اليوم الاول :-
-----------
فى يوم ما جلس مازن وحيدا فى شرفة منزلة فى ليلة اختلى فيها بنفسة وبدء ينظر الى السماء ويـتأمل ما فيها من مخلوقات فيرى القمربضوء ساحر والنجوم من حولة تتلاءلاء وتسبح فى السماء الصافية واخذ مازن يتامل هذا المنظر البديع فى استرخاء تام وفى تلك اللحظة بدء الهاتف فى الرنين ليقطع علية خلوتة بنفسة ,فينظر الية مازن ويتنهد تنهيدة عميقة ويتجهة الية للاجابة فاذا بة ينصت الى المتصل ليسمع كلمات تمدح الحب وتدل على وجود القلب الطيب والاحساس البرىء والحب الحقيقى ووجود المخلصين فيحاول مازن فى معرفة المتصل فلا يجيب علية احد , وبدء مازن فى انكار هذة الكلمات التى يسمعها ولا يؤمن بها ولا حتى بوجودها , فاذا بة يجد فتاة تتحدث الية وتتناقش معة وفى هذة المناقشة :-
مازن: من انت


امنية : صدقنى ان لا تعرفنى اطلاقا


مازن: اذن كيف عرفتينى انت ومن اين جئت برقم الهاتف الخاص بى


امنية : الحقيقة عن طريق فتاة تعرفك وهى التى طلبت منى الانتقام منك


بهذة الطريقة وهى ان اتصل بيك فى كل وقت لمضايقتك


مازن: ولماذا تريد الانتقام منى وما السبب


امنية : لانك اخطئت فى حقها وارجوك لا تسألنى من هى


مازن: حسنا لا يهنى كثيرا لانى لا اخطىء فى حق احد فدعينا نسمع


كلمات الحب ثانيا


امنية : الست معترض عليها وعلى وجودها فلماذا تريد ان تسمعها


مازن: نعم ولكن ماذا سنفعل غير ذلك فهى طريقة جيدة لمضايقتى كما


طلبت صديقتك منك .
امنية : ولماذا تضايقك هذة الكلمات ولماذا اعتراضك على الحب وعلى


وعلى عدم وجود القلوب المخلصة


مازن: اى حب هذا الذى تتحدثين عنة , واين هو واين نجدة فى تلك الدنيا


واين نعيشة ومع من ومن اجل من ,فأين القلب الطيب واين نجد


الحب الصادق فى وقت اصبحت فية الرومانسية ضعف ولا مكان


للاخلاص والمخلصين


امنية : انة نفس شعورى ولكنى مختلفة معك لأننى مؤمنة بوجود الحب


وبوجود قلوب تعرف الحب بقيمتة الحقيقية ولكنى لا افكر فى البحث


عنها او عن الحب اوأى شئ من هذا القبيل


مازن: اراك تتحدثين بقلب جريح


امنية : نعم قلب جريح لا ينبض قلب حزين


مازن : اذن هذا دليل على ان كلامى صحيح وانة لا وجود للحب فى


عالمنا هذا


امنية : بالرغم من ان قلبى جريح ولكنى مؤمنة بوجود بعض الناس


يعيشون الحب بقيمتة الحقيقية


مازن: اكاد الا اصدق انى اتحدث مع فتاة , فهل توجد فتاة تفكر بهذة


الطريقة


امنية : وانا ايضا لا اصدق انك تفكر بهذة الطريقة , فقد كنت اتخذت عهدا


على نفسى بعدم الحديث مع اى شاب وفى اى موضوع حتى من هم


فى العائلة


مازن: الهذا الحد انجرح قلبك


امنية :لو انجرح انسان مثل جرحى لعاش طيلة عمرة نادما على هذا الحب


من قسوة الجرح


مازن: هل تسمحين لى ببعض الفضول على ماضيك هذا او جرحك


امنية :نعم لا بأس فانة ليس بالشىء الذى اعتز بة ,ان قصتى هذة تتلخص


