لا أمل في المصالحة الفلسطينية
كتبه تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل – 26 – 10-2012م-
كنا نعيش على أمل المصالحة الفلسطينية في يوم ما ربما بفعل ضغط المرحلة ، أما اليوم فلا بصيص أمل في الأفق الفلسطيني المظلم ، وذلك من خلال القراءة السياسية الدقيقة ، فحركة فتح تواجه ضغوطا قاسية في الداخل والخارج تحول دون تحقيق المصالحة ، كما أن مشروعها الوطني على أعتاب الفشل إن لم يكن قد فشل بالفعل ، وهذا يعني فشل خط التسوية ، بل فشل التوجه الوطني بأكمله لصالح التوجه الإسلامي الذي ينمو يوما بعد يوم خاصة في جميع مناطق التواجد الفلسطيني ، وفتح تمزقت وشاخت وتحولت إلى رجل عجوز ... - مع الأسف الشديد – الأمر الذي يؤلمنا كثيرا... وحركة حماس غير جادة في تحقيق المصالحة يساعدها في ذلك المناخ السياسي الجديد الذي عصف في المنطقة العربية وسيطرة الصقور فيها على القرار، وكذلك تعاظم قوتها وقدرتها على الأداء ، ونجاح تجربتها في غزة – وفقا لاعتراف المراقبين - ... ولا أعتقد أن ثمة وزن للمستقلين ، ولا لكافة القوى الفلسطينية الأخرى بحيث يؤدي هذا الوزن إلى فرض المصالحة الفلسطينية ، وكل ما نسمعه من وسائل الإعلام من باقي القوى الفلسطينية بشأن المطالبة بخروج الجماهير في غزة والضفة للضغط على الحركتين وإنهاء الانقسام ، ليس أكثر من فقاعات إعلامية من أجل القول : بأننا قوى لا زال لها وجودا ، وان وجودنا لم يمت بعد ، مثلهم بذلك كمثل الذي ينعق في الظلام... ، كما أن تلك الأصوات خالية من أي مصداقية وفق ما أثبتته المواقف والأحداث ، وكذلك المستقلين فهم منتفعون مائة في المائة ، واليسار الفلسطيني في متحف التاريخ ، ولم يُجد مشروع التسوية ولا مشروع المقاومة ، والكل يعيش مأزقا تاريخيا حقيقيا ، والمهارة الفائقة المتجلية الآن للطرفين – فتح وحماس - في التراشق الإعلامي ، وتبادل الاتهامات ، والاعتقالات المستمرة في غزة والضفة الغربية ، والتنافس الميداني الخارجي في الاستقطاب ، واثبات الوجود لكل من الحركتين ... لذلك أعتقد أن المرحلة القادمة على الصعيد الفلسطيني - وقد تكون بعيدة نسبيا لكنها قادمة لا محالة- ستكون خالية من العمل الوطني المؤثر والفاعل –وهذا ما يؤلمنا - ، وسيكون اللاعب الوحيد فيها هو الإسلاميين ، فنحن نتابع بدقة محاولات الهيمنة على القرار الفلسطيني بأساليب وطرق ذكية ، والهيمنة أيضا على تمثيل الشعب الفلسطيني تمهيدا للسيطرة على مؤسساته خاصة منظمة التحرير الفلسطينية ... كما نتابع آليات تعاطي العالم مع الإسلاميين بشكل علني وسري ، مباشر وغير مباشر ، باعتقاد الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية ، وحتى بعض القادة الإسرائيليين ، بان الإسلاميين أكثر احتراما لأي اتفاقية مع إسرائيل ...
فهل سيأتي يوم وقد شابت رؤوسنا ، وانحنت ظهورنا ، وبلغنا من العمر عتيا ؛ فنرى المصالحة الفلسطينية قد تجلت بأسمى معانيها حرصا على المصلحة الوطنية العليا كما حصل في الجزائر والمغرب وكثير من دول العالم ... ؟ أم أن القوى الوطنية الفلسطينية قد استنفذت أغراضها ، وتلاشت أدوارها ، ولم يبق منها إلا الاسم والقائد ، والتصريح والشعار ؟ .
Tahsen-aboase@hotmail.com
للاتصال بالكاتب :
من داخل فلسطين جوال رقم: 9421664
من خارج فلسطين جوال رقم: 00970599421664