بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،
وأرنا باطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
إنصاف المرأة
بقلم: السعيد شيخ
لن أدخل في جدل طويل،فالحديث في موضوع إنصاف المرأة أخذ منّا أعمارنا، مبتدئين بقاسم أمين، ولو نظرنا إلى ما طلبه قديماً، وما يُطالَب به الآن لوجدنا اختلافاً بيّنا في الدعوتين، وتباعداً أكبر بين ما يقول الفقهاء، وما ينادي به اليوم بعض الرجال و نُخبة كريمة من السيّدات.
لاننكر أبداً أنّ المرأة كانت مظلومة في القرون السابقة ( و لا ننس أنّ المجتمع كان يعيش في ظلام التخلّف والمرض والجهل، فالمصيبة على الزوجين )، فهل تريد أن تكون اليوم ظالمة؟
واجبنا الشرعيّ أن ننقذ المرأة من ظلم كان في عهد قاسم أمين، فهل هي اليوم في مثل ذلك؟
*١في الحوار: إذا دعت مؤسسة إعلامية لعرض اجتهاد بديع! تعدّه قفزة في عالم الاجتهاد!!فعليها- إذا كانت حريصة على موضوعيتها- أن تدعوَ عالماً متمكّناً في علمه، لبيان الأخطاء في الاجتهاد حين وقوعها.
٢*المخالفات الشرعيّة كثيرة، علينا أن نوضّح جانب المخالفة فيها، ولكن استنادأ إلى قواعد علميّة فقهيّة،وإتقان للعربية، فمن لم يتقن العربيّة، فلن يُدُخَل في زمرة العلماء، وكيف له أن يفسّرالقرآن الكريم ويفهم الحديث الشريف، وهو لا يعرف أصولها،وإذا تكلّم فضحه لحن لسانه،والعيب الكبير أن تفضح لكنتُه المنحرفة إقليمَه المصريّ أو المغربي أو التونسيّ أو الشاميّ....
٣*العرف: العرف المقبول على كرّ الزمان وتبدّل المكان،هوالمفسّر لإرادة المتعاقدين، كأن يُغفلوا شروطاً للعقد، لا تذكر في العادة لتواضع المجتمع عليها، كانصراف كلمة اللحم إلى غير لحم السمك رغم أنّ اللغة تدخله في اللحم، ومافي المثال عبقريّة، فكلّ مطّلع بعض الاطّلاع على الفقه يعرف هذا.
والعرف عند الإمام مالك– رحمه الله- عرف أهل المدينة. رأى أنّ أهل المدينة أقرب إلى عصر النبوّة ( في ذلك الوقت)، وألصق به، فقبل به في غير النصوص القطّعيّة، وما خالف ابنُ حنبل في هذه القاعدة، و حاشاه وحاشا العلماء أن يفتروا على الله- تعالى- فيقبلواعرفاَ يخالف الشرع.
تقبلون بالا ستصلاح (اعتماد المصالح المرسلة )، فقد طننتم أنّه يفتح لكم باب الحريّة في التحليل والتحريم، ألا تعودون إلى عالم يرافقكم في الرجوع إلى مصنّفات الإمام مالك– رحمه الله-؟! فتتعلّمون منه شروط الاستصلاح ، وحقيقة تفسيره للعرف؟!. (اعذروني فلم أرد أن أُهينَ أحداً حين طلبت أن يتعلّم من الإمام مالك – رحمه الله- !!)
العبرة في الكفاءة: الصلاح في الدين وعرف البلد غير المخالف للشرع( قانون الأحوال الشخصيّة السوريّ ).
٤* تغيير تفسيرالآيات القرآنيّة: ليس بهذه السهولة، وليس دليلاً كافيا أنً تقولوا بافتراء بعض من الصحابة والأئمّة و الفقهاء وأحمد بن حنبل(خصوصاً هذا الرجل الذي عاش يربط بطنه، و يُعاني من المحن، رغم أنّي أريد من العالم أن يعيش كأوساط الناس لا مترفاً ولا شديد التقشّف كما فعل ) و تعصّبهم لجنس الرجال!!عليكم أن تقدّموا دليلاً من العربيّة والنصوص دون أن تحرّفوا المعنى رغبة في أن تردّوا تعصّب الرجال ( كما تزعمون )، وأن تتعصبْن لبنات جنسكنَّ ( إذا كنتنّ من النساء ) وأن تراؤوا النسـاء( إذا كنتم من الرجال التوّاقين!!) فأين تحيّز العلماء؟!
