السلام عليكم
لمست موضوعا في الفصيح أثار لدي عدة أسئلة وسوف اورد ما قراته فربما وجدنا موادا تستاهل النقاش حولها:
أشكال موسيقى الشعرالعربي (موجز) /خميس جبريل
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=54799
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته

رأيت أن أبتدئ مشواري في التواصل مع فصيحنا المتميز بهذا الموجز عن أشكال موسيقى الشعرالعربي عله يثير فينا المزيد من التفاعل ليثري هذا الركن الطيب

أشكال موسيقى الشعرالعربي (التجديد العروضي)

* المزدوج : يتشكل من شطرين متحدي القافية أي على أزواج مصرَّعة تختلف عن باقي القصيدة في القافية ويغلب نظمه في الرجز وفي الشعر التعليمي كألفية ابن مالك والشعر القصصي ككليلة و دمنة وفي الحكم والمواعظ إلا أن الشعراء توسعوا فنظموه في غير الرجز
واختُلِف في أول من نظم عليه مابين بشار وأبي العتاهية وابن المعتز وبشر بن المعتمر والوليد بن يزيد فيما نسبه المستشرقون إلى الفرس
يقول أبو العتاهية من الرجز في ذات الأمثال:
حسبك مما تبتغيه القوتُ ما أكثر القوتَ لمن يموتُ!
الفقير فيما جاوز الكفافا منِ اتّقـى الله رجـا وخـافـا
هي المقادير،فلُمني أو فذرْ إن كنت أخطأت،فما أخطأ القدرْ

ويقول أحمد شوقي(من الرّمل):
كل حيّ ٍ ماخلا الله يموتْ فاترك الكِبْرَ له والجبروتْ
وأَرِحْ جنبك من داءِ الحسدْ كم حسودٍ قد توفاه الكمدْ
وإذا أُغْضبت ،فاغضبْ لعظيم شَرَفٍ قد مُسَّ أو عرْضٍ كريمْ

ثم تطور هذا المزدوج إلى المثلث والمربع ...إلخ ، ومن أهم سماتها الاتفاق في القافية فالمثلث يتألف من ثلاثة أشطر بقافية واحده وهكذا

* المُسَمَّطة : يتشكل من مجموعة أبيات مصرعة بقوافي متنوعة تنتهي بشطر واحد على قافية البيت الأول وتنقسم إلى:
1- المطلع:يتكون من قسيمين (شطرين) يتفقان في القافية وقد يأتي على ثلاثة أقسمة أو أكثر
2- الوسط:يتكون من أربعة أقسمة على غير قافية المطلع وقد يزيد عن أربعة ولكن يجب الالتزام بنفس العدد في كل بيت
3- الختام:قسيم واحد تتفق قافيته مع قافية المطلع ومع جميع خواتيم الأبيات لذا تسمى تلك القافية بعمود المسمطة والمسمطة مشتقة لغوياً من سمط اللؤلؤ بمعنى القلادة
يقول امرؤ القيس :
توهّمْتُ من هندٍ معالمَ أطلال عَفَاهُنَّ طول الدهر في الزمن الخالي
مرابعُ من هندٍ خلتْ ومصايف يصيحُ بمغناها صدى وعوازِفُ
وغيّرها هُوجُ الرياح العواصفُ وكل مُسِفّ ٍ ،ثم آخرُ رادف
بأسحم من نوْء السّماكين هطّالِ

