منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مشكلات الشباب

العرض المتطور

  1. #1

    مشكلات الشباب

    مشكلات الشباب
    بقلم: الأستاذ خضر شحرور
    عضو الهيئة التدريسية في معهد الفتح الإسلامي
    الشباب هم معقد الآمال وعليهم المعول في نهضة الأمة وصناعة مجدها، الشيء الذي جعل المفكرين والعلماء يوجهون اهتماماتهم للشباب ومشكلاتهم.
    لكن يا ترى هل هناك مشكلات عند الشباب دون الشيوخ والأطفال وبعبارة أخرى هل هناك تركيبة خاصة للشباب في تفكيرهم و فيزيولوجيتهم تختلف عن الكبار والصغار.
    الحقيقة لا مشكلة عند الشباب إنما تكمن المشكلة في المجتمع والبيت والشارع والمدرسة والظروف المادية التي يعيشها الشباب.
    أرأيت لو أنَّ سيارة حديثة فارهة دخلت طريقاً مملوءاً بالماء وبعد فترة من الزمن توقفت السيارة ترى هل المشكلة في السيارة أو في الطريق الذي ملئ ماءً؟ هذا هو التشخيص الحقيقي للشباب في هذا العصر.
    نحن نتحدث عن عصر ملئ فتناً الشهوة فيه رخيصة وثورة الاتصالات الحديثة من انترنت وجوالات وغير ذلك من وسائل الإعلام الهابطة المرئية وغير المرئية والشارع وغير ذلك.
    لذلك أرى من المجدي أن نتحدث عن العلاج والبحث عن الدواء الناجع لهذه المشكلات المتعددة والتي ترجع في نظري إلى قضيتين اثنتين:
    الأولى: نبدأ المعالجة والحلول من البيت حيث تبدأ المسؤولية الكبرى والتي يحدد الشارع فيها المسؤول الأول عن الشباب.
    ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)).
    ((كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول)).
    فعندما يعلم الرجل والمرأة أن المسؤولية عظيمة عند الله سبحانه وتعالى سيتوجه توجهاً كاملاً للعناية بهذا الولد صحياً وجسدياً وتربوياً لكن الآباء والأمهات يظنون أن مهمتهم تنتهي عندما يختارون لأولادهم أجمل الثياب ويقدمون لهم أفضل الأطعمة وأحياناً يجعلونهم في أحسن المدارس لكن لا يعتنون أبداً ولا ينتبهون للجانب الروحي.
    إن أول ما ينبغي أن ينشأ عليه الطفل هو محبته لله تبارك وتعالى ثم بعد ذلك ينشأ عن هذه المحبة مراقبة الله تبارك وتعالى وكل ذلك يكون عندما يكون صغيراً فيربى على هذه المعاني هذا حرام وهذا لا يجوز (والله بيزعل منك)، (والله شايفك)، (والله ما بحبك إذا ساويت هيك)، هكذا نجد أن الطفل يبتعد عن السرقة ويبتعد عن الدخان ويبتعد عن المخدرات ويبتعد عن العلاقات المشبوهة والعلاقات المحرمة مع النساء عندما يكبر ولا ضير في ذلك ولا عجب فهذا هو هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يعلم الطفل الصغير ((ابن عباس)) ((يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم لو أنَّ الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف)). أخرجه ابن حبان في "صحيحه" برقم (2669).
    تستغرب كثيراً وأنت تستمع لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلم الطفل هذه المعاني التي يصعب على الكبار أن يتعلموها من وجهة نظرك، ولكن هذه المعاني يجب أن تسري في عقل الطفل لتنعكس إيجابياً على سلوكه، فالدين هو الموجه الوحيد لهذا كله.
    ولكن هذه المعاني غير موجودة في المنزل لأن الوالدين لم يتعلماها، وغير موجودة في المدرسة وأنا هنا لا أعمم فعندنا مدارس كثيرة تهتم بالتربية والتعليم في آن واحد، وللعلم اختلفوا في وزارة التربية والتعليم وقالوا: نريد أن نقتصر على كلمة واحدة فقالوا: نسميها وزارة التعليم لكن استقر الرأي من الجميع أن تبقى وزارة التربية؛ لأن هذا هو المقصود من المدرسة للطالب، ولكن للأسف استبدلنا هذه المدارس بمدارس أجنبية نفرح كثيراً وتتهلل وجوهنا عندما نقول: إن الولد أصبح يتقن اللغة الانكليزية وأن هذه المدرسة تعلم المناهج باللغة الانكليزية فيخرج الطالب مسلوخ الهوية لا يعلم لغته العربية ولا ينطقها نطقاً صحيحاً، ولا يتعلم فيها التربية الدينية، ثم بعد ذلك الولد غير مرتبط بالمسجد ولا بالموجه فينشأ على أن كل شيء مباح وخصوصاً في غياب الأسرة فالأب مشغول بعمله لا يأتي إلا في آخر الليل والأم مشغولة بالصباحية والمباركة والولد وحده في البيت أمام الدش والتلفزيون وأحياناً تضع الأسرة ولدها في مدارس وقتها طويل حتى تريح الأم نفسها من طعامه وشرابه لأنها مشغولة بمناسباتها وينزل الولد إلى الشارع و يلتقى أصدقاء السوء ليكونوا المعلم والموجه بدل الأسرة.
    بعد هذا الشرح المقل ولكن ليس مخلاً نريد أن نعلم أن المعالجة الشرعية لم تقف عند هذا الحد بل كان الإسلام هو السباق دائماً فأنت تجد الدواء لكل داء فيه لذلك كانت الخطوة التالية.
    الثانية: شرع الله سبحانه وتعالى مبدأً عظيماً في الإسلام وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} فإذا قصرت الأسرة وقصرت المدرسة وقصر المجتمع شرع الله سبحانه وتعالى لنا النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعبر هذا المبدأ تستطيع أن نرى الحلول الناجعة لهذا الشاب ولكن للأسف تركنا هذا المبدأ واستبدلنا مكانه الأمثال الشعبية الخاطئة ((كل عنزة معلقة من كرعوبها)) ((حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس)) ((إذا شفت الأعمى طبو ما لك أكرم من ربه)) وهكذا تأخرنا وتأخر شبابنا.
    وأضرب على ذلك مثالين اثنين.ِ
    المثال الأول: حدث في دمشق لكن قبل سبعين سنة تقريباً، حدث أن فتاة بغياً استمالت قلب الشباب وصاروا يتهافتون عليها، وقد أرق هذا الحادث الجلل الشيخ بدر الدين الحسني محدث الديار الشامية فما كان منه إلا أن طلب من أحد تلامذته أن يستأجر هذه البغي ليلة واحدة. تفاجأ الجميع من هذا الطلب ولكن واحداً من أبرز تلامذة الشيخ أسرع لإجابة طلبه؛ لأنه يعلم مراد شيخه.
    ذهب هذا الطالب إلى الفتاة وقال لها: الشيخ بدر الدين الحسني يريد أن يستأجرك ليلة، فضحكت وقالت: أتهزأ بي، قال: لا، ولكن هذه حقيقة، وقال خذي المبلغ الذي تشائين، فوافقت وقالت: كله شغل.
    فلما مثلت بين يدي الشيخ وكان في الغرفة زوجته وأبنائه قال لهذه البغي: أنت الآن مستأجرة لصالحي، قالت: نعم، قال: أطلب منك أن تقومي فتوضئي ثم تصلي ركعتين، قالت: ما في مشكلة، ولما وقفت بين يدي الله غطاها الشيخ بعبائته ثم قال: اللهم إن أملك جسدها وضعته في محرابك، وأنت تملك قلبها، اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبها على دينك، وإذا بالفتاة يجهر صوتها بالبكاء وهي ساجدة ثم تعلن توبتها بعد الانتهاء من الصلاة وتعد الشيخ بترك ما كانت عليه لتصبح طالبة علم صالحة وبعد أن حسنت توبتها زوجها الشيخ واحدا من تلامذته.
    المثال الثاني: طالبة بريطانية التقيت بها وسألتها عن سبب إسلامها فأخبرتني أنها كانت بصحبة شاب (بوي فرند) كالعادة في بلادهم وكانت ترتاد الحانات وأماكن الديسكو وغير ذلك وكانت كلما خرجت مع زميلها تجد رجلاً داعياً صالحاً واقفا على بعد مئة متر تقريباً عن الباب يكلم الخارجين من ذاك المكان هذا يضربه وهذا يشتمه حتى قررت أن تسمع له لترى ماذا يريد فقال لها: أريد أن أسألك ثلاثة أسئلة وأريد الإجابة عليها ولكن ليس الآن: (من أنا) و (لماذا خلقت) و (إلى أين) بعد أسبوع تبحث الفتاة عن ذاك الداعية لتعلن أمامه إسلامها .
    هذا هو الدواء نحتاج إلى داعية للخير غيور يدلنا على الله إذا قصر الأهل وقصرت المدرسة، فأمثال هؤلاء هم الذين يحققون هذا المنهج السليم الذي يرشد الحيرات ويدل التائه الولهان فتحل بذلك أكثر المشكلات التي تتعلق بالسلوك والأخلاق.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
    اهلا بكم في موقع
    التراث والثقافة
    http://www.thakafawaturath.com/pages/index.php

