خلف القضبان يجلس خلف القضبان


نائم أم قائم عنده سيان


عيناه ثاقبتان


ويداه متماسكتان


وأمامه يقف ابنه


الفارس الهمام


من أنتم يا شرذمة مسكينة ذليلة


من أنتم يا من كنت أحكمكم ثلاثين عاما برمش عيني العليلة


من أنتم وماذا تفعلون هنا


يا ضيعتكم من بعدي


ألا تشاهدون حالكم


لقد بتم تائهين


ضائعين


خائفين


محتارين


يسكنكم الذل مختارين


عيونكم غائرة حائرة


قلوبكم واجفة دقاتها هادرة


تنظرون لبعضكم نظر المغشي عليه من الموت


تنتظرون مني ان آمركم بالهدوء والسكوت


هيهات هيهات


لقد تخليت عنكم


وتركت حكمكم


وأنا أعرف أنكم مني لا زلتم خائفين


ومن دوني صرتم نادمين


فأنا رئيسكم المهاب


وإلى ترفع الأعناق والعيون


وكلامي يسلب الأباب


ويحفظ حكمي البليغة


رواد الشعر والفنون


وأنا بريء من كل تهمة جائرة


وانا يداي نظيفتان من دمائكم المهدرة


فلا أنا أمرت بقتلكم


ولا أنا نهبت بلادكم


بل انا رئيسكم


وفخركم


وفجأة اقترب منه غلامه الحبيب


وقال له أبتي أجب على سؤال القاضي اللبيب


فما عدت سيدي الرئيس


إنك الآن خلف القضبان


ألا تفهم وتعي


أننا صرنا من ذوي السجون


وأننا صرنا إلى ما صار إليه


اعداؤنا أيام ما كان صولة وجولة وإلينا يشار البنان


ولدينا حكم وسلطان


ابتي أقصد سيدي الرئيس


أقصد .. لا أعلم


فمن خلف هذه القضبان اللعينة


صار حالنا مثل أولاد المسكينة


أمنا سوزان الحزينة


قم وأجب فأنت سيدي


خلف القضبان لا أمامها


وهذه محكمة كبيرة وأنت لست سلطانها


ولن يطلبوا منك افتتاحها


أو إنهائها


ولن يصفقوا لكلامك الحكيم


ولن يعجبوا برأيك


السديد الفهيم


هيا قم أجب


سيادة القاضي


فكل الدنيا صارت


ضدنا ساحة قضاء


بعد أن كانت ملكا لنا


وساحة فضاء


فسبحان


من لا ينام


والبشر عنده لا يضام


ففعلك من أجلسك يا والدي


خلف القضبان


لتكون لمن بعدك آية وبرهان


يوم الأربعاءيوم محاكمة الرئيس المخلوع 4رمضان أغسطس 1432هـ=2011م