انها علاقة حب اعتقدت انها من الطراز الفريد ,اعتقدت انة حب


افلاطونى حقيقى لن يؤثر فية اى شىء حتى لو كان الزمان


الغادر,كنت طائرة بهذا الحب كنت احلق فى سماء العشاق ,كنت احبة


بكل طريقة وجدت ,احب كل مكان يجمعنا وكل وقت يمر علينا وكل


الكلمات التى نتحدث بها, كان قلبى لا يرى غيرة لا يشعر بغيرة يعيش


من اجلة وينمو مع حبة كنت اعيش على امل لقاء يجمعنا ولا اخشى


شىء سيفرقنا وعشت هكذا فى حلم حتى جاء اليوم الذى تحول فية


الى كابوس اليوم الذى لم اتوقع يوما انة سياتى , وفى هذا اليوم رايت


هذا الحبيب مع اخرى ولكن بطريقة توحى ان شىء ما بينهم فتوجهت


اليهم لاعرف من هى والدليل كان حبى , وهنا كانت النهاية بكلمات


منة كانت بمثابة سياط يمزق بة قلبى وعقلى وروحى ووجدانى


وكانت هذة الكلمات فى جملة كانت بسيطة بالنسبة لة وعصيبة


بالنسبة لى وهى (دعينى اعيش حياتى كما يحلو لى دون قيود)
حياتة الذى كان يقول لى انى الجزء الاهم فيها.
ومنذ تلك اللحظة وانطفئت شموع قلبى بل وعمرى كلة واصبحت


كالصحراء الجرداء التى لا يسكنها الا الخوف , اصبحت الدنيا بقعه


سوداء اعيش بها وحيدة , فقدت الثقة فى كل من حولى حتى من هم


اصدقائى وهكذا اصبح حالى تمر الايام وقلبى لا ينبض بل ينزف


يتملكة الخوف والحزن والرهبة والندم وانعدام الثقة وقررت ان


اعيش وحيدة يائسة .
مازن: اكاد الا اصدق أأنتم ايها الفتيات تعرف قلوبكم الجراح


امنية : واضح انك تكرة الفتيات بشكل كبير


مازن: نعم فهكذا اصبحت حياتى بعد المرحلة العصيبة التى عشتها فى وهم


اسمة الحبفكم كانت تجربة عصيبة جرفت مشاعرى


امنية : واضح انك ايضا جريح , اخبرنى انت عن قصتك


مازن: انها لا تختلف كثيرا عن قصتك بل وتفوقها فى الوقت الذى عشتة


مع تلك الحبيبة وهو مايقرب من ثلاثة اعوام وظل قلبى يعشقها كل


تلك المدة , كنت احيانا اشعر بقرب النهاية ولكن قربى لها كان يجعلنى دائما اعيش حبها


,حبها الذى عرفتة ولم اعرف غيرة وعشتة ولم اعيش سواة فقد كنا لا نفترق واليوم الذى يمر


دون ان ارى فية حبيبتى كنت اظل مستيقظا طيلة الليل انتظر مولد النهار لكى اراها , كان حبى


لها حبا طاهرا كالسماء الصافية لم يفكر قلبى يوما ان يرى غيرها فكانت حبيب العمر بالنسبة


لى ولكن للاسف وقتها لم اكن اعرف اننا فى زمن اخر, زمن دفنت فية القلوب المخلصة فى


مقبرة النسيان , ففى لحظة واحدة انتهى كل شىء بكلمة واحدة منها وكأن شىء لم يكن , تركتنى


وحيدا اتعذب وهى تعيش الحياة كما يحلو لها , وكانت هذة مكافأة حبى لها الغدر والخيانة .
ومن هنا ومن تلك اللحظة واصبحت انسان اخر فقد زرعت بداخلى قلب غير قلبى يفكر


بطريقة سلبية طريقة حجرية , اصبحت كل الفتيات خائنات تغير فهوم الحياة بالنسة لى


واصبحت اعيش بين الناس وحيدا يائسا كالشمس التى تعيش بمفردها بين الكواكب فأذا اقترب