  2. #2
    محاضر ومسؤول دراسات عليا في جامعة القاضي عياض، المغرب
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,497
    نعم الموضوع المنتقى
    ونعم المنهاج المرتقى في التحليل والتعليل والتشخيص
    ونعم الحل المستقى من نصوص الوحي المعصوم ومشاهد الواقع الملغوم
    جزاكم الله خيرا أستاذنا الفاضل خضر شحرور
    ونفع بكم شباب الأمة ورجالها
    وبارك في علمكم وسعيكم الجميل
    أَسْرِي سَقَى شِعْرِي الْعُلا فَتَحَرَّرَا = وَرَقَى بِتَالِيهِ الْمُنَى فَتَجَاسَرَا

المواضيع المتشابهه

  1. مشكلات المفطرات
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-06-2015, 07:46 AM
  2. مشكلات المفطرات
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-11-2014, 07:05 PM
  3. مشكلات تدريس علم الصرف
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى فرسان الإعراب
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-26-2014, 11:16 AM
  4. مشكلات تدريس علم العروض
    بواسطة أ . د . محمد جمال صقر في المنتدى دراسات عروضية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05-08-2014, 11:08 AM
  5. مشكل أم مشكلات؟
    بواسطة راما في المنتدى فرسان التصويب
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-29-2012, 06:51 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •