هتفَ الصباحُ وزغردَ الّلبلابُ=و تمايلتْ فوقَ الهضابِ هضابُ
وهمى الضياءُ على المروجِ كأنّهُ = أنفاسُ روحٍ في المدى تنسابُ
وازّينتْ بينَ الحقولِ سنابلٌ = وتراقصتْ في مهدِها الأعشابُ
صَدحتْ على تلك الطلولِ بلابلٌ = وكسا المروجَ بحسنهِ الوهّابُ
وتمايلتْ سعفُ الوصالِ صبابةً = يا شمسُ هيّا.. أُنهكَ الأحبابُ
وبدا الصباحُ مع الصباحِ بوجهها = وتشابكتْ صورٌ.. وضاءَ كتابُ
وتسلّقتْ شمسُ المحبّةِ تينةً: = صفراءَ لولا الحبُّ والأترابُ
اليومَ يومُ الوصلِ يا كلَّ الدّنى = هل للهوى عن سعدهِ أسبابُ؟
اليومَ تمطرُ للوجودِ حبيبتي = وعداً تَسرُّ فصولَه الأربابُ
وجهنم في الأرض كمْ تحلو بها = وبدونها تلكَ الجنانُ يبابُ
فمضتْ سويعاتُ الصّباحِ كأنَّها = جبلٌ على صدرِ الّلقاءِ يُذابُ!
حتّى إذا ما أينعتْ وُرقُ الجوى = وتأرجحَ الرّمانُ والعنّابُ
جاءتْ إلى حمّى الهجيرِ خليلتي = أيزيدُ ناراً شوقُها الوثّابُ؟
وتلاحمتْ نيرانُ أشواقٍ لنا = وتدفّقَ المنثورُ.. والأطيابُ
و سرَتْ على تلكَ الغصونِ نسيمةٌ = من ثوبِها، وتلاشتِ الأثوابُ
" وتعطلتْ لغةُ الكلامِ " فلمْ يعدْ = في خاطري السيّيابُ.. أو زريابُ
وتدفّقتْ بينَ الشفاهِ مواسمٌ = وتنفّستْ في كرمِها الأعنابُ
الحبُّ أجملُ ما يكونُ بدوحةٍ = أغصانُها مذعورةٌ و غِضابُ
وخفوقُ لاعجةٍ تلوحُ كأنّها = نارٌ ..وبردٌ فاتكٌ ...وسَحابُ!
نمضي إلى أنْ يستريحَ بجنّتي = صحوٌ عذولٌ ، غفوتي يغتابُ
* * * =
وأفقتُ من غيبوبتي متقهقراً = وتفتّقتْ عن غفوتي الأبوابُ
قد كنتُ مذْ لاحَ المنامُ بمهجتي = متيقّناً أنّ اللقاءَ سرابُ!