حــــضــــارة الســـمـــوم
فلسطيني باع أرضه ... يا ولاد
يقول وزير الخارجية الألماني (جوبلز) في عهد الزعيم النازي (أدولف هتلر) : "اكذب مرتين تنقلب كذبتك حقيقة !!" و أكذوبة بيع الفلسطينيين أرضهم لليهود هي واحدة من هذه الأكاذيب التي ترددت مئات المرات فأصبحت حقيقة في عقول هؤلاء الذين لا يكادون يفقهون حديثا حتى أنك تجد المرء منهم مصر على تكرارها و كأنه كان يعمل في الشهر العقاري الفلسطيني قبل عام 1948 مــ أو أنه كان شاهدا على عقد بيع !!!
و قبل أن أتطرق إلى تفنيد هذه الفرية وجب علي التنويه أن أرض فلسطين مثلها كمثل أرض مكة و أرض المدينة ، لا يملك اهلها حق التصرف في بيت المقدس كما لا يحق لآل سعود التصرف في المسجد الحرام و المسجد النبوي و إني أعجب لأمر اليهود الذين اتوا من أنحاء العالم لفيفا لإقامة دولتهم في فلسطين بينما المسلمون و العرب حولها يتبرأون من مقدساتهم و ممتلكاتهم .
نعود إلى الفرية موضوع الحديث ... إن كنا غير ملمين بحقائق التاريخ و وثائقه و وقائعه (و هذه مصيبة أخرى في أمة "اقرأ" التي لا تقرأ فعصت أول أوامر ربها) فقليل من العقل و المنطق كفيلان بإجهاض هذا الافتراء .
أولا : مادام الفلسطينيون باعوا أرضهم لليهود عن تراض ... فما الحاجة إلى كل تلك المذابح التي ارتكبها اليهود في بئر السبع و دير ياسين و كفر قاسم و دير البلح ... إلخ ؟؟؟
الروابط التالية فيها توثيق لسلسلة المذابح الإجرامية التي ارتكبها الصهاينة ضد أهل فلسطين في سبيل إقامة كيانهم :
http://palestinehistory.com/arabic/issues/massacre.htm
http://www.palestineremembered.com/A.../Story3045.htm
http://alayasser.sitesled.com/massacres.doc
http://alayasser.sitesled.com/mass2.doc
ثانيا : منطقيا إذا بعت المنزل الذي تسكنه فقد جهزت قبلا مسكنا بديلا تقيم فيه ... لكننا نجد النازحين و المهجرين الفلسطينين حتى الآن يسكنون في مخيمات لا يمكن وصفها بالآدمية على الإطلاق في غزة و الضفة و الأردن و لبنان و سوريا و لا يزال أهل هذه المخيمات يحتفظون بمفاتيح و عقود ملكياتهم لأراضيهم و منازلهم في الأراضي المحتلة .
http://www.palestineremembered.com/A...Story2045.html
ثالثا : هل هؤلاء المحاصرين و المظلومين و الشهداء و المجاهدين في غزة و الضفة الغربية قد باعوا أرضهم للمحتلين ؟؟
نأتي الآن إلى التحليل العلمي و التاريخي لهذه الشائعة ...
لم أجد أفضل من هذا التحليل الموجز للدكتور (خالد الخالدي) على الرابط التالي :
http://www.palestine-info.info/arabic/qadhya/baya.htm
في النهاية أهمس في أذن الخليجي الذي يهرف بما لا يعرف بأن يكف عن تكرار جملة " الفلسطينيون باعوا أرضهم" و ينظر إلى أرضه التي أصبحت مطارات و قواعد عسكرية للأمريكيين بثمن بخس و إلى سلاطينه الذين يرقصون مع قيصر الروم .
و إلى الناحية الأخرى أهمس في أذن المصري الذي انخدع بإعلام ( مجدي الدقاق ) و ( رز باليوسفي - روز اليوسف سابقا ) و أقول له : " أنظر إلى الشركات و الصناعات التي بيعت للأجانب ... أين بنك الإسكندرية الذي بيع لبنك (سان باولو) الإيطالي ؟ و ليس نبأ (أجريوم) عنك ببعيد !!! هل يمكن وصف ما يحدث من بيع الغاز الطبيعي للصهاينة بأقل من ثمن التكلفة إلا ببيع مقدرات الوطن بثمن بخس شيكلات معدودة ؟ ما تفسير استقدام المبيدات المسرطنة الصهيونية إلى الوراعات المصرية ؟ ما معنى بيع أراضي سيناء لمستثمرين مجهولين بل و إسرائيليين ؟ "