لا معني للوقوف علي الأطلال .. يجب أن تستمر الحياة أليس كذلك ؟ طفرت دمعة من عيني وأنا أواسي ابني في فقدانه لحبيبته .. نفس القصة ونفس الأحداث التي مرت علينا جميعا . أحداث الحياة تصر علي تكرار نفسها دون كلل أو ملل ، هل فقدت الابتكار ؟ أم ، أننا لا نقرأ التاريخ حتى نتعلم ممن سبقونا ؟ تركت الحجرة مسرعا لأنقذ براد الشاي من النار التي بدأت تلتهمه تاركة دخانا خانقا يلف جو الشقة .. حذرتني زوجتي من تركه علي النار والانشغال بأي شيء. وضعت البراد تحت صنبور المياه و أخذت استمتع بوضع الماء عليه وهو يصدر أصوات عاليه . ربما يتألم من يدري !! تغير شكل البراد وأصبح رماديا .. قررت الخروج وشراء آخر يشبهه حتى لا يرتفع السكر عند زوجتي . تغير شكل الشارع واختلفت الوجوه .. ربما ابتلعت الأرض كل من اعرفهم . الصقيع يلفني . . نسيت ملابسي الثقيلة بالمنزل . سألني أحد الشباب: هل تبحث عن شيء ؟ قلت له : يا بني عشت حياتي كلها أبحث عن شيء لا اعرفه . بادرني الشاب : تائه ؟ قلت : نعم ، نزلت من منزلي لاشتري شيئا ، نسيت ما أريد شراءه ونسيت المنزل ، يبدوا أني احتاج للراحة . أمسك الشاب يدي و أنا مستسلم له كالطفل الصغير، مر وقت طويل يسأل الناس ولا مجيب، لا يعرفني أحد. أشفقت علي الشاب و الإرهاق قد نال منه، طلبت منه أن يستريح ؛ رفض وواصل الأسئلة للمارة . انتابني شعور غريب أني لا انتمي لهذا العالم، ربما هبطت من كوكب آخر من يدري ! .. أثناء انشغال الشاب بحديث جانبي مع أحد الأشخاص؛ ذهبت وحيدا في طريق لا أعرفه أبحث عمن يعرفني ، وجدتني زوجتي عرفتها من حديثها المكرر عن سني و الزهايمر ، صوتها أعادني للبراد المحروق و ابني المكتئب في حجرته .
.................................................. ...........
موقعي
http://khatab38.riwayat.org/index.htm