يا جـرحَ بغداد : ماذا تنظمُ المقلُ ؟؟
لو عاينتكَ .. وفكـــري مسّـــــه شللُ ؟
تهمي .. تعاتــبُ .. والأيام حــائـــرة ؟
أم إنّـــها بتراب الوجـد تـغـتسـلُ ؟
هــــا شــيبُ قلبي قبيل الرأس مشتعلٌ
فـأيّ آلامنا - ياجــــرحُ - نحـــتملُ ؟
نغصّ بــالآه فــــرط الآه لا ســــــلمت
يــدُ الذي بعــذاب الناس يحـتـفـلُ
يـدُ الذي بغراب البين مبتهــجٌ
يبتاع بالدّيـن وهو الخانع الوجلُ
يـدُ الذي أحرق البنيان يحســبه
ثـأرا لـهُ – وهو بالأحقاد يـعـتـمــلُ
يـدُ الذيـــن استباحوهـا بلا شـرف
فـلـلـبـلاد أنيـنٌ بالغٌ جَـلـلُ
وهـم جـــلاوزةٌ جاؤوا على أمـلٍ
أن تنتهي الروح والأمجـاد والمثلُ
لكنّهم خسـئوا فاللطفُ منهمــرٌ
به الحكايا الى كـلّ الورى تصـلُ
ياجرح بغداد فاض الدمعُ منذهـلاً
ماذا نعلّل ؟ من يصغي لمن ذهـلوا ؟
ماذا نعـلّل ؟ أيّ العذر ينجدنا ؟
وهـل ستجدي خرابَ المنزل العللُ ؟
وهـل هناك بـقايا في جوانحـنا
بـه نداوي ، لــيشفى ذلك الأمـلُ ؟
( وا ضيعة الأرض ان ظلّت شوامخها
تهوي ، ويعلو عليها الدون والســـفـلُ )
بـــغداد .. بــغداد مــاذا يكتب الثملُ ؟
قـد مات منـتحرا في بابك الغزلُ !؟
لــم يـبـــق غير نشـــيج جـفّ منطقـــه
يرسـو بدجلة تــيما ثمّ يـبـتـهـلُ
دقـّـات وجـدانـه ما انـفـكّ يسـألها
عـن الرشـيد ومــن في حبّه شـغلوا
عــن المـعـلّــق والزوراء عن فســـــح
ما زال رونـقها فـي الشـعر ينهملُ
عن الحمى عن أبــي نوّاس هل زحفت
له الوحوش الضواري حينما دخــلوا ؟
أين اليمــــام بباب الطاق نعرفـــــــه ؟
وكـيف أمـركه السـرّاق واقـتـتـلوا ؟
ياجرح بغـداد لاتطـلـق أعـــنّـتـها
فالسيف مـنـثـلم والحال منـجـدلُ
واصبر لها فـغــــدا تطوى غـياهــــبها
ويسـتحيل هـباء جـور مـن عـذلوا
واصـبر فبضع سنـين سوف ندركها
ولن يـردّ شـآبـيـب الردى دجـلُ
ولـن تعـود لنار الغرب جذوتها
ونـورنا يومها بالحقّ مـكـتـمـلُ
بـه يــزلزل أمـريكا وجوقـتها
عصـفٌ رهيبٌ وهم عن وعده جهلوا
لم يبــق منها سوى أطلال شــقـوتها
وذكـريات ظلام بـثـّه الجدلُ
والمؤمـنون بـنصر الله قـد فرحوا
نصر سـتعـلـنه الآفاق والسـبلُ
إذ ذاك والله يصـحو المسلمون وكلّ
واحدٍ منهم في سـوحها بطـلُ
يسـود من سـاد قبل الآن مفتخـرا
والفجر يحدو وأهلُ الله والرسلُ
هـناك تدنو من الأقـصى ركائبنا
هـناك جرحك يابغداد يندمـلُ