تفجيرات دمشق ومدلولاتها
تعبر التفجيرات التي تمت في مدينة دمشق عن مدى العجز للقوى المتمركزة في الخارج عن تحريك الشارع الدمشقي كما حركوا الشارع في فترة سابقة في بعض المناطق بالاستعانة بالفضائيات التي كثفت من حملاتها التحريضية على النظام السوري.
ومعلومٌ أن العمليات الانتحارية هي عمليات تقوم بها القوات التي تعجز عن التأثير على الطرف الآخر بالمواجهات التقليدية كما حصل مع القوات اليابانية في الحرب العالمية الأولى عندما قامت بعملية بيرل هاربر ضد القوات الأمريكية وهنا عندما عجزوا عن تحريك الشارع الدمشقي قاموا بهذه العمليات
وأيضاً لإضفاء طابع لدى الاعلام والدول الداعمة لهم مالياً ولوجستياً بأنهم أسياد الشارع في كل مكان في سوريا وبأنهم ذوي فعلٍ وتأثير كبير في الداخل السوري كيف لا وهم يدعون أنهم يمثلون الشعب وأن أغلبيته تؤيدهم وتؤيد نهجهم في تدمير الجيش والدولة عبر تدخل إنساني لقوات الناتو الغربية وبزعامة أردوغان المسلم.
ويحضرني سؤالٌ لماذا تزامنت هذه التفجيرات مع وصول لجنة الجامعة لدمشق؟ مع أن المفترض أن يظهروا كمقاومين للنظام بطرقٍ سلمية وأيضاً كما يدعون بأنهم عزل ويقتلون من النظام كمسالمين وسلميين.
أعتقد أن السبب يعود في ذلك إلى أحد أهداف من أرادوا إرسال لجنةٍ من الجامعة الى سوريا وهم دول مجلس التعاون الخليجي بزعامة حمد قطر ومن ورائهم الناتو. وهذا الهدف هو دراسة حجم القوى المساندة لمشروع مجلس استانبول بزعامة غليون (من خلال تقارير لجنة الجامعة) وهل يستطيعون المراهنة عليهم وإلى أي مدى يستطيعون المراهنة عليهم وليعرفوا أن حجم دعمهم المالي واللوجستي أعطى ثماراً ومن هنا كان على مجلس استانبول القيام بالتفجيرات للإظهار لداعميهم زعماء الخليج بأنهم يمتلكون القوة في الداخل السوري ويستأهلون الدعم المادي الكبير الذي وصل حجمه إلى مليارات الدولارات والدعم اللوجستي الهائل من أسلحة ومعدات حديثة جداً ولكي يستمر هذا الدعم قاموا بالتفجيرات في العاصمة لإظهار أنهم ذوي شوكة.