منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1

    الذين أوجعتهم امرأة

    الذين أوجعتهم امرأة
    د. فايز أبو شمالة
    يقولون: إن غزة تغرق في الأفكار الظلامية، وأن رام الله تسبح في بحر النور، ويقولون: إن حركة حماس نارٌ تحرق الأفكار التي تخالفها الرأي، وهي حركة متشددة، متسلطة على رقاب العباد، وتحارب الرأي الآخر، بينما تفتح السلطة الفلسطينية في رام الله صدرها لرياح التغيير، وتترك ألف زهرة وزهرة تتفتح في بستان الديمقراطية، هكذا يقولون! ولكن القول ليس كالسمع لشكوى الكاتبة لمى خاطر، وأنين الكاتب الدكتور عبد الستار قاسم، وتحرق الكاتب الدكتور عصام شاور، وصرخات الكاتب سري سمور، وغيرهم من المبدعين المقيمين في الضفة الغربية، والذين يحذرون من التطرق إلى الوجع الفلسطيني اليومي خشية الاستدعاء، والمسائلة، رغم الإعلان اللفظي للسيد سلام فياض في يوم الصحافة العالمي أمام وسائل الإعلام، وفي أجواء احتفالية حين قال: إن المجال لانتقاد السلطة وانتقاده شخصياً مفتوح للجميع وبلا حدود، وإن حرية التعبير مصانة، وإنه سيتابع جميع حالات اعتقال الصحفيين في الضفة، وسيعمل على إنهائها. فكيف نصدق أقوال رئيس الوزراء، ونحن نسمع عن أفعال الأجهزة الأمنية الشائن بحق الكاتبة لمى خاطر.
    لقد قرأت لعدد من الكتاب الذين احترمهم شخصياً، ويقطنون تحت عباءة حكومة غزة التي لا تصفها أمريكا بالديمقراطية، قرأت لهم رأياً جريئاً نقدياً معترضاً على حركة حماس، وتصرفها السياسي، ولا يرضى عن كثير من السلوك اليومي للحكومة في غزة، ولم أسمع عن أيهم تعرضه للمضايقة، وأذكر من هؤلاء الكاتب يحيى رباح في عموده اليومي، والكاتب هاني حبيب، ورجب أبو سرية، وتوفيق أبو شومر، ووليد العوض، وطلال عوكل، والدكتور ناجي شراب، والدكتور أسامة الفرا، ومصطفى إبراهيم، والدكتور إبراهيم أبراش، وأكرم أبو سمرة، وجميعهم ما يزال ينتقد حركة حماس بجرأة فكرية، وسياسية جديرة بالاحترام.
    فإذا كان المتشددون، أو الظلاميون، أو العدميون، أو والربانيون كما يحلو للبعض أن يصفهم، إذا كانوا قد فتحوا نافذة للديمقراطية، وأذنوا للرأي الآخر أن يلعلع، فبماذا يمكن أن نصف الأجهزة الأمنية، وحكومة رام الله وهي تعتقل أسير محرر عقاباً له على رأي زوجته الناقد سياسياً لممارسات السلطة؟ وأين منظمات حقوق الإنسان التي تباكت في يوم المرأة العالمي على المرأة المظلومة المهضومة في غزة؟ وأين بيانات الشجب التي تنصب على حكومة غزة فيما لو نادت لصلاة الفجر في موعدها، أو جرمت عميل بالخيانة العظمي مع اليهود؟ أين المنظمات الإنسانية من حكومة التنوير في رام الله، ومن الفلسطيني الجديد الذي لا يعرف للأسرى المحررين ماضياً مقاوماً؟ أين كل أولئك من المرأة "لمى خاطر" التي أسلمت زوجها المحرر من سجون إسرائيل للمخابرات الفلسطينية، وأبت أن تكسر قلمها؟!.

  2. #2

    رد: الذين أوجعتهم امرأة

    السلام عليكم
    الرجاء تصحيح خطأ في المقال؛
    فقد جاء العنوان: الذين أوجعتهم امرأة
    والصحي:
    الذين اوجعتهم امرأة
    وذلك لأن الهمزة هنا همزة وصل، كذلك جرت القاعدة مع همزة ماضي الفعل الثلاثي
    لكم فائق التقدير
    د. فايز أبو شمالة

  3. #3

    رد: الذين أوجعتهم امرأة

    من أرشيف المحنة.. كيف يصبح (البطل) مدانا؟!

    لمى خاطر


    في عرف (الفلسطينيين الجدد) لا ضير من مقارفة ازدواجية صارخة في التعاطي مع قضية الأسرى.. تلك القضية التي تحتل مساحة إجلال لا نظير لها في الوعي الوطني.
    المقال الذي سأعرضه بعد قليل، استحضرته من أرشيف محنة الأسر لدى الاحتلال، كتبته قبل عدة أشهر حين كان زوجي يحمل صفة (الأسير البطل) كغيره من أسرى الحرية الذين نسمع فضائية فتح تغني لهم يومياً وتدبج عبارات العهد والقسم إياها، وقبل أن يتحول هؤلاء الأسرى أنفسهم إلى مدانين ومشبوهين وخطراً على (المشروع الوطني) إذا ما أفضت بهم بوابة سجون الاحتلال إلى بوابة سجون (أبناء الغلابة)!
    سؤالي هذه المرة أوجهه إلى وزير الأسرى في حكومة فتح السيد عيسى قراقع: لماذا تنادون بتدويل قضية الأسرى وبمؤتمرات عربية ودولية انتصارا لهم، في الوقت الذي تعرفون فيه جيداً أن شطراً كبيراً منهم سيواجهون الخذلان منكم وستمتهن كرامتهم فور تحررهم من قيد الاحتلال بأيديكم أنتم؟ ألم تسألوا أنفسكم يوماً كيف ستكون ردة فعل أي عربي ومسلم يسمعكم تطلبون النصرة للأسرى فيما هو يعرف جيداً أن هناك باباً دواراً في الضفة الغربية يفضي من زنزانة موسومة بالنجمة السداسية إلى أخرى يرفرف فوقها علم فلسطيني؟!
    مقدمة المقال أدناه هي جزء من رسالة خطها زوجي في ذلك الحين لابنتنا الصغيرة حين رأى دموعها ذات زيارة، وكان الحاجز الزجاجي حائلاً بينه وبينها:


    دموع أسير..!

