السلام عليكم
نقلتها وارجو من يفكر بنقلها ان يتوخى اسم كاتبها
مع الشكر
--------------------------------------------------------------------------------

الإرهاب دمار و خراب و أماني من سراب
--------------------------------------------------------------------------------

دخل عبد الرحمن البيت حزيناً صامتاً لم يشاغب أخته الصغرى سارة و لم يسأل أمه ماذا أعدت لطعام الغداء؟
و لم يطلب من أبيه بعض الحلوى كعادته.
فتعجب جميع من في البيت من حاله و جلس أبوه بجانبه ووضع يده على كتفه
و نظر إليه في حنانٍ و قال : ما بال أبا عوفٍ اليوم ؟
رفع عبد الرحمن بصره و نظر إلى أبيه و عيناه يكاد يقطر الدمع منها
و قال :صديقي عمر يا أبي .
فقال الأب : ما باله ؟
قال: كان ينتظر أباه ليعود به إلى البيت و لكن لم يحضر بل جاء إليه مدير المدرسة
و قال له: لن يحضر أباك يا عمر
فقال عمر لماذا؟ لقد وعدني أن يحضر مبكراً و يأخذني إلى السوق و يشتري لي لعبة جديدة !
فقال له المدير عندما كان أبوك في عمله اقتحم مجموعة من الإرهابيين المبنى و فجروه فاستشهد والدك و مجموعة كبيرة من الناس.
فبكى عمر و قال: لماذا ؟ ماذا صنع لهم أبي إنه رجل أمنٍ يحرس الناس و يحميهم بعد الله تعالى ! من سيأخذني إلى النادي و يلعب معي الكرة كل يوم؟


من سيأخذني إلى محل الألعاب؟ و من سيحضر لي الحلوى؟
لمن سأقول بابا أحبك؟
صمت والد عبد الرحمن مطرقاً رأسه حزيناً ولم يعرف ماذا يقول ,
ثم قال عبد الرحمن : ما هو الإرهاب يا أبي و من هم الإرهابيين؟
و ماذا يريدون منا؟ و لماذا يقتلون الناس؟ أنحن في حرب؟
تنفس الأب نفساً عميقاً ثم قال : الإرهاب يا بني هو إدخال الفزع و الخوف إلى قلوب الآخرين فيفقدون الإحساس بالأمن و الطمأنينة و له درجات بعضها محمود ومعظمها مكروه بل نهانا عنه الله عز و جل و رسولهr.
فالإرهاب المحمود هو إرهاب الكفار في الحرب أو في ساحة المعركة عندما نقف أمامهم وجهاً لوجه ويكونوا هم من بادرنا بالحرب فقد أمرنا الله تعالى بأن نرهبهم أي نخيفهم منا لقوله تعال" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم " .
وأما النوع البسيط فهو كأن تُخفي كتاب صديقك أو ما شابه فيفقده ويبحث عنه قلقاً و خوفاً من أن يسأله المعلم عنه فهذا أيضاً إرهاب ونهانا عنه الرسولr.إذ أخفى بعض الصحابة حذاء إعرابي كان يصلي في المسجد فعندما انتهى من صلاته أخذ يبحث عنه ويخرج للبحث عنه خارجه ثم يعود للبحث عنه داخله وكانr.يرى ذلك فقال لهم " فكيف بروعة المؤمن؟ ". فقالوا يا رسول الله إنا نمازحه! فقال " فكيف بروعة المؤمن؟ ". فقالوا يا رسول الله إنا نمازحه!فقال " فكيف بروعة المؤمن؟".فكان ذلك تحذيرا صريحا منهr. ونهياً حاسماً لهذا النوع من المزاح المخيف ؛

لأن الأمن هو أقصى ما يتمناه الإنسان ليعيش في هذه الدنيا مرتاحاً خالي البال والقتل و السرقة أيضاً من أنواع الإرهاب لذلك وضع الله الحدود و القصاص ممن يفعلها.
وأما ما يحدث في بلادنا هذه الأيام فهو نوع آخر من الإرهاب
وله أهداف معلنة و أخرى خفية وراء هذه المجموعات الإرهابية
يقولون" أنهم يقتلون الكفار الموجودون في بلادنا و لا بأس ببعض القتلى من المواطنين لتحقيق أهدافهم " مخالفين الرسول r في قوله " من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة , و إن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاماً " رواه البخاري في صحيحه .
و يقولون " أن رجال الأمن و الدولة بما أنها تحميهم فهم موالون لهم و مخالفين للدين إذاً هم يستحقون القتل أيضاً " متجاهلين قوله تعالى " و إن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم بلغه مأمنه " (التوبة 6)
و أما أهدافهم الغير معلنة فهي كثيرة و لا نستطيع حصرها أو الجزم بها فهي مختلفة حسب المحرضين لهذه الأعمال المخربة
فلربما ورائهم شخص يطمع في السلطة و يريد أن يكون له الهيمنة بدلاً من حكومتنا الرشيدة رعاها الله و وفقها إلى مايحب و يرضى
متجاهلين قوله تعالى "و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و ألي الأمر منكم " (النساء59)
و قوله r " اسمعوا و أطيعوا و لو تأمر عليكم عبدٌ حبشي "
و قوله r " أطيعوهم ما أقاموا الصلاة فيكم " ولربما كان ورائهم أعداء دين الله لأنهم لا يستطيعون محاربة هذه البلاد وجها لوجه كما فعلوا في كثير من

بلدان المسلمين لأنهم يعرفون أهمية هذه البلاد في العالم الإسلامي و أن المسلمين سوف يهبون نصرةً لها لحماية مابها من مقدسات خاصةً بيت الله الحرام
فيقومون بهذه العمليات التخريبية فيها لزعزعة الأمن الذي أنعم الله به علينا
و ربما هناك أسباب أخرى نجهلها .
و هناك إرهاب الشعوب حيث تقوم الدول الكبرى بغزو الدول الصغيرة
و احتلالها و سفك دماء أهلها و استباحة أعراض نسائها و سرقة ثرواتها و سرقة الأمن من شعوبها و هذا ما يحدث في كثير من الدول الإسلامية مثل فلسطين
و العراق و أفغانستان و غيرها .
ثم سكت الأب للحظة و عاود الحديث قائلاً بابني إن الله تعالى بين لنا الحق
و أمرنا إتباعه و بين لنا الباطل و أمرنا اجتنابه فلا يخدعك قول قائل و أحرص على كتاب الله و تعلم تفسيره و تعلم الحديث و استمع لقول العلماء الثقات
و كن قوياً كما يحب الله و رسوله
فقد قال r " المؤمن القوي خيرٌ و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كلٍ خير" فتزود فإن خير الزاد التقوى و عليك بالقوى الثلاث
فإن قوة العقل بالعلم و المعرفة و قوة القلب بالقرآن و الذكر و قوة الجسم بالغذاء الجيد و المفيد و بالرياضة البدنية .
و لا تكن خباً فتُخدع فقد روي عن عمر بن الخطاب قوله" لست بالخب و لا الخب يخدعني" و أستعن بالله و أسأله أن ينير قلبك و عقلك لطاعته و أن يجنبك مضلات الفتن .

ابداع -عناقيد الادب