< علم الجماعات في الإسلام
كتبها: الأديب الباحث رضا البطاوي - فرسان الإسلام العام
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
هذا كتاب علم الجماعات في الإسلام:
مفهوم الجماعة:
الجماعة فئة أو حزب أو فريق أو أمة أو جمع.. وهي كل فرد أو أكثر اتفقوا على الإيمان بدين واحد وعملوا به.
أنواع الجماعات :
تنقسم الجماعات فى الإسلام إلى :
1-الجماعة المسلمة وهي التي تتخذ الإسلام دينا ويطلق عليها المؤمنون والمسلمون والمتقون. .
2-جماعات كافرة وهى تنقسم إلى طائفتين:
أ - أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى.
ب - أهل الشرك وهم فرق كثيرة، منهم: البراهمة والسيخ والبوذيون والشيوعيون والرأسماليون والشنتو والمجوس .
يدل على هذا التقسيم قوله تعالى بسورة البينة "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شرّ البرية، إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ".
وداخل كل جماعة جماعات أصغر مثل البلدات والأحياء والأسر .
المقياس الاجتماعي:
المقياس أو المعيار الاجتماعي "نطاق مرجعي عام أو مشترك لأفراد المجتمع أي ما يقبلونه من قواعد وعادات وقيم واتجاهات وغيرها من العوامل التي تحدد سلوك الأفراد «وقد أريد بهذا التحديد أن يستخدم الناس ما يخترعونه من أحكام – وهي ما سميت بالعادات والتقاليد والقواعد والقيم والدساتير في مقياس- يعرفون به الحق من الباطل ومن ثم يبتعدون عن دين الله. ومقياس الإسلام أحكام دين الله الصالح الوحيد لحياة البشر بدليل أن القوم اكتشفوا عدم صلاحية أيّ مقياس مما اخترعوه لمعرفة السلوك السويّ من غيره، فقالوا: لا يصلح مقياسنا الذاتيّ فهو عرضة دائماً للتشويه والتحريف ولا المقياس الإحصائيّ، فالإحصاءات تشيرغالباً إلى شيوع النفاق والكذب أكثر من الشجاعة والصدق، لذا حرم الله كل المقاييس وقبل مقياساً واحداً هو الإسلام وفي هذا قال تعالى في سورة آل عمران "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الأخرة من الخاسرين".
واجب المقياس الاجتماعيّ:
قال القوم: واجبات المقياس توفير أسس تعامل الأفراد وخلق أهداف مشتركة لأفراد المجتمع وتماسك الجماعة وتقدم المجتمع "وواجب المقياس في الإسلام إقامة مجتمع الله فى الأرض الذى يهدف لنيل نعيم الدنيا ونعيم الآخرة، وفي هذا قال تعالى قي سورة الأعراف الآية 96 "ولو أن أهل القرى أمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ".
عوامل تمسك أيّ مجتمع بمقياسه:
قال القوم :إن العوامل هي درجة الثواب للمسايرين للمقياس ودرجة العقاب للمخالفين ووضوح المقياس عند الأفراد واقتناع الفرد بالمقياس وانعدام ثقة الفرد بنفسه "والحق أن ما يؤدّي إلى تمسك أيّ مجتمع بمقياسه عاملان هما :
1- إيمان الناس بالمقياس و اقتناعهم به .
2- طاعة الناس للمقياس و استجابتهم له .
وهو التغيير النفسيّ عند الكل، قال تعالى في سورة الرعد الآية 11"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
عوامل عدم تمسك أيّ مجتمع بمقياسه:
قال القوم "العوامل هي تساهل المجتمع إزاء الخارجين عنه وجهل الأفراد بأحكامه وعدم اقتناعهم بالمقياس "والحق أن ما يؤدّي إلى عدم تمسك أيّ مجتمع بمقياسه عاملان هما:
1- تكذيب الناس بالمقياس وعدم اقتناعهم به .