* الموشح : يربط البعض الموشح في جذوره إلى تلك الأنماط التجديدية التي شاعت في المشرق كالمزدوجات والمسمطات بل إنهم ينسبون الموشح الأول إلى ابن المعتز الشاعر العباسي بيد أن الموشحات الأندلسية تعتبر أكبر ثورة قامت بها في تاريخها الأدبي"حيث" لم تتقيد بالأوزان العربية القديمة واستحدثت أوزاناً جديدة تلائم مقتضيات التطور في الغناء والموسيقى ،ولم تكتف بالقافية الملتزمةِ في أواخر الأبيات، بل نوعت في القوافي ،وعمدت إلى الترصيع،وابتكرت أنماطاً من الشعر الدوري الذي تتعدد فيها القوافي،وتثير بتنوعها شعوراً بالحيوية والطرافة،ولم تتخذ من البيت ذي الشطرين وحدةً قائمةً بذاتها ،وإنما جعلت وحدتها البيت الدوري الذي قد يطول فيربي على الشطرين أضعافا،ولم تكتف بهذا كله ،فثارت على الفصحى،واستخدمت العامية أو الأعجمية في قفلها الختامي،وأقبلت فيه على البيئة الأندلسية تستوحي من أجوائها الشعبية في التعبير عن مشاعرها.
والموشح لغة : مشتق من وشاح المرأة المرصَّع بالجواهر
واصطلاحاً : منظومة غنائية على وزن مخصوص يتألف من فقرات تسمى أغصاناً وهي عبارة عن أشطار أبيات شعرية بعدد معين وقافية واحدة ويعقب كل فقرة قُفْل مكوَّن من أشطار في نفس البحر ولكنه بقافية مختلفة تلزم في كل الأقفال أما الأغصان فقوافيها قد تختلف ولكنها لا تكون إلا من نفس البحر
*عناصر الموشح :
1- المَطلع : اصطلاحٌ يطلق على المجموعة الأولى من أشطر الموشح وأقلَّ ما تكون من شطرين وقافية تلتزم في كل أقفال الموشح وليس المطلعُ ركناً أساسياً في الموشح لجواز حذفه فإن وجد في الموشح فهو موشح تام وإن حُذِفَ فهو موشح أقرع
2- الدور: مجموع الأشطر التي تعقب المطلع في الموشح التام وتكون من نفس بحر المطلع ولكن بقافية مختلفة عن قافيته تلتزم في أشطر الدور الواحد أما إذا كان الموشح أقرع فالدور يأتي في بداية الموشح ولا يلتزم الوشاح بعدد معين من الأدوار في موشحته بل قد تصل إلى عشرة أدوار
3- السِّمْط: اسم كل شطر من أشطر الدور وعدد الأسماط في الدور الواحد في معظم الموشحات لا يزيد عن ثلاثة أسماط وقد تزيد حسب الوشاح نفسه وقد يكون السمط منفرداً أي مكوناً من فقرة واحد وقد يكون مركباً من فقرتين ويشترط في قوافي أسماط كل دورٍ أن تنتهي بقافية واحدة فيما بينها وأن تغاير المجموعة التي تقابلها في فقرة أخرى من فقرات الموشحة وعادةً مايلتزم الوشاح بعدد معين من الأسماط في الدور الأول فإذا التزم بذلك يجب عليه أن يلتزم بمثل هذا العدد في كل أدوار الموشحة.
4- القفل: مجموع الأشطر التي تلي الدور ومن نفس بحره ولكن بقافية مختلفة عن قافية الدور ومشابهة لقافية المطلع وليس لأقفال الموشحة عددٌ محدد ولكن عادةً ماتكون ستة في الموشح التام وخمسة في الموشح الأقرع وأقلُّ ما يتركب منه القفل جزءان فأكثر إلى ثمانية أو عشرة
5- البيت: يتكون من الدور والقفل الذي يليه مباشرة مجتمعين فبيت الموشحة يتكون من مجموعة أشطار لا من شطرين فقط كبيت القصيدة العربية التقليدية ويتكون الموشح عادة من خمس فقرات تسمى كل فقرة بيتاً وبيت الموشح نوعان:1/بسيط:وهو الذي يكون عدد أسماط دوره ثلاثة أجزاء ..2/مركب:وهو الذي يتكون كل سمط من دوره من فقرتين أو أكثر وتكون أبيات الموشحة غالباً خمسة وقد تصل إلى سبعة
6- الغُصْن: الشطر الواحد من المطلع أو القفل أو الخَرْجة ويتكون غالباً كل مطلع أو قفل أو خرجة من غصنين وقد يكون الغصنان من قافية واحدة أو قافيتين مختلفتين ويجب أن تتساوى الأقفال والخرجة مع المطلع من حيث عدد الأغصان وترتيبها وقوافيها
7- الخرجة : آخر قفل في الموشح ويعد هو و القفل ركنين أساسيين في بناء الموشح لا يستغنى عنهما بخلاف المطلع ويستحسن في الخرجة أن تكون بلفظ عامي لتبعث الهزْل والظرف في الموشح إلا موشح المديح حيث يفضل أن تكون الخرجة فيه عربية فصيحة .
يقول لسان الدين الخطيب في مدح أحد ملوك بني الأحمر مازجاً المدح بالغزل ووصف الطبيعة:
جـادَكَ الـغيْثُ إذا الغيْثُ هَمى يـا زَمـانَ الـوصْلِ بـالأندَلُسِ
لـمْ يـكُنْ وصْـلُكَ إلاّ حُـلُما فـي الـكَرَى أو خِلسَةَ المُخْتَلِسِ
إذْ يـقودُ الـدّهْرُ أشْـتاتَ المُنَى تـنْقُلُ الـخَطْوَ عـلَى مـا يُرْسَمُ
زُمـُـراً بـيْنَ فُـرادَى وثُـنَى مـثْلَما يـدْعو الـوفودَ الـموْسِمُ
والـحَيا قـدْ جـلّلَ الرّوضَ سَنا فـثُـغورُ الـزّهْرِ فـيهِ تـبْسِمُ
ورَوَى الـنّعْمانُ عـنْ ماءِ السّما كـيْفَ يـرْوي مـالِكٌ عنْ أنسِ
فـكَساهُ الـحُسْنُ ثـوْباً مُـعْلَما يـزْدَهـي مـنْهُ بـأبْهَى مـلْبَسِ
فـي لَـيالٍ كـتَمَتْ سـرَّ الهَوى بـالدُّجَى لـوْلا شُـموسُ الغُرَرِ
مـالَ نـجْمُ الـكأسِ فيها وهَوى مُـسْتَقيمَ الـسّيْرِ سـعْدَ الأثَـرِ
وطَـرٌ مـا فـيهِ منْ عيْبٍ سَوَى أنّــهُ مــرّ كـلَمْحِ الـبصَرِ
حـينَ لـذّ الأنْسُ مَع حُلْوِ اللّمَى هـجَمَ الـصُّبْحُ هُـجومَ الحرَسِ
غـارَتِ الـشُّهْبُ بِـنا أو ربّما أثّـرَتْ فـيها عُـيونُ الـنّرْجِسِ