أولا: تفسير قوله تعالى(الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَافَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْأَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَاحَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّوَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْفَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّاكَبِيرًا)النساء ٣٤
نحن– المسلمين - إذا اختلفنا نردّ الأمر إلى الله- تعالى- والتقيّ من رمى عرض الحائط برأيه أو بهواه، فالتعصّب يعدّه المجتمع المسلم مخالفاً للفطرة التي فُُطرعليها المسلم المخلّص لله.
أم عندكم تفسير آخر: الرجل: كلّ مسؤول عن البيت، والمرأة: منْ تقرّ في بيتها، والمسيرة اليوم قطعت أشواطا في اتجاه تحوّل المرأة إلى العمل، وقرار الرجل في البيت كما تشاهدون في بلاد عربية تصدح قنواتها بالأذان و بالأحاديث الدينية... وبلاد غربية نتوق أن نحوّلَ بلادنا على شاكلتها!!
إذن للمرأة اليوم دون الرجل حقّ القوامة!!والرجال الصالحون هم المطيعون، ولها أن تؤدّب الرجل، فإذا نشز: فوعظٌٌ بما آتاهنّ الله من علم وثقافة، ثمّ هجرٌ في المضاجع، وآخر الطبّ الضرب، وأرجو الله أن نجد نساء يُشفقن على الرجال، فيفسرن الضرب كما فُُسّر للنساء في القرن الماضي!!
أليس في هذا التفسير إبداع؟!
ولولا أنّي خشيت أن يستمرئ الناس تغيير لفظ الآية حسب هذا المذهب البديع، فأبوء بإثمي وإثم من تبعني إلى يوم القيامة، لبادرت إلى تدبيجه مراعياً هذا الذوق الكريم!!
ثانياً: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْأَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِالْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَاللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَعَزِيزٌ حَكِيمٌ- التوبة ٧١
تؤوّلون{ بعضهم أولياء بعض} في هذه الآية بتفويض أمور الولاية إلى النساء والرجال على سواء، والحقيقة أنْ ليس في هذه الآية دليل لكم أو ضدّكم، فالوَلِيُّ - الاسم - ( جمعها: أولياء ) المُحِبُّ، والصَّدِيقُ، والنَّصير.ُ
وولي الشيءَ وِلايَةً وَوَلايَةً، المَصْدَرُ،بالفتح وبالكسر: الخُطَّةُ، والإِمارَةُ، والسُّلطانُ.
والفقراء إلى الله – تعالى- أمثالنا ،غير الفاهمين للثقافة العصرية، ليس بين أيدينا مصادر لمعرفة معاني المفردات إلا أن ننقل ما جاء في هذه المعاجم القديمة المهترئة!! أو نعود إلى النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة ( التي وصلتنا بلفظه- صلّى الله علي وسلّم – ) والجاهلية(إلا إذا أخذتم برأي الدكتور طه حسين!!) والمنقولة من القرنين الأول ونصف الثاني. وإذا كان عندكم غير هذا فعلّمونا ممّا علّمكم الله، ولكم ثواب عظيم.
فمن هم العلماءَ الذين أنكروا أنّ الرجل والمرأة مشتركان في الَأْمر بِالْمَعْرُوفِ وَالَنْهَي عَنِالْمُنْكَرِ وَإقِامة الصَّلَاة وَإيتاء الزَّكَاة وَطِاعةاللَّه وَرَسُوله؟!
وهل في هذا مايشير إلى الولاية العامة؟!
ثالثاً: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَالْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِشَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَأَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَأَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍفَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ – الممتحنة ١٢
و ليس في هذه الآية دليل لكم أو ضدّكم.
فالبيعة: اتفاق طرفين على أمر، أصل هذا في التبايع بين البائع والشاري، ومن الاتفاق أن يُبايَع على الإمامة، والآية دليل على المعنى الأصل للاتفاق ، فقد ذكرت أموراً على المؤمنات أن يبايعن عليها: طهارة من الشرك والسرقة والزنا وقتل الأولاد(ومقصوده – وهو أعلم- الإجهاض ولا أمنعكم من المخالفة طبقاً للكليات الخمسة )والافتراء(تُرى هل هذه فرية من علماء متعصبين لجنس الرجال؟! ) والعصيان ... وهل في هذا مايشير إلى الولاية العامة؟!
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّيجَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُفِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُلَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ- البقرة ٣٠
و ليس في هذه الآية دليل لكم أو ضدّكم.
التكليف فيها للرجل والمرأة لا تمييز بينهما، وإنْ كان الخطاب موجّهاً بعامّة لآدم ، ولامانع لغويّا من الفهم أنّ توجيه الأوامر لهما معاً دون تمييز، ولكن ليس فيها سوى التكليف العامّ، أمّا الأوامرالتفصيلية فقد تركت للشرائع المنزلة بعد هبوط آدم إلى الأرض، وتباينت بتباين العصور مع نوح ولوط وموسى.... – صلوات الله عليهم جميعا-،
اعذروني فقد يكون من رأيكم أن هذه التاء للتأنيث دائماً، وقد أخطأ اللغويون!!! فجعلوها لفظاً مؤنّثاً لكن يدلّ على مذكر، بالمخاطب حوّاء وحدها، ولو قبلنا بهذه الطرفة ( الممجوجة عند آخرين! ) فلن تفيدنا، فالنصّ ليس فيه أيّ دليل لكم أو ضدكم على الولاية العامة؟!
وعليكم أن تأتوا بنصوص فاصلة تؤيّدون بها رأيكم!!
٥* الحديث الضعيف: يجهل مَنْ تحوّلوا في ثقافتهم عن المراجع الصفراء العويصة إلى كتب ميسّرة ذابت في ثقافة العصر!!، وصاروا بها علماء!! أنّ تقسيم الحديث الشريف إلى: (صحيح وحسن وضعيف وموضوع، أمّا المتواتر والمشهور والآحاد فتقسيم آخر)تقسيم المتأخرين، أمّا المتقدّمون فلم يكن لديهم مصطلح الحسن، بل كانوا يستخدمون مصطلح الضعيف لمعنييْن:أولا للضعيف الذي لم يبلغ مرتبة الصحيح، وهو مقبول لأنّه لم يهبط في شروطه العامّة عن مرتبة الصحيح، فسمّاه المتأخـــــرون حسنا، وثانياً للحديث الذي دون هذه المرتبة. أمّا ترتيب الوجوب والاستحباب والكراهية والتحريم فله شروط أخرى، فهي تختلف لاختلاف قوّة الثبوت، فالمتواتر أقوى من حديث الآحـاد، و يفرض أن يكون الحكم الذي يتضمنه أعلى مرتبة وأقوى إلا في حالات أخرى أحتاج لعرضها إلى بحث أطول واطّلاع متخصّص!! فلا تلوموا أحمد بن حنبل في اعتماده حديثاً ضعيفا(لا تحسبوا أنّي أمنع مخالفة أحمد ابن حنبل– حاش لله فكلّ بني آدم خطّاء، ولكنّ النقد المهذب غير الهزء والازدراء). ردّوا رأيه بدليل إن رأيتم مخالفته، ولكن بعد فهم رأيه وفهم الأصول الشرعيّة التي اعتمدها.
٦* مخالفة نصّ شرعي:
هذا مثال خالف العلماء في بعض الأحوال فيه الحديث الشريف التالي:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا حماد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسولالله صلىاللهعليه وسلم قال لا تمنعوا إماءالله مساجد اللهولكن ليخرجن وهن تفلات ( غير متطيّبات )
حدثنا محمد بن عبداللهبن نمير حدثنا أبي وابن إدريس قالا حدثنا عبيدالله عن نافع عن ابن عمر أن رسولالله صلىاللهعليه وسلم قال لا تمنعوا إماءالله مساجد الله- سنن أبي داود – ( وأخشى أن تُفُسّر- حدثنا- بالدردشة و أحاديث القهوات، وصالونات السهر الخاصّة بالنساء!).
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَمْنَعُوا إِمَاء اللَّه مَسَاجِد اللَّه )
هذا وشبهه مِنْ أَحَادِيث الْبَاب ظَاهِر فِي أَنَّهَا لَا تُمْنَع الْمَسْجِد لَكِنْ بِشُرُوطٍ ذَكَرَهَا الْعُلَمَاء مَأْخُوذَة مِنْ الْأَحَادِيث: أَلَّا تَكُون مُتَطَيِّبَة، وَلَا مُتَزَيِّنَة، وَلَا ذَات خَلَاخِل يُسْمَع صَوْتهَا، وَلَا ثِيَاب فَاخِرَة، وَلَا مُخْتَلِطَة بِالرِّجَال، وَلَا شَابَة وَنَحْوهَا مِمَّنْ يُفْتَتَن بِهَا، وَأَلَا يَكُون فِي الطَّرِيق مَا يَخَاف بِهِ مَفْسَدَة وَنَحْوهَا. وَهَذَا النَّهْي عَنْ مَنْعهنَّ مِنْ الْخُرُوج مَحْمُول عَلَى كَرَاهَة التَّنْزِيه إِذَا كَانَتْ الْمَرْأَة ذَات زَوْج أَوْ سَيِّد وَوُجِدَتْ الشُّرُوط الْمَذْكُورَة , فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْج وَلَا سَيِّد حَرُمَ الْمَنْع إِذَا وُجِدَتْ الشُّرُوط .