2-عصيان الناس للمقياس وقيام كل جماعة بعمل دين خاصّ وقطع الصلة بالدين الجامع وانقسامها إلى زبر-جماعات- أيّ أديان متعددة، قال تعالى في سورة المؤمنون الآية 53" فَتَقَطَّعُوا أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرًا كُلُّ حِزۡبٍ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ "
تماسك الجماعة:
يعرف المجتمع المتماسك بأنه المجتمع الذى تكون فيه علاقات الناس بعضهم ببعض تعاونية. والحق أنه المجتمع الذي يطبق فيه كل فرد كل أحكام الشرع الإسلاميّ. شبّه الله المجتمع المسلم بالبنيان المرصوص، فكل لبنة تؤدّي ما وُكلت له وهو تطبيق أحكام الشرع وفى هذا قال تعالى في سورة الصف الآية 4 "إن الله يحب الذين يقاتلون فى سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص "وأيّ مجتمع كافر لا تنطبق عليه صفة المجتمع المتماسك لاختلاف سعي أفراده و تشتتهم، فكل واحد يجري خلف مصلحته، وهو ما سمّاه الله الشقاق بقوله في سورة ص الآية 2"بل الذين كفروا في عزّة وشقاق "
أسباب التماسك ؟
من يكفرْ بالطاغوت وهو أحكام الباطل أيّ الشيطان أو الشهوات أو الهوى الضالّ ويؤمنْ بحكم الله يستمسكْ بالعروة الوثقى الدين العظيم وفى هذا قال تعالى في سورة البقرة الآية 256" فَمَنۡ يَكۡفُرۡ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤۡمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسۡتَمۡسَكَ بِالۡعُرۡوَةِ الۡوُثۡقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "أي من يسلم نفسه لله وهو محسن يكنْ متمسكاً بالعروة الوثقى، وفي هذا قال تعالى في سورة لقمان الآية 22" مَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٌ فَقَدِ اسۡتَمۡسَكَ بِالۡعُرۡوَةِ الۡوُثۡقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأمور "ومن هنا نعرف أن المجتمع المسلم يتماسك إذا استمسك كل فرد فيه بالإسلام الذي هو العروة الوثقى .
مظاهر تماسك الجماعة:
قال القوم: مظاهر التماسك تحدّث الفرد عن جماعته أكثر من حديثه عن نفسه واستخدام ضمير نحن بدلا من ضمير أنا والتزام الفرد بأحكام المقياس وتعدد صداقات الفرد داخل الجماعة وإشباع الجماعة لحاجات الفرد "والحق أن مظهر تماسك الجماعة تطبيق كل إنسان لأحكام المقياس وأما المظاهر الأخرى فلا يمكن أن تكون مظهرا لتماسك المجتمع إلا ظاهريا عدا الثالث فالأول قد يدلّ على نفاق وقد يدلّ على تماسك وقد يدلّ على ضعف الشخصية وقد يدلّ على تماسك والثاني قد يدلّ على تكبّر وقد يدلّ على تماسك فبعضهم يستخدم ضمير نحن ليدلّ أنه عظيم كبير لا يساويه في مقدرته أحد والرابع قد يدلّ على مصلحة شخصية وقد يدلّ على تماسك، فصداقات رجال الأعمال كثيرة لكنها تندرج تحت بند المصلحة الشخصية عدا صداقات قليلة والخامس قد يدلّ على فساد وقد يدلّ على تماسك فأهل الغرب يشبعون شهواتهم بكل طريق مشروع وغير مشروع ولو تسبّبوا في إفساد المجتمع و انتشار الأمراض الخطيرة كمرض نقص المناعة (الإيدز) ومرض الهيربزّ!! وكثرة اللقطاء وانتشار الجريمة للظهور أمام العاهرات بمظهر الأغنياء.
( معك حقّ فكلّ مبدأ لا يمكن أن يطبّق تطبيقاً صحيحاً بدون رقابة كلّ فرد في المجتمع، ولن تتحقّق هذه الرقابة فعلاً إلا بإيمان بمراقبة الله، وقد تكون المراقبة ذاتية عند أفراد بدون أن يؤمنوا بمراقبة الله، ولكنّهم قلّة.
وعندما تحدّثوا عن مظاهر التماسك كحديث الفرد عن الجماعة أكثر من حديثه عن النفس واستخدام ضمير نحن بدل ضمير أنا.. فقد أرادوا بها ما أردته، ولكن المشكلة في رقابة الفرد لنفسه وهي غير ممكنة عمليّاً بدون إيمان بالله.
أما إشباع الشهوات فالمجتمع حريص على خلوّه من أيّ ضرر يقع على غير الممارسين، ولكن التطبيق شيء آخر.)
عوامل تماسك الجماعة:
لتماسك الجماعة في الإسلام عامل واحد هو خضوع الفرد لأحكام الشرع وقد ذكره تعالى في سورة الرعد الآية 18" لِلَّذِينَ اسۡتَجَابُوا۟ لِرَبِّهِمُ الۡحُسۡنَى "أي استمساك كل فرد بالعروة الوثقى مصداقا لقوله تعالى في سورة لقمان الآية 22" مَن يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٌ فَقَدِ اسۡتَمۡسَكَ بِالۡعُرۡوَةِ الۡوُثۡقَى ".
وأما العوامل عند الآخرين فهي:
1- اشتراك الفرد في رسم خطط المجتمع.
2 - سيادة روح التعاون في الجماعة .
3- تحقيق المجتمع مكانة مميزة للفرد داخلها"
4 – وضوح أهداف المجتمع لدى الفرد .
