قرار وزاري يمنع الأسماء غير الجيدة بعض الأسماء أخذت طابعاً غير مألوف وتحولت إلى إزعاج لأصحابها



كثرت الأسماء الغريبة والنادرة في المجتمع ، فأصبح الكل يتسابق على البحث عن الأسماء المميزة، وتسمية أبنائه بها، كي ينفرد بالاسم دون الآخرين، كما أن البعض عندما يصل الى مرحلة عمرية معينة قد يخجل من اسمه أما لعدم وجود معنى واضح له، أو لكونه صفة غيرمحبذة أو وصفاً لبعض الكائنات الصحراوية، فيسعى جاهداً الى تغييره، إضافة إلى أن البعض يعمد إلى تغيير الاسم مواكبة للعصر الحديث، إذ إن الانسان ابن بيئته، واسمه نتاج ثقافة هذه البيئة ، فقد كان إنسان الصحراء يتفاءل ببعض الكائنات ، أو المواسم ، أو الامكنة فيحضر هذا التفاؤل في اسم المولود .

تقول "ريم سالم": إن المجتمع بدأ يبحث عن التميز، وقد يدخل بدائرة الأسماء الغريبة التي لا معنى لها، ومع مرور الأيام وكبر سن الطفل، يشعر بأن اسمه غير مألوف، وغير متعارف بين الكل، فيسعى جاهداً لتغييره، فمن الأهالي من يسمح بذلك لأن الابن قد استاء من ذلك، وقد يتفهم الوالدان ذلك، ومنهم من يقابل ذلك بالرفض التام لأسباب انه نشأ على هذا الاسم.
وتضيف "أم لين": أني أبحث عن التميز والندرة بالاسم، ولو لم يكن معناه واضحاً بين الناس، فالمهم أن يكون اسماً مميزاً، ولا يحمل صفات أو أسماء لكائنات الصحراء التي تجعل الشخص يشمئز منها، أو تقلل من قيمته وقدره، مشيرة إلى أنه إذا كبر الطفل ولم يعجبه الاسم، فله الخيار أن يغيره في ذلك الوقت إلى ما يريد.

وأشارت "نوره محمد أن بعض الأشخاص قد تكون أسماؤهم غريبة جداً، والغالب من يقومون بتسمية أبنائهم على الأجداد، وتكون أسماؤهم لا معنى لها، ولا يتقبلها الشخص ولا المجتمع، وربما سمّي بأسماء قد تجرح الابن، وفيها من الامتهان والاهانة له، مضيفة: انصح الآباء والأمهات بتوخي العدالة في تسمية الأبناء، وخاصة إذا كان الجد يحمل اسما غريبا، فقد ينعكس على الابن؛ لأن جيل اليوم يختلف عن الامس، وعليهم أن يبحثوا عن الأسماء المتعارف عليها ولو كانت مميزه لكنها واضحة المعنى.
وتشاركها الرأي "هيفاء راشد"، قائلة: إن تسمية الأبناء بأسماء الأجداد، وخاصة إذا كانت قديمة يجعل الشخص يبحث عن مخرج له من هذا الاسم، كما أن هناك أسماء قديمة ومستخدمة قد لا تتناسب مع هذا الوقت، فيعمد الأب أو الأم بتسمية أبنائه بها أحياء لذكرى والدته أو والده، مما يجعلهم غير مقتنعين بها طوال حياتهم، وعندما يتقدم بهم العمر يبحثون عن اسم آخر لهم، مبينة أن البعض لا يغير تلك الأسماء رغم قدمها مراعاة لوالديه رغم عدم إعجابه به.

وتحدثت "سيفانة" إحدى الفتيات التي حاولت تغيير اسمها لكونه اسماً قديماً، وتسميتها باسم جدتها، قائلة: اضطرت لتغيير اسمي إلى "وفاء"، وذلك لعدم تقبلي له، ولعدم وجود معنى واضح له، كما أنني بدأت في المحاولة في تغييره منذ فتره طويلة، وكان والدي يرفض ذلك؛ لأنه أسماني باسم جدتي، لكن عندما لجأت إليها وطلبت منها أن تطلب منه تغييره وافق حينها، وأصبحت لا أخجل منه كما كنت في السابق.
وتشاركها الفعل "دلال محمد" أنها من الأشخاص الذين سعوا إلى تغيير أسمائهم، ولم تهدف إلى تسمية اسم مميز أو مغاير، عما يتم تسميته، قائلة: قمت بتغيير اسمي من "دليل" إلى دلال وهو بالأصح تصغير لاسمها الثاني، لكنها عانت كثيراً من طريقة نطقه الخاطئة بين الكثير، وخصوصاً في مراحل دراستها، فسعت جاهدة إلى تغييره، مشيرة إلى أن تغييره لم يأخذ فتره طويلة من إعلان في الصحف، وبعض الإجراءات المتبعة في نظام الأحوال المدنية.

وقالت "الجوهرة فهد" إن مشاكل بين والدي ووالدتي جعلتني أحمل اسمين "الجوري" و"الجوهرة"، ففي المعاملات الرسمية وشهادة الميلاد احمل اسم "الجوهرة"، وفي مجتمعي وبين صديