يا صغيري لم يكن هذا مكانك...
كان ينبغي أن تكون اليوم صباحا في مدرستك لا في ساحة الموت و السياسة القذرة... لا تصدقهم... لست مقاتلا٬ لم تكن يوما كذلك... ليس الموت لك عادة٬ بل الحياة٬ خلقك الله لتحيا لا لتموت...
أطفال أمريكا الذين لا تعرفهم سيتعاطفون معك لو رأوا صورتك تبكي٬ وربما يكتبون لك الرسائل ويرسمون لك عن الأمل والحياة... ربما يكبرون ويجرعوك الموت بسياساتهم٬ لكن الموت ليس مفردة حاضرة في تعليمهم الآن٬ هم يقولون نريد أن نحيا وأنت تقول أريد الموت لي ولكم!
الذين دفعوك للموت٬ لم يدفعوا بأبنائهم٬ أبنائهم يتعلمون في الجامعات الأمريكية والأوروبية٬ يلبسون أفخر الثياب ويتحدثون اللغات ويسمعون الموسيقى... وعندما يدخلون الفيسبوك العربي٬ يتحولون إلى أبى الكرار وأبى حيدر والحسين٬ وعندما يعودون ستكون أنت بإستقبالهم٬ تجري بأقدامك الحافية بعد موكبهم تتلمس سياراتهم وتتبرك بمصافحة أياديهم الرطبة٬ وتعود ليلا لأمك٬ تقول لها بحماس: اليوم صافحت السيد !
- عرفات الجوفي