دقت الساعة منتصف الليل كعادتها طلبت مني أمي لأن اذهب إلى غرفتي و أن أنام في توي .
طرق الباب بهدوء ، وقفت خلف باب غرفتي أراقب الموقف ، فتحت أمي ، دخل رجل متلصصا ، تلفت يمينا و يسارا ثم مضى إلى الداخل .
لن أتردد هذه المرة يا أبي في أن أكتب لك هذا الخطاب الآن ، كل يوم يطرق الباب في هذا الميعاد و يدخل هذا الشخص خلسة إلى غرفة أمي .
كانت أمي تعنفي دائما إذا ما أبيت النوم و تنهرني و تأمرني بأن أذهب إلى غرفتي لأستيقظ مبكراً لمدرستي ، و لكني كنت أصعد إلى فراشي و أقرا في الكتاب الذي أحضرته لي قبل أن تسافر .
ذات يوم إستيقظت على ضحكات و صرخات خافتة لأمي ، و عندما هرعت إليها سبتني – رغم أنني كنت خائفة جدا عليها - و قادتني إلى غرفتي دون أن أعرف السبب .
كانت دائما يا أبي تقف أمام صورتك - ذات الشريط الأسود المعلقة في الصالة – تبكي بكاء شديدا و لما كنت أسألها عن السبب كانت تضمني بحرارة لم أعهدها من قبل و مقلتيها تغرق فستاني بالدموع .
تعالات الضحكات ، وضعت القلم ، ذهبت إلى غرفت والدتها ،فتحت الباب ،

رأتهم سويا في الفراش ، لم تنبث بكلمة ، قام الرجل ، لملم ملابسه المتناثرة على الأرض ، قفز إلى خارج الغرفة ، إلى خارج الشقة .
تعقبته الفتاة بوجه أصفر ،نظرت إلى أمها ، قامت ، سترت نفسها ...
- إنتي إيه اللى صحاكي دلوقتي ؟ أنا مش قولتلك تدخلي تنامي على طول ؟؟!!
أحكمت قبضتها على الفتاة , ذهبت بها إلى المطبخ , لم تتلفت لتوسلاتها ،أشعلت النار على الملعقة و وضعتها على ظهرها .
لن أستطيع الصمود يا أبي أكثر من ذلك احضر حالاً و إلا سأخرج إلى مدرستي و لن أعود مرة أخرى ، عمو نبيل يرسل لك السلام دائما كان يصطحبني معه حتى أعبر الطريق ، و أركب الباص ثم يذهب هو إلى جامعته .
ركبت معه المصعد ذات يوم ثم طلب مني أن أدخل معه الشقة ليعطيني قالب الشكولاتة الذي اشتراه لي ، و لما أعطاني إياه حدق بي مليا ثم حملني إلى السرير و نام بجانبي ، لم أدري ماذا كان يفعل و لكن أظن أنه كما كان يفعل الرجل بأمي .... أحقا يا أبي ماذا يفعل ...؟؟!!
لم أتردد بعد ذلك عندما كان يطلب مني أن أذهب معه لأنه سيعطيني الشكولاتة التي لا تحضرها لي أمي ، كما أنني لا أفعل شيء خطاء فهو يفعل
معي مثلما كنت أرى - من ثقب المفتاح - الرجل مع أمي كل يوم .
سوف أرتدي الفستان الذي أحضرته لي و أصفف شعري و أنتظرك يا أبي في الشرفة كل يوم حتى تأتي أو تبعث لي بخطاب ...آه و لا تنسى أن تحضر لي قالبا كبيرا من الشكولاتة ... سوف أرسل لك قبلة في الخطاب فأنا أشتاق كثيراً لرؤيتك فلا تتأخر .