هذه العوامل هي جزء من عناصر استجابة الإنسان لأحكام الإسلام. والحق أن سبب استجابة المسلم للشرع هو أن الله وعدنا بالحسنة الدنيوية والجنة الأخروية إذا فعلنا ما يريد من أحكام، إذاً نحن نعمل لصلاح دنيانا وصلاح آخرتنا.
عوامل تفرق الجماعة:
يظلّ المجتمع متماسكا مادام أفراده مستجيبين لشريعته، ويتفرق شيعا وأحزابا إذا تخلّى أفراده عن الاستجابة لشريعته والسبب عدم اتفاق الشريعة مع أهوائهم أي بغي المتفرقين المختلفين فى الناس أي إرادة بعضهم التميز بالمال والنفوذ وغيرهما مما لا يصلون إليه إلا بارتكاب ما يخالف شريعة الله، وفي هذا قال تعالى في سورة البقرة الآية 213" وَمَا اخۡتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعۡدِ مَا جَآءتۡهُمُ الۡبَيِّنَاتُ بَغۡيًا بَيۡنَهُمۡ "ومن أجل ألا تتفرق الجماعة الإسلامية وضع الله في الشريعة الإسلامية حكم الردّة، فمن يرتد عن الإسلام يقتل كيلا يتشجع من في قلوبهم مرض على الردّة حين لا يجدون عقابا يردعهم عنها .( أرى أن الفقرة تخلط في الفكرة بين المجتمعات بعامّة حين يتمرّد أفرادها على شريعة المجتمع، وبين تخصيص الحديث عن المجتمع المسلم، فكأنّه حين استخدم كلمة شريعة نسي معناها اللغويّ الأصل، وانتقل بدون شعور إلى معنى الشريعة الخاص بالمجتمع المسلم! )
تأثير الجماعة في الفرد :
مما لا شك فيه أن الجماعة - وهي مجموعة أفراد تربطهم عناصر تكوين عمرانيّة - تؤثر في الفرد الواحد، والدليل على تأثير الجماعة في الفرد هو ادعاء كل فرد أنه على دين الآباء و في هذا قال تعالى في سورة الزخرف الآية 22 " بل قالوا إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون " ولكن هذا التأثير لا يكون طول الحياة، والدليل على عدم استمرار هذا التأثير طوال الحياة فيدل عليه كثير من الأدلة منها :
- أن نوح (عليه الصلاة والسلام) ربّى ابنه على الإسلام ولكنه كفر ومات وهو كافر وفى هذا قال تعالى في سورة هود الآية 42 "ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ".
- أنّ الغلام الذى رباه أبواه على الإسلام لما اشتد ساعده كفر رغم دعوة الأبوين له بالعودة إلى الإسلام وفي هذا قال تعالى في سورة الأحقاف الآية 17"والذى قال لوالديه أف لكما أتعدانني أن اخرج وقد خلت القرون من قبلي وهم يستغيثان الله ويلك أمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا أساطير الأولين".
- أنّ الغلام الذى قتله العبد الصالح (ص) كفر رغم تربية أبويه له على الإسلام وهو طفل وفى هذا قال تعالى في سورة الكهف الآية 80"وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا ".
- أن الأفراد يدخلون الإسلام مع أنهم كانوا فى مجتمعات مرباة على الكفر.
تأثير الفرد فى الجماعة :
نوعان لتأثير الفرد في الجماعة هما :
1- التأثير العام ويراد به أن كل أب يمارس تأثيرا على أولاده وطبعا كل أم والدليل هو قوله تعالى في سورة الإسراء الآية 24"وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ".
2- التأثير الخاص ويراد به القيام بدعوة الناس لدين معين أي مذهب محدد، وهذا التأثير يسمى الاستجابة للدعوة ، ويمارس هذا النوع من التأثير عدة أفراد قلائل وهذه القلّة المرادة تنقسم إلى فريقين :
أ- الفريق المسلم الذي ينقسم إلى جماعتين: الأولى الرسل وقد مضى عصرهم، والثانية العلماء الذين يصلون للإسلام الحقيقي في الكعبة بعد تحريفه!! .
ب- الفريق الكافر الذي ينقسم لجماعتين الأولى زعماء الكفر مثل فرعون وهامان وقارون وأبى لهب والثانية ما يسمونهم المفكرين مثل فرويد وماركس ونيتشه وهم فى الإسلام جهلاء .