" ٩٥٣ " صحيح مسلم بشرح النووي
الحديث صحيح من آحاد الأحاديث، فكيف يجرؤ الفقهاء على مخالفته؟
لا يخالف مسلم نصّاً في القرآن الكريم أو حديثاً شريفاً بالهوى، سآتيكم بدليل يستخدمه آخرون لغاية يريدونها ( لا أريد توضيحها في هذه العُجالة )، وهو إيقاف عمر حدّ السرقة عام المجاعة، فقد أوقفه لاختلال شرط من شروط تطبيقه، فإذا قبلتم بهذا(وقد استشهدتم به أكثر من مرّات ومرّات! )، أفلا تقبلون ما نصّ عليه النوويّ في شرحه الحديث الشريف بهذه العبارة: وَأَلَا يَكُون فِي الطَّرِيق مَا يَخَاف بِهِ مَفْسَدَة وَنَحْوهَا- سيهزؤون، هل انعدمت ثقتكم بالمرأة حتّى في ذهابها إلى المسجد؟! ألا تستشهدون بالكليات الخمسة: العقل والدين والعرض والنفس والمال، وتفتدون السابق ( في هذا الترتيب ) باللاحق إذا كان هناك خطر يتعرض لواحد منهما؟
ألا يلتزم الرجل بيته إذا تعرّض في خروجه لمفسدة ؟
( كَرَاهَة التَّنْزِيه لأنّه حديث آحاد صحيح ، ومعروف أنّ حكم حديث الآحاد أقلّ إلزاما من الحديث الذي وصلنا في أكثر من سلسلة).
ألتمس من السيّدة الكريمة التي أوصلتها ثقافتها الإسلامية إلى مقام الاتحاد العالميّ للعلماء المسلميـــن ( لاعتب! فما أكثر أمثالها ممّن ربّتهم ديارالغرب، وتعلموا الإسلام المكتوب بالفرنسية،أو المترجم إليها! فلم يتجاوزإيمانهم شغاف قلوبهم، وما أكثر الآخرين من علماء الشرق الذين يجهلون واقع البلاد، فيُفتون بغير علم، و نترك موضوع الإخلاص، فربّ العزة هو العالم! ولانعمّم بل نقول: إلا مَنْ رحم ربّك)أن تجيبني عن سؤال من صميم القلب: حدّثينا عمّا يحدث في المساجد الغربيّة، ويعلم الله أنّي لا أفتري عليهم: ولكـن ( غسيل الدماغ والاعتياد ينسيانا أنّها مخالفات، فيطمسان على عقولنا فلا ننكرها حتى في قلوبنا!! )
وتلك السيّدة الكريمة التي تدرّس في ديار العرب (في موقع يحيّرنا أهو التخصّص الذي جرى في كثير من الجامعات!! أم هي ذات ثقافة إسلامية !! أعذروني لجهلي!! ) هل يُمكننا الخروج من الحيرة، أنحن في بلد الإسلام، أم نحن في بلد خرج من جلده مبقياً بقايا من بقايا عاداته، مفاخراً بما قلّد به الغرب، تُرى أيستطيع أن يعود إلى مشيته التي فُطر عليها!
لا أنكر أنّ عادة منع النساء مساجد الله صاحبتنا فترة طويلة لأسباب خاطئة أو مقبولة أو ضرورية، ولكنها بدأت تتبخّر بتنطيم جديد لانعدّه كافياً، وترَوْن أنّه لم يخرج عن فترات التخلّف!!
٧*أسباب المفاسد الاجتماعيّة:
يقولون: إن سببّ العنوسة العالية التربية العمياء، وتجهيل الفتاة بأسلوب التعامل مع الشباب،أسلوب يعتمد رقّة الكلام وعذوبته ومودّة وتعاملاً طيّباً، ولايؤدّي إلى ضعف شخصيّتها فتُسلّم نفسها!!! ُفتدوم عنوستها خوف الفضيحة، قد تستغفر الله فتتوب، وقد تضغط عليها نفسها فتسلّم نفسها مرّات و مرّات!! وهما أمران أحلاهما مرّ!
أسألكم بالله هل هناك قصور في شخصيّة الفتاة الغربيّة – طبعاً بمعيار الشخصيّة عندكم !، فماذا تفعل اليوم، وماذا يحدث بين الشباب في بلادنا الإسلاميّة!!أكلّ هذا سببه الكبت، كم بقي من الشباب والبنات الذين رُبّوا تريبة متخلّفة!! ولم يسيروا على ( المودة ) التي تتعشّقونها؟!
