صالح الهجر...
تأثـرتُ بحامد الآمدي ورسا سامي
حاولتُ كسر نمطية البُعد الخطي
على هامش معرضه الاخير ، الذي أقيم في المركز الثقافي الروسي مؤخراً... التقت البعث الفنان صالح الهجر، الذي لفت الانتباه إلى محاولته كسر نمط البُعد الخطي، والمزج بين الخطوط والتموجات اللونية للخلفية الموافقة للمضمون....
> حفل معرضك بنصوص قديمة من التراث، ونصوص حديثة واساطير... وتميز بألوان متعددة وخلفيات ممتزجة مع الخطوط... فكأنك مزجت بين الرسم والفن التشكيلي... فما دلالة ذلك؟؟
>> حاولتُ ان ادمج في معرضي بين النصوص القديمة والحديثة والاساطير، اضافةً الى آيات من القرآن الكريم، فكل نص له ايحاء يفرض لون الخلفية والخطوط وتداخلاتها مع التموجات اللونية... ففي لوحة نص ابن الفارض.
مابين معترك الاحداق والمهج
أنا القتيل بلا إثم ولا حرج
استخدمت في اللوحة اللون القرمزي الذي كثُر في العصر العباسي، واضفت اليها تشابكات تدل على قوة العصر تماوجت مع اللون الترابي دلالةً على البيئة، وفي نص عنترة العبسي.
ولقد ذكرتك والرماح نواهل مني
وبيض الهند تقطر من دمي
بدت الخطوط فيها متحركة دلالةً على الحركة الممتزجة بلون الدم الاحمر، في حين تماوجت الخلفية بأطياف شفافة تداخلت بين اللون الزهري والازرق الفيروزي اشارة الى الرومانسية التي تغلفها.
أما لوحة السلام بسم الله الرحمن الرحيم المستمدة من سورة سبأ فبدا فيها مشهد الليل حين يكتمل البدر، وينعكس على سطح البحر ويمتزج الاسود مع لون الامواج، وصورة القمر المستديرة تُظهر الحروف المتماسكة والمستديرة، لوّنتُ الخطوط بالاسود والازرق والابيض، وفي اسطورة عشتار.
عشتار قلبي غادرت
سقطت بأول معركة
استخدمتُ اللون الطيني وأبديت تداخلات واشتباكات تومىء بالحركة وكانت التزيينات تعود الى فترة العهد الاغريقي، وفي منحى النصوص الحديثة اخترت نصاً لبدر شاكر السياب .
حطمت قلبي في الهوى سفهاً
فمتى وأين وكيف أنتقمُ
رسمته بأحرف لينة مطواعة حزينة، ولوّنت بالازرق الفيروزي والزهري الوردي، بينما نص محمود درويش.
سجل أنا عربي
أنا اسم بلا لقب
صبور في بلاد كل من فيها
يعيش بفورة الغضب
لوّنت الخطوط بالاحمر القاني الذي يوحي بالمقاومة وفي الوقت نفسه يدل على الشهادة وموت الاطفال والنساء والابرياء.
> لاحظتُ تباين الخطوط في اللوحات... فما هي التقنية التي استخدمتها...؟
>> عامةً استخدمت الخط الديواني الجلي الحديث بشكليه الافقي والزورقي، واعتمدت على الخط العمودي... والتدريجي والتصاعدي والمائل حاولت ان اكسر نمطية البعد الخطي، واجعله متعدد الابعاد، بحيث يرى المتلقي فيه اكثر من بعد، بعض اللوحات جاءت بثلاثة ابعاد واحياناً رباعية، وفي مواضع اخرى كانت ثنائية الابعاد، وهذا خلق جديد في تشكيل الخط العربي وجعله متحركاً وليس جامداً كما يُنظر اليه سابقاً... وبالتالي جعلته خالياً من الزوائد الكوفية، فبدا متحركاً حتى يكاد يخرج من الاطار ويدعى خط التحليق.
> بعد هذا العرض هل تفكر بمشروع فني جديد وفق المنحى ذاته ام يختلف...؟
>> يوجد مشروع فني عربي مشترك لرسامي الخطوط من سورية وعدة بلاد عربية سأشترك به، كما احضر لورشة عمل ثقافية شاملة لفنون الموسيقا والشعر والخط ويشترك فيها الكثيرمن الموسيقيين والرسامين والشعراء الحديثين .

حوار وتصوير: مِلده شويكاني

http://www.albaath.news.sy/user/?id=522&a=48011