منها احدا حرقتة بالنار التى تشع من داخلها والان اعيش الحياة كما تريدنى الحياة ان اعيشها


بقلب حجرى لا ينبض


امنية :لقد عشت بالفعل نفس التجربة الصعبة


مازن : اذن لماذا تسمعين لتلك الكلمات التى توحى بوجود الحب والمخصين


امنية : رغم الجرح الذى يسكن قلبى ولكنى مؤمنة بوجود الحب ووجود الاوفياء


مازن :وانا ايضا مؤمن بوجودهم ولكن فى زمن قد فات وذهب معة الاخلاص والمخلصين


امنية :لا , انهم فى كل زمان واذا جاء اليوم الذى سينتهى فية الحب سيكون هذا اليوم نهاية العالم


مازن: لست مقتنعا بكلامك هذا وبداخلك جرح ينزف


امنية : هل الحياة مستمرة ام لا ؟


مازن: نعم مستمرة ولكن ؟!
امنية : ما دامت الحياة مستمرة فهذا دليل على وجود الحب ووجود المخلصين


مازن : انت انسانة غريبة جدا يا امنية , هل لى ان اسالك سؤال ولك الحق فى الاجابة او لا واذا


اجبتينى ارجو ان تكونى صريحة


امنية : نعم بالطبع تفضل


مازن : هل وصلت علاقتك بهذا الشاب الى حد التنازلات


امنية : بالطبع لا فانا والحمد للة جديرة بثقة اهلى وأخلاقى لا تسمح بعمل شىء كذلك


مازن : سامحينى على هذا السؤال ولكنى اعتقدت ان هذا مبدأ فتاك او هدفة ولذلك ذهب الى اخرى


امنية : حدث شىء شبية لسؤالك هذا , وهو انة فى يوم قال لى اننا سنذهب الى عيد ميلاد احد


الاصدقاء فسألت صديقتة لى فقالت لا يوجد اى شىء ولن يذهب احد فعرضت الموضوع على


اخى وأخبرتة انى رفضت الذهاب معة فأشاد بكلامى


مازن : هل يعرف اخيك بتلك العلاقة


امنية : نعم كل الاسرة تعلم , واخى هو اقرب الناس لى واحبة وحترمة بشدة وحكى لة عن كل شىء


مازن :هذا شىء رائع , التفاهم الذى تعيشونة , وياليت حبك كان هكذا


امنية : لم يؤثر فى الا تلك الايام التى عشتها معة وهو يخدعنى بتمثيل دورالحبيب


مازن :لانه لا يعرف مقدار هذا الحب الذى كنتى تعيشية من اجلة


امنية : بالطبع انا ظلمتك عندما حاولت معاكستك


مازن : وبالطبع ايضا ظلمتنى صديقتك ويعلم الله انى لم اخطىء فى حقها


امنية : لا اعلم الذى حدث ولكنى اشعر انك لم تفعل ذلك


مازن : صدقينى لا اعلم من هى ولن اسالك عنها ولكنى لا اخطىء فى حق احد


امنية : حسنا هل يزعجك اذا تحدثت اليك غدا لانى فعلا سعيدة بحديثى معك


مازن : نعم , انا ايضا سعيد بهذا الحديث وسانتظر مكالمتك .
امنية : حسنا الى اللقاء


وبعد انا اغلق مازن الهاتف مع امنية أخذ يندهش مما حدث ويسال نفسة لماذا رويت لها قصتى ولماذا اعترفت لها بكل الحقائق التى بداخلى انسيت انى اتحدث مع فتاة , ولكنها لا تعرفنى , اذن ساعتبر هذة المكالمة حلم عشتة فى ليلة وانتهى , ولكن كيف لقد قالت انها ستعاود الاتصال فماذا سافعل معها , ولكن لماذا يراودنى القلق فمن المؤكد انها تضيع الوقت ومن الافضل ان اخلد للنوم .



هذه كانت نهاية اليوم الاول

غدا نكمل بإذن الله