    في رسالته لها من سجنه، خاطب صغيرته قائلاً: ( كل القيود التي لفت معصمي والأصفاد في قدميّ.. وكل السجون التي زرتها وتجرعت ألم الفراق فيها لم تهزني، كل ذلك وأكثر منه يا صغيرتي لم يكل من عزيمتي، غير أن عبراتك هزتني من الأعماق، وبكاؤك أبكاني)..
    وبعد أن بثها اشتياقه في سطوره الموشاة بدم قلبه العاني ختم قائلا: ( هذا الأسر الذي يدميني إنما يصنع لك عزا ويرسم معالم مستقبلك القادم، فلك أن تفخري بنيتي بوالدك الذي يدفع ثمن فرحتك ويؤدي ضريبة عزتك)

    هناك.. في تلك السجون الموزعة كما الندوب المفتوحة في جسد الوطن.. يتكدس الدمع كما ملاحم البطولة، وتنعتق أفئدة ساكنيها من قيد المكان لتطوف على وجوه الأحبة وتستحضر ذكرياتها الندية فتنعش الجباه المتكئة على جدار الزنزانة، ويغدو الشوق جزءاً من ملامحها..
    هناك.. تزحف الأحلام على جليد الانتظار، يذوب شمع عشقها فتطفح به أوردة القلوب إذ يحاصرها الفراق، وتظل في عراك لا ينفضّ مع هواجس الهجر والنسيان..
    هناك.. صار من طقوس التواصي بالصبر بين الأسير وأهله أن يواسيهم وعيونه ترمق تجليات الحنين في وجوههم إذا ما أتوه في زيارة عابرة بأنه إنما يشق عليه الابتعاد عنهم وحسب، والتفكر في أحوالهم وهم يكابدون مشقة الحياة.. يواسيهم بأن عيشته خلف الأسلاك وتحت الخيام أو بين الجدران جميلة رغم بشاعة القيد، وأن روعة الرفقة تسلي عن الهم والنوى..
    أما الأهل.. فيبثون في نفسه العزاء ويطمئنونه بأنهم قد ألفوا أبجديات الأسى بكل ألوانها ولم يعد يصعب عليهم معايشة تقاليد الأسر حتى وهي تُعمل مبضع قسوتها في أيامهم، وتبقي ظلّها مقيماً في أدق تفاصيل حياتهم..
    لكنما بين ذلك كله فصول لمشاعر إنسانية دافقة لا تفتأ تفور، ولا خيار لها سوى أن تترجم حزنها صبرا، ونزفها تجلدا، واشتياقها دمعاً جامداً في العبرات يخشى أن ينسكب لئلا يحنث بوعد الصمود المقطوع للأسير..
    في تلك القلاع التي تصنع الكرامة وتجلي من النفوس أي أثر مضاد للكبرياء وتأجج الإرادة.. ترقد همم آلاف الرجال، لكنها تظل متحفزة.. تتفاعل مع الحياة على طريقتها، تتأمل في المستقبل كما لو كان حاضراً وتقلب صفحات الماضي كما لو أنها لم تأت بعد، وتتعلم فنون المزاوجة بين الثورة والشوق، والصلابة والحنو، وثبات الجنان ورقته، واحتمال النأي وترقب ساعة العتق..
    هذه الحياة المنسية هناك عمرها عشرات السنين، ابتدأت مع ميلاد الرصاص وتبرعم البنادق واستواء قامة الثوار، ولن يقفل سجل حكايتها الطويلة إلا حين تجفف شمس الحرية كل مساحات الدمع والأنين وبقع الدم المتراكم على امتداد خارطة الوطن، وحتى ذلك الحين ستظل الأحلام الصغيرة فيها تنمو ببطء وهي تنصت لقسم رفاق السلاح وتتابع من بعيد خطوهم الصعب وتعب زنودهم وهي تحفر في صخر المستحيل لتبرّ بوعدها لأسراها وتنتزع لهم نهارهم، حتى لو كان الثمن قاسياً ومرهقاً ومقتطعاً من أعمار أصحاب الوعد وحملة بيرق الجهاد الذين يأبون أن يقيلوا جيادهم قبل أن تبلغ مبتغاها وتؤدي تحية العهد للعائدين من أسرهم الطويل.

المواضيع المتشابهه

  1. للموتى الذين فقدناهم
    بواسطة رنوة في المنتدى فرسان الأدعية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-09-2017, 12:24 AM
  2. الذين أخزتهم حرب غزة
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-05-2012, 09:07 PM
  3. الذين يوصدون الأبواب
    بواسطة عدنان كنفاني في المنتدى فرسان الخواطر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-12-2012, 05:01 PM
  4. الى كل الرائعين الذين تتأخر أمانيهم
    بواسطة رشا البغدادي في المنتدى فرسان التجارب الدعوية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-08-2012, 07:03 PM
  5. لا تكن من الذين لا يستخدمون «الرئتين»!
    بواسطة أبو يحيى في المنتدى فرسان التمريض والصيدلة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-25-2010, 03:07 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •