا أذرفتهُ
في سُرَّةِ الليلِ على غدرِ الزمانْ
ما عُدتَ تُلهمُني الأمانْ
* * *
الآنَ جئتُ لأشكركْ
شكراً على عذريتي حينَ انحنتْ
شكراً على ذاكَ الجفافَ فإنَّني
أطوي على ..
خطوِ الرِّياحِ المطفآتِ الطافحاتِ الطائفات ِالطافياتِ فجيعتي ..
حينَ ابتدتْ
شكراً إليكَ وإنَّني ..
لنْ أطلبَ النَّصرَ المزيفَ منْ حواري شفتيكْ
يا وارثاً إبليسَ .. يا شيطانْ
يا منْ بحُبِّهِ كفرتْ
أيقنتُ أنَّكَ لستَ إلا مارقاً جبانْ
يا منْ شممتُ النبضَ تحتَ عروقِهِ ،
فنَدِمتْ ..!!
م ـح ـم ـو د