نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي











حلب في سيرة الحافظ ابن حجر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

لم يزل لمدينة حلب ذكر في سير أعلامنا الأسلاف النبلاء، كالحافظ ابن حجر الذي زارها، فقرأ وأقرأ، وسمع وأسمع، وأملى في جامعها الكبير عددا من المجالس، وألف فيها عددا من كتبه، وأنجز كتبا أخرى، وتزوج بها امرأة من أهلها، قال فيها:
رَحَلْتُ وَخَلَّفْتُ الْحَبِيبَ بِدَارِهِ
بِرَغْمِي، وَلَمْ أَجْنَحْ إِلَى غَيْرِهِ مَيْلاَ

أُشَاغِلُ نَفْسِي بِالْحَدِيثِ مُعَلِّلاً
نَهَارِي، وَفِي لَيْلِي أَحِنُّ إِلَى لَيْلَى.

فهذه مأثرة نفيسة جدا من مآثر حلب، نكاشف من خلالها لوحة نادرة جدا من سيرة الحافظ ابن حجر النفسية، تفيض حبا وشوقا، تسطع بروعة تجليه العاطفي رحمه الله، وأن ذلك إحدى خصائص حلب التي تفجر رقة زائرها، وتزيدها غَضاضَة ورَهَفاً......
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

كلأ الله حلب بلطفه وعافاها، وضمّد جراحها، وكتب لها بمحبيها وصلا قريبا لا يغادر ألما، ولا ترى بعده ثَلَما ......................................
قُلْ لِي وَقَدْ زَادَ عَصْفُ الْمُنْتَأَى نَصَبِي
مَتَى يُجَلَّى سَنَا وَصْلِي عَلَى حَلَبِ ؟

أُفْقِي بَوَارِحُ أَجْلَتْ طَلْعَ مَوْعِدَتِي
سَاقَتْ لِهَمِّي صُنُوفَ الْبَأْسِ وَالْعَطَبِ

وَالشَّوْقُ يَخْتَطُّ ذِكْرَايَ الَّتِي انْتَحَبَتْ
شِعْراً يَحُفُّ مُنَى الشَّهْبَاءِ بِالرَّغَبِ

أَرْجُو وِفَاقاً قَرِيبَ الْعَهْدِ يَجْمَعُنَا
يُعِيدُ وَصْلاً وَشَمْلاً صَارَ كَالنَّسَبِ

أَيَّامَ سَعْدٍ سَقَى الرَّحْمَنُ رَوْضَتَهَا
لُطْفاً يُحَوِّلُ عَنْهَا جَثْمَةَ الرَّهَبِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من (بشرى الرفاق، وسلوى الوفاق).