*هكذا يفتي العلماء*

إمرأة جزائرية تتصل بإحدى القنوات الفضائية لتستفتي في أمر،
وكان المفتي الذي على شاشة التلفاز هو فضيلة ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ الشيخ المفتي ﻋﺒﺪﻟﻠﻪ بن بيه،حفظه الله،
البالغ من العمر ال85سنة .
تقول له : ياشيخ أنا امرأة جزائرية مسلمة مؤمنة مطيعة لله
ولكن زوجي رجل يشرب الكحول
ويأتي إلى المنزل آخر الليل،
وفي إحدى الليالي دخل علي المنزل ووجدني أقرﺃ القرآن فبطشه من يدي ومزقه ورماه في الحمام
ما حكمك ياشيخ
هل يصلح العيش معه أو أطلب الطلاق؟

قال : هل لك ولد منه..؟
قالت : نعم لدي خمسة أولاد ..
قال : ﻫﻞ ﻟﺪﻳﻜ أسرة ? قالت : نعم لدي، ولكنهم في ﻗﺮﻳﺔ بعيدة ﺟﺪﺍ، وأنا في العاصمة .
قال : هل لك من يعولك الأن؟
قالت : لا أحد فأبنائي مازالوا صغارا ..

قال : إذن..
اثبتي مكانك
ولاتطلبي الطلاق
ولا تتشاجري أو تدخلي معه في أي صراع واصبري .

قالت : ولكن كيف ياشيخ اصبر؟ وكيف تفتي بذلك؟
قال : أرأيت يا ابنتي إن تركتيه ورحلت
بدلا" من واحد الذي يسكر ويمزق القرآن
سيبقون ستة !
لأنه سيأخد أولاده، وسيتربون على طباعه، ويشربون الخمور الستة كلهم، ويمزقون القرآن،
فلا حل في الفرار وترك المنزل.. إصبري
واعلمي أن ﺩﻭﺭﻙ هو ﺟﺴﺮ ﻷﺑﻨﺎﺋﻚ
وأريد منك قيام الليل والدعاء له ﺑﺎﻟﻬﺪﺍﻳﺔ .

قالت إن شاء الله ..



ودارت الأيام والشهور والسنة وإذ بذاك المفتي يستضاف بإحدى القنوات الفضائية
وكانت المفاجأة
أن من بين المتصلين تلك المرأة الجزائرية

تقول : السلام عليكم ياشيخ .
قال : وعليكم السلام مرحبا تفضلي .
قالت : ماعرفتني ياشيخ؟
قال : لا والله ممكن عرفيني بنفسك .

قالت : أنا المرأة الجزائرية التي اتصلت بك قبل عام عن زوجي الذي يشرب الكحول .

قال : اجل والله عرفتك بشريني يا ابنتي ما حالك؟

قالت :
والله ياشيخ إن زوجي الأن هو من يفتح باب الجامع في صلاة الفجر،
ويؤذن بالناس،
ﻭيقوم الليل،
ويقرأ القرآن،
ﻭيصلي كل الفروض والنوافل،
لقد هداه الله حق ﻫﺪﺍﻳﺔ، ياشيخ ﺑﺎﺭك الله ﻓﻴﻚ.
وهي تبكي بكاء الفرحة لأنها المرأة المؤمنة الصابرة،
تقربت إلى الله وعلم الله بنقاء وطهر وصدق قلبها
فاستجاب لها
جاهدت النفس
وصبرت
ونالت ثواب الأجر
(ولأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم)

وكل هذا بفضل الله ثم بفضل صناعة الفتوى لشيخنا الفاضل.

هو الشيخ عبد الله بن الشيخ المحفوظ بن بيّه، مواليد سنة 1935م
في تمبدغة في موريتانيا،
أحد أكبر العلماء السنة المعاصرين
والنائب السابق لرئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين،
ورئيس ومؤسس لمجلس حكماء المسلمين.