اختبار العلاقات الاجتماعية:
إن أي اختبار كاختبارات العلاقات الاجتماعية يقوّم في الإسلام حسب هدفه وغرض القلب فإن كان خيرا فالاختبار حلال وإن كان شرا فهو حرام لقوله تعالى في سورة الأحزاب الآية 5 "وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم" والاختبار الوحيد المحلل هو الهادف لعلاج مرضى النفس أو الجسم وأما باقي الأنواع فمحرمة للتالي :
1- أنه تجسس منهيّ عنه مصداقاً لقوله تعالى في سورة الحجرات الآية 12"ولا تجسسوا "
2- أن الأسرار قد تُستعمل في إيقاع الفتن بين الناس وفى هذا قال تعالى في سورة التوبة الآية 47 " {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً و لأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} ".
3- أن الاختبارات إضاعة مال و جهد ووقت .( لا أدري مستنده في هذه الفكرة، نعم! البندان السابقان صحيحان لكن لو حصلنا على معلومة اجتماعيّة بلا تجسّس ولم يكن في نشرها أذى لماذا لا ندرسها ونخرج بنتائج قد تفيد المجتمع؟ )
قيادة المجتمع:
لقيادة المجتمع أساليب متعدّدة في الإسلام هي:
1-الاصطفاء الإلهي الممثل في جعل الرسل قادة لأقوامهم أو جعل أحد المسلمين في وحي الرسول قائدا .
2-الاختيار وهو مبايعة مسلم حاكما بأكثر أصوات المختارين. ( المختارون كلّ الناس، أم أهل الحلّ والعقد؟ )
3-التسلّط وهو أن يقوم بعض المسلمين بالاستيلاء على الحكم بالقوة من الحكام الظالمين الكافرين وقد مضى عهد الاصطفاء الإلهي وبقي الاختيار والتسليط وهو نفسه ما يحدث عند الكفار.
التغير الاجتماعيّ:
يقصد به أن يبدل كلّ أفراد المجتمع أو بعضهم الدين الذى هم عليه و سبب حدوث التبدل تأثر الأفراد بدين جديد سواء كان وحياً من عند الله أو ديناً من أديان الشياطين. قصر الله التغير في وحيه على دين الإسلام وحده، وهذا يسمى تغيراً لأنه إلى أفضل، وأما تغيير دين ضال بأخر ضال مثله فلا يسمى تغيراً لأنه من سيّء إلى سيّء مثله. يحدث التغير داخل نفوس الأفراد بمعنى أنه يأتي منهم لا من غيرهم. قال تعالى في سورة الرعد الآية 11:" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بأنفسهم" لو تغيرت نفوس الناس إلى الإسلام فستتغير حالهم للأفضل وسيؤتيهم الله حسنيي الدنيا والأخرة .
قياس سلوك الأفراد في المجتمع :
يقاس سلوك الأفراد في الإسلام حسب أحكام الشريعة وقد وضع الله فيها أسساً لنُميز مسلمهم من كافرهم المرتد وهي: 1- أن المرتد هو الذي يرتكب ذنباً ويصر عليه بمعنى أن يفعل خطيئة ولا يتوب عنها رغم علمه بحرمتها في الإسلام، ( قد يعلم الكافر بالحكم الشرعيّ، وقد يجهله، عندها لا ضرورة للقول إنّه أصرّ على الذنب )على عكس المؤمن الذي يُسارع إلى التوبة، وفي هذا قال تعالى في سورة آل عمران الآية 135" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ".
2- أخذ الناس بما يعلنون، وعدم اتّباع الظنّ، بمعنى أن المسلم يحكم على المسلم الأخر من خلال الظاهر الذى يراه وليس من خلال معرفته الظنية بما يفعله في الباطن أو من خلال سماعه من الأخرين وفى هذا قال تعالى في سورة النساء الآية 94" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ".
وأما المجتمعات الكافرة فتقيس سلوك أفرادها حسب أحكامها الموضوعة في دستورها مكتوبا أو شفهيا.
اتباع الصغار للكبراء :
يقوم المجتمع الكافر على أساس إتباع الصغار المستضعفين للسادة والكبراء أغنياء القوم وفى هذا قال تعالى على لسان المستضعفين في سورة الأحزاب الآية 67" وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا "وأما المجتمع المسلم فيقوم على أساس إتباع الكل لشريعة الله فأفراد المجتمع المسلم سواسية كأسنان المشط.
هدف المجتمع :
هدف المجتمع المسلم إظهار دين الله على كل الأديان الضالة، وفى هذا قال تعالى في سورة التوبة الآية 33«هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " أما هدف المجتمع الكافر فإطفاء نور الله و إفساد دين الله وفى هذا قال تعالى في سورة التوبة الآية 32"يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم".
ازدهار المجتمع وتخلفه :
يتخلف المجتمع إذا اتبع ديناً غير دين الله ويزدهر إذا اتبع دين الله و يفتح الله عليهم بركات من السماء والأرض وفي هذا قال تعالى في سورة الأعراف الآية 96"و لَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ".