كتب مصطفى بونيف

اخلع ملابسك واقرأ هذا المقال !

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


درجة الحرارة أخرجت الناس من ملابسها ، لا أحد يستطيع أن يضع قطعة قماش فوق جسمه ..الجو حر جدا ..جدا ! ، والذي يستطيع أن يلبس الشورت في مثل هذا الجو سيكون هو البركة !.
خرجت إلى الشارع وصدمني منظر الناس وهم عراة كما ولدتهم أمهاتهم يتنقلون هنا وهناك ..في الأسواق ووسائل المواصلات والمصالح الحكومية ..لا أحد يستر عورته ...كلهم ( يا مولاي كما خلقتني) .
دخلت إلى أحد المقاهي الشعبية ، الجميع هناك (ملط) ، سألت عمي السعيد صاحب القهوة " هل قلبت المقهى إلى حمام ؟ " .
فأجابني : " الجو حر يا أخي ، لست أدري كيف استطعت أن تخرج بملابسك "
جلست على طاولتي المعتادة ، وطلبت شاي بنعناع ...فصرخ (فلفة ) النادل : " شاي في مثل هذا الحر يا أستاذ ، لا يوجد لدينا إلا المشروبات الباردة ، الكولا والبيبسي ..والأرونجينيا ".
خرجت من القهوة وأنا أحوقل ...ولم يضحكني سوى منظر بطن عمي سعيد وهو يتدلدل أمامه ( كنت أعتقد في السابق أنه يضع مخدة تحت ملابسه حتى يرعب الناس ، ولكنني الآن فقط تحققت بأنها بطن حقيقية ، وكأنه ابتلع بطيخة بكاملها ).
ذهبت إلى صديقي يوسف أبو نجاة ، فتح علي الباب ..طرزان .
نظرت إليه مندهشا..( حتى أنت يا أبو نجاة استغنيت على ملابسك ؟).
ابتسم في بلاهة ، ثم قال لي : " أدخل يا موس ، ودعك من البحلقة في جسمي بهذه الطريقة ".
- أنا أبحلق في جسمك ، هل تعتقد نفسك نانسي عجرم ؟.، لم أكن أعرف بأنك أجريت عملية على كليتك اليمين .
فقال : - نعم أجريتها قبل سنتين .
فقلت متعجبا : على الرغم من صداقتنا القديمة ، لكنني لم أسمع أبدا بأنك أجريت عملية جراحية . عموما حمدا لله على سلامتك .
- تشرب حاجة يا موس ، بيبسي ، كولا ، أورانجينا ؟
- شاي بالنعناع من فضلك .
- أعوذ بالله ، شاي بالنعناع في مثل هذا الجو ، هل أنت مجنون ؟ .
- أريد شاي بنعناع ، مزاجي وأنا حر .
صرخ يوسف ( شاي بالنعناع يا أم العيال !) .
فأجابت زوجته "حاضر يا أخويا !".
فهمست له ساخرا : " هل جميع من في البيت ملط مثلك ؟"
فأجابني " استيقضت من النوم وجدتهم عراة ، قلت أنزع ملابسي أنا أيضا ".
وقبل أن تدخل علينا زوجته بصنية الشاي ، قفزت إلى الباب ، وسلم البيت ، ونزلت مهرولا .."عيني تجي على عورتك أوكيه ، لكن عورة زوجتك لأ " .
خرجت إلى الشارع أقلب كفا على كف .." لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماذا جرى في الدنيا يارب ؟ ".
وفجأة صدح الآذان من المسجد " الله أكبر ، الله أكبر " ....إنه آذان العصر .
دخلت إلى الجامع ، فوجدت المصلين بثيابهم ، ساترين عوراتهم وهم بين يدي الله . صلينا العصر ، ورفع الإمام يديه بالدعاء " اللهم استرنا بسترك يوم القيامة ". فقلت في نفسي " يسترنا في الدنيا قبل الآخرة ".
خرجت مع الإمام من باب المسجد ، وأنا أستنكر ظاهرة العري ، فمن المفترض أن يتحمل الناس الحرارة ، بدلا من كشف عوراتهم ، " أليس كذلك يا شيخ ؟".
لكن الشيخ كان يتجاهلني تماما ، كأنني لست موجودا ، وقبل أن يفتح باب سيارته ، خلع عباءته ، وبقي " يا مولاي كما خلقتني " ...هالني منظر جسم الشيخ الذي يغطيه شعر كثيف ، فقلت له في قرف " هل توحمت أمك على قرد شامبانزي ؟".
وقبل أن يشق رأسي بالعصا التي كانت يحملها ، أسرعت إلى قسم الشرطة ، لأبلغ عن حالة فضح علني في الشوراع العربية .
قسم الشرطة كله سلط ملط ...حتى أنني لم أستطع التفريق بين المخبر ، والضابط والشرطي ..بل لم أستطع التفريق بين الشرطي واللص .
سألت الشرطي الذي يقف عند البوابة " هل من الممكن أن أكلم الضابط ، وإذا كان ممكنا خذني إليه؟ "...فجأة وقف الشرطي احتراما لرجل طويل عريض ، عضلاته مفتولة ..ومضروب بغزتين سكين على مؤخرته . فأدركت بأنه اللواء أمين القسم .، خرجت من القسم وأنا أتمنى أن أعرف سر ضربتي السكين على مقعد هذا الرجل الفخم .
الشباب في الشوارع ، عراة ..كنت أتوقع أنهم سوف يستغلون الموقف في النظر ومعاكسة البنات ...تمر أمامهم الفتاة كما خلقها الله ، لا أحد يتجرأ ويقول لها كلمة ...وأقصى ما يمكن أن يفعله (أجدع شاب) ..هو أن يقول صباح الخير لفتاة تمر أمامه ...يطأطأ رأسه بعد أن كشفت عورته ، والمستخبي بان .
وعلى صفحات الجرائد الأولى ، صور مجلس الوزراء ، وهم يجتمعون بغير ملابسهم الرسمية .
ينفجر رئيس الوزراء ضاحكا على مجلسه : " أنتم وزراء ، هل هذه أجسام تقابلون بها ربنا ؟" .
دخلت إلى البيت ..مهدودا ، مهزوما مكسور الوجدان .
توجهت إلى الحمام ، ووقفت أمام المرآة ، ورحت أتحاور معها " الوزارة خرجت من ثيابها ، المجتمع كله نساءا ورجالا خرجوا إلى الشارع يا مولاي كما خلقتني ، إمام المسجد ونزع ثيابه كلها بعد الصلاة ، ومن المحتمل أن عمرو موسى يقرأ بيانه وهو عار ...ثم لماذا ترفض يا موس أن تخلع ثيابك ، هل هناك عيب تريد أن تخفيه عن الأنظار ؟ ...لا لا يوجد أي عيب في جسمي سوى ال15 ضلع التي تستطيع أن تحسبها على بعد 18 كيلو ...وال..."
نزعت قميصي ، وبنطلوني ...وغرقت في البانيو ...حقا شعور مختلف وأنت تكتب للناس عاريا .

مصطفى بونيف

__________________