إليكَ أيها الشعر
مِنْ سَماواتِ خاطري المتناثرْ
وانسكاباتِ مدمعٍ لا يغادرْ
مِنْ حنيني ومن شجونِ شجوني
مِن خيالٍ عقدتُ منهُ الخواطرْ
منْ غرامٍ تركته لغرامٍ
كم توسّلْتُ أنه لايهاجرْ
هكذا كنتُ والغرامُ لهيبٌ
وحنينٌ ودمعةٌ في المحاجرْ
جاءني الشعرُ حاملاً بيديهِ
ذكريات فهزَّ مني المشاعرْ
بعد ما قلتُ لن أعودَ إليهِ
عادَ قسراً وبابتساماتِ ساخرْ
قالَ ما قالَ والحديثُ شجونٌ
وخيالٌ دارتْ عليهِ الدوائرْ
إيه يا شعرُ جئتني اليوم ماذا؟
أجراحٌ ! فجرحيَ اليوم غائرْ
يا سميري ويا رفيق شقائي
كلّ دربٍ سلكْته كان عاثرْ
منذُ عشرٍ من السنينِ طريقي
عتمةٌ حالكٌ كثير المخاطرْ
أنتَ أدرى فكم شقيتُ بحرفٍ
ليس همي بأن يقولون شاعرْ
لا ولا رمتُ مقصداً منكَ يوماً
ما امتدحتُ الجبانَ أو قلتُ ماهرْ
ما تكسّبْتُ من حروفيَ زيفاً
لم أخنْ منطقي بوهمِ المنابرْ
جلّ همي بأنْ أذوب حنيناً
لحبيبٍ جماله بات ساحرْ
أشتكي لوعةً وأبكي وصالاً
أرسمُ الحبَّ في السحاب دوائرْ
مرةً أرتقي النجوم وأخرى
يلهبُ الشوق محبري والدفاترْ
هكذا كنتُ لن أغير نفسي
قدري عشتهُ وأمضي كطائرْ

شعر/ خالد بن علي البهكلي