الخيار بين أيديكم: خذوا الحياة الغربيّة متكاملة،أو حافظوا على حياتكم – بعد إصلاحها، أمّا اللعب على الحبلين فغير ممكن، اقبلوا بتربية الأولاد منذ نعومة أظفارهم دون تفريق بين ذكروأنثى، ودون إنكار لما يقع بين مثلين أو نظيرين من تسلية بريئة!!
*٨ الثقافة والعلم:
الثقافة قراءات في كتب متعدّدة بجهد شخصي، وهو أمر طيّب مفروض، ولكنّه لا يؤسس لعلم، فمن يقبل رجلاً يطبّب اعتماداً لثقافته، دون دراسة في معهد له أصوله ومناهجه، وقل مثل ذلك في الهندسة والمحاماة و القضاء..
أمّا العلم فهو تتلمذٌُ على شيخ( أستاذ ) عرف بالاستقامة والتبحّر في العلم، فأُجيز في تعليم اختصاصه، أوعلى شيوخ معهد محترم علماً والتزاماً.
فما لقوم يقدّسون مهندساً قرأ في الشرع، فنصّبوه داعياً ومفتياً،(قد نقبل أن يكون داعياً في حدود معيّنة)،أوأستاذاً في جامعة عيّنوه لمادّة لا صلة لها بالعلم الشرعيّ، ثمّ يصبح بقدرة قادرمرجعاً شرعيّا وأستاذاً للدراسات الإسلامية(أو لاسم آخر، وهي ثقافة إسلامية، ولا مانع منها، إذا عرف حدوده، ولم يتجرّأ على الإفتاء و تخطئة الفقهاء دون علم!!)، ولكنّ المشكلة أنّه إذا التزم بهذا في البدء، فدوامه على هذه الحال من المُحال!، وسيكون بعدها كالآخرين!!
*۹الكفاءة في النسب:
ربما أخطأ بعض المجتهدين في مفهوم الكفاءة.
حدثنا إسماعيل حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق فقال يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ألالا فضل لعربي على أعجميولا لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا ..............مسند الإمام أحمد أخطأ بعض المجتهدين، أمّا الكثرة فيتفقون مع القول التالي:
العبرة في الكفاءة: الصلاح في الدين وعرف البلد غير المخالف للشرع ( قانون الأحوال الشخصيّة السوريّ ).
فما الجريمة في أن يقول الأب: هذا الرجل غير كفء لابنتي لأنه لا يصلّي؟! نعم خرج قوله عن معنى المصطلح، أم أنّ هذا تدخّل في الحرية الشخصية للرجل والفتاة؟! من أعطى الأبَ حقّ التدخّل في شؤونهما الخاصّة !!
وبعد، فمن أحوج اليوم إلى الإنصاف؟!
بل عفواً، لن نوقّف مسيرة الإنصاف قبل أن يعود الرجل عودة كاملة إلى البيت يتولّى شؤونه كما كانت النساء يتولّيْنه قبل ستين سنة أو أكثر،قبل عهد الاستخـراب،{ الذي يسمّونه الاستعمارمع أنّه في اللغة العربية بناء وتقدّم ( واستعمركم فيها"أيْ: جعلكم عمارا تسكنون بها- تفسير الجلالين سورة هود ٦١. هكذا ترجموا كلمة colonialisme- في بدء عصر النهضة!- والمعنى الصحيح لColonies: مستوطنات،اسم يطلق اليوم على ما يغتصبه اليهود من بيت المقدس وما حوله!}من طبخ يستغرق نهارها،وارتواء منهك بالروافع من الجبّ(أحاول الآن أن أتذكّرأسماءها!)، وعجن وخبز وغسيل بالدعك والضرب..
ملحوظة: اعذروني، فقد شعرت أني خرجت قليلا عن الشرط الذي انطلقت منه،وهو البقاء في حدود التأكيد على الالتزام بالقواعد العلميّة، ولكن الموضوع ذو شجون، و قد مللت من كثرة الإبداعــــــــــات التي يعطّرنا به الغرب وتلامذته النجباء، لولا الواجــــب الشرعي الذي لا يسمح لنا بالسكوت على باطل!.
أمسكت نفسي ، فقد صار موضوعاً ثرثاراً من كثرة ( اللتّ والعجن ) ، وإن دام الأمر هكذا فسأحرم نفسي النوم والأكل و.. إلى مدى لا يعرف غير الله آخره!!
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا باطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.