هل الصواب أن نقول :
وجمعت اللجنة كل الإمكانات اللازمة لتقويم الأعمال المطروحة للمسابقة ؟
أم نقول :
جمعت كل الإمكانيات ؟ !
ومتى نقول :إمكانات , ومتى نقول : إمكانيات ؟!!
==================
نأتي إلى المعاجم اللغوية لنرى لسان العرب يقول:
في مادة الكلمة (م ك ن ):
قد مَكِنَتِ الضَّبَّةُ وهي مَكُونٌ وأَمْكَنتْ وهي مُمْكِنٌ إذا جمعت البيض في جوفها، والجَرادةُ مثلها.
الكسائي: أَمْكَنَتِ الضَّبَّةُ جمعت بيضها في بطنها.
وفي التنزيل العزيز اعْمَلُوا على مَكانَتِكم) ؛ أَي على حيالِكم وناحيتكم؛
وقيل: معناه أَي على ما (أَنتم عليه مستمكنون.)
الفراء: لي في قلبه مَكانَةٌ ومَوْقِعة ومَحِلَّةٌ.
أَبو زيد: فلان مَكين عند فلان بَيِّنُ المَكانَةِ، يعني المنزلة.
والمُتَمَكِّنُ من الأَسماء: ما قَبِلَ الرفع والنصب والجر لفظاً، كقولك زيدٌ وزيداً وزيدٍ، وكذلك غير المنصرف كأَحمدَ وأَسْلَمَ،
قال الجوهري: ومعنى قول النحويين في الاسم إنه متمكن أَي أَنه معرب كعمر وإبراهيم، فإذا انصرف مع ذلك فهو المُتَمَكِّنُ الأَمْكَنُ كزيد وعمرو، وغير المتمكن هو المبني ككَيْفَ وأَيْنَ، قال: ومعنى قولهم في الظرف إنه مُتَمَكِّنٌ أَنه يستعمل مرة ظرفاً ومرة اسماً، كقولك: جلست خلْفَكَ، فتنصب، ومجلسي خَلْفُكَ، فترفع في موضع يصلح أَن يكون ظَرْفاً، وغير المُتَمَكِّن هو الذي لا يستعمل في موضع يصلح أَن يكون ظَرْفاً إلا ظـرفاً
وكل شيءٍ أَمكنك من عُرْضه، فهو مُعْرِضٌ لك. يقال: أَعْرَضَ لك الظبي فارْمِه أَي وَلاَّك عُرْضه أَي ناحيته.
واسْتَعْرَضَ الخَوارِجُ الناسَ: لم يُبالوا مَن قَتَلُوه، مُسْلِماً أَو كافِراً، من أَيّ وجهٍ أَمكَنَهم، وقيل: استَعْرَضوهم أَي قَتَلوا من قَدَرُوا عليه وظَفِرُوا به.
وفي القاموس المحيط :
ومَكَّنْتُه من الشيءِ، وأمْكَنْتُه منه، فَتَمَكَّنَ واسْتَمْكَنَ.
إمكانات : مالم يمتنع عليك .وكان قريبا منك.
فأمكن معناها: دنا وتهيأ وأشرف وبدا وظهر ليؤخذ . وإمكانات هي مصدر الفعل : أمكن مجموعا على المؤنث السالم الذي يدل على القلة. أمكن : إمكان ( على وزن أفعل : إفعال ) ثم إضيفت علامة
جمع المؤنث السالم ( الألف والتاء المفتوحة ) .
وأقول وبالله التوفيق :
إمكانيات : من ناحية مبنى الكلمة فهي زائدة عن مبنى (إمكانات ) في بنيتها
التركيبية ( حرف الياء المشددة أو المضعفة )
والقاعدة اللغوية المعروفة تقول : زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى .
وإضافة الياء المشددة للمصدر الصريح تجعل اللفظة ( من باب النسب )
كما نقول : في المصدر (تعليم: تعليميّ( منسوب إلى التعليم , و إرهاب : إرهابيّ منسوب إلى الإرهاب وإمكانيّ أي منسوب إلى إمكان بمعنى :ممكن وهكذا...)
والمصدر الصناعيّ :وهو قياسيّ يطلق على كل لفظ ( جامد أو مشتق , اسم أو غير اسم ) زِيدَ في آخره حرفان هما : ياء مشددة , بعدها تاء تأنيث مربوطة
تسمى ( تاء النقل ) ليصير بعد هذه الزيادة دالاً على معنى مجرد لم يكن يدل عليه قبل الزيادة .
ومن هذه القاعدة يمكننا أن نعتبر ( إمكانيات ) مصدرا صناعيا
اكتسب اللفظ فيها مجموعة الصفات الخاصة ب ( إمكانات ) وزادت عليها
معان أخرى جديدة حيث تغيرت دلالة الكلمة تغيرا كبيرا , ومن المعاني الجديدة التى اكتسبتها اللفظة قد تكون الإمكانات المادية المحسوسة مضافا إليها معانٍ
معنوية أخرى كالتأييد والتشجيع ...إلخ
ولنقرب مفهوم الاختلاف بمثال آخر :
فإذا قلنا إن كلمة : ( إنسان ) مثلا ؛ فهي اسم معناه الأصلي : الحيوان الناطق
فإذا زِيدَ عليها : الياء المشددة وتاء النقل فقلنا : إنسانيَّة
لرأينا كيف تغيرت دلالة الكلمة في وضعها الجديد فقد اكتسبت مجموعة صفات
أخرى مثل : الرحمة والمعاونة و العمل النافع ....من الأمور المعنوية وغيرها
===
وإذا أردت معرفة المزيد فارجع إلى مراجع النحو في باب ( المصدر الصناعي)
وأرى من وجهة نظري :
أن نستخدم : إمكانات للدلالة على قرب الوسائل المادية الممكنة التي تكون في متناول طالبها . ( كالقصائد المرشحة للتقييم والمقالات وهكذا )
وأن نستخدم : إمكانيات للدلالة على الوسائل المادية والمعنوية أيضا كتشجيع أصحاب المسابقة للجنة وثقتهم في تقييمها وثنائهم على عملهم وهكذا .
=====
والله تعالى أعلم