اخي الكريم محمد انت تتحدث عن حقيقة مؤلمة ، حقيقة مؤلمة لو كان بوسع الحجر ان ينطقها لفعل ذلك
الانسان المسلم يعيش واقع مؤلم
الانسان المسلم يؤمن بالله
الله و من عند الله تأتي الرحمة
و الله في قلوبنا يجعلنا نفكر في الرحمة و الجنة و الحياة الكريمة و الفاضلة
و الله في قلوبنا يجعلنا نفكر بمكارم الاخلاق و مباديء نبيلة حث عليها الدين
و حينما ننظر هذا الواقع المؤلم تحدث لنا صدمة إذ نهوي مباشرة في مستنقع الالم ،
واقع مؤلم فيه ننصدم بقسوة
ننصدم بمفاسد و منكرات و ظلم و قهر للحريات
فيه لا يفرقون بين الانسان و الحيوان و النبات و الجماد ، كل ما يهمهم المصلحة الشخصية المجناة
صدمات تجعل المشاعر في قلب الانسان متذبذبة
نحن نعلم ان الله خلقنا من اجله و من اجل حب الحياة
لكن نخفق في حب الحياة مع واقع معاصر مؤلم
واقع صعب ...نرجو فيه من الله الثبات و حسن الخاتمة
و حينما نرى ان على هذه الارض هناك بشر يعيشون ذات الظروف المؤلمة و لكن بمأساة أكبر ألا و هي عدم معرفة الله و ان هناك حياة أخرى بعد الموت و لا يملكون اي معاني روحية تخفف عنهم أو تمنحهم بعض السكينة
فيعيشون إضافة إلى قسوة الدنيا قسوة إحساس انه لا أحد معهم و لا أحد يشهد مآسيهم و معاناتهم
ان يعيش الإنسان معاناة دون أن يعرف أن هناك إلها معه في كل معاناته فوقع هذه الآلام سيكون أشد و أصعب على قلبه ...ينتهي غالبهم إما بالانتحار و في الأسوء الإنتقال إلى ضفة الجريمة...
في حين ينتهي المسلم الذي رحمه الله إلى الصبر و الإحتساب..لأنه يعلم برحمة من الله و تثبيت منه في تلك الظروف القاسية المؤلمة أنها في الأخير دنيا فانية بمرها تماما كما كانت ستفنى لو كانت حلوة
و الحمد لله ان الله رحمنا بالأسلام و رغم أن الصبر و الإحتساب ليسا سهلا التطبيق خاصة في أقسى الظروف لكن الأمل في الله في ان يهبنا ذلك يبقى مرجوا لأنه السبيل الوحيد للوصول إلى الله .
نحتاج الحياة الكريمة كإحتياجنا إلى الهواء
نحتاج أن نحترم من طرف الآخرين و ان تحترم حرياتنا
نحتاج أن نعيش في مجتمع راقي..
لكن إذا وجدنا في ظروف غير ذلك و التغيير فيها يجب أن يكون جذري و قد يمتد لأعوام
إذا وجدنا في حقبة أغلب ظروفها كريهة لا نستطيع تغييرها بأيدي قليلة ، لا نستطيع تغييرها سريعا
عندها محتوم علينا تحمل ما لا نستطيع تغييره على الأقل في الوقت الحالي
و كيف يتحقق التحمل إذا لم يكن ذلك بالصبر و التمسك بالله
الظروف الكريهة تسعى لإبعادنا عن الله ، تماما كما إبتعد صانعوها عن الله
لكن برحمة من الله لن يتحقق لها ذلك
التمسك بالله سوف ينور الطريق و القلوب المتمسكة بالله هي التي سوف تقتل كل تلك الظروف الكريهة
سوف تقتلها في يوم من الأيام تماما كما قتلها المسلمون الأوائل
هناك من عاشوا حياة تعيسة و ماتوا دون أن يعرفوا ان لهذا الكون إلها
نحن نعيش و نعرف الله و نعبده
الحمد لله و نسأله االهداية و الفرج..
جزاك الله كل خير أستاذنا الكريم محمد