* الشعر المرسل : هو الشعر الموزون غير المقفى أي الذي لا يلتزم فيه بقافية واحدة اشتهر في أوائل القرن العشرين و إن كانت له جذور في الشعر القديم وسماه البعض بالشعر الأبيض أو المطلق ورده إلى محاكاة الأدب الغربي ومن أشهر من كتبوا فيه رزق الله حسون والزهاوي وأحمد زكي أبو شادي وباكثير والمازني وعبد الرحمن شكري الذي يقول في "نابليون والساحر المصري"
يأيها البطلُ العظيمُ الغالبُ أرح الخطى واسمع نبوءةَ ساحر
درسَ النجومَ فلم يغادر غامضا حتى أتيحَ له الجليلُ الغامضُ
وله من الجنِّ الكرامِ معاشرُ يأتونه بنفائسَ الأخبارِ

* شعر التفعيلة : ظهر في أربعينيات القرن العشرين ويتكون من أسطر شعرية تطول أو تقصر وفقاً لعدد التفاعيل مع عدم التقيد بالقافية .ومن خصائصه:
1- يعتمد التفاعيل الخليلية لكنه لا يلتزم بعدد مكررٍ منها
2- يعتمد على السطر الشعري الذي يتكون من حشو وضرب دون عروض
3- قد يلتزم ببحرٍ واحد أو قد يجمع عدة بحور
4- يغلب نظمه في البحور الصافية الستة وإن نظم أيضاً في البحور المركبة كالخفيف والسريع والوافر
5- التوسع في الزحاف والعلة
6- شيوع اختلاط الأضرب أو مايسمى بالتلاحم التفعيلي أو المقطعي وهو أن ينتهي السطر الشعري بتفعيلة تجد تكملتها في السطر التالي لها مثل قول محمد مهدي:
يـــــــــــا سَـــــــــــــــــــــــلوتي مـــــــــــــــــــــستفعلن
عيناي من قرأتْ سطورَ العشقِ مستفعلن متفاعلن مستفع
في أجفانِكِ الولهى الحزينـــــــهْ لن مستفعلن مستفعلاتن

هذا وبالله التوفيق
ماقراته تباعا: