شاطئ جدة يواجه ‘زحف‘ التلوث

--------------------------------------------------------------------------------


المشاهد لكورنيش جدة الشمالي، يدرك منذ الوهلة الأولى، أنه يتعرض لتجاوزات واعتداءات ممن لا يبالون بالبيئة، ولعل الروائح الكريهة التي تنبعث منه باستمرار، تفسر حقيقة التلوث الذي يزداد خطراً يوماً بعد آخر، بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشاطئ.

ويعزو أستاذ جامعي، حادثة غرق بعض الغواصين والسباحين، إلى امتداد تلوث البحر بمياه الصرف الصحي وتوسعه، وهو أخطر أنواع التلوث، حيث تكثر الطحالب بسببه، وتؤدي إلى شلل يصيب الجهاز العصبي للغواص ومن ثم إلى وفاته.

وهذه الحوادث المأسوية البحرية تتسبب فيها منشآت تقع على البحر وأخرى بعيدة عنه، حيث تعمد تلك الجهات إلى مد أنابيب تحت الأرض أو عبر الأنفاق، لتصل الفضلات والقاذورات إلى البحر. واللافت أن بعض الجهات المعنية المسئولة عن صحة وعافية البحر، تضع يدها بين الحين والآخر على عدد من هذه المخالفات، ولعل أخطرها قيام البعض خفية بتوصيل أنابيب تحت الأرض، وتصرف مخلفاتها في البحر مباشرة.

كما أن بعض أصحاب "الوايتات" يفرغون ما في جوفها داخل أنابيب الصرف الصحي، وينتهي كل شيء في نهاية المطاف عند قاع البحر، أما "بيارات" الامتصاص القريبة من البحر، فلا يجد ماؤها الآسن عائقاً في الوصول إلى الكورنيش.

وكشفت جولة صحيفة "عكاظ" في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2007م، أن بعض المنشآت والفنادق والمساكن التي تقع على البحر، تقذف بمخلفاتها إليه، وهذا الأمر يحتاج إلى متابعة ورقابة وضبط.

ووفقاً لرأي المختصين، تعتبر المنطقة الواقعة بالقرب من ميدان النورس هي الأكثر تلوثاً، بسبب الطحالب القاتلة التي تسبب الشلل وتغتال الأسماك الصغيرة، وقد كشف أحد برامج الأمم المتحدة للبيئة أن هناك مصادر تلوث كبيرة تهدد البحر الأحمر، منها الصرف الصحي المتسرب من المدن القريبة للبحر، فضلاً عن النفايات الصناعية.

وحسب الهيئة الإقليمية المحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن، التي أصدرت تقريراً عن صحة البحر الأحمر، فإن أطنان المياه الآسنة تأخذ طريقها إلى البحر، إلى جانب أعمال الحفر والردم والإخلال، وطلبت الهيئة إيقاف هذه العمليات نهائياً.

والمؤكد أن كورنيش جدة يحتاج إلى جهود كبيرة حتى تعود له عافيته، والمشكلة ذات شقين، الأول، الصرف الصحي غير المعالج، والثاني، المصادر المجهولة التي تغذي البحر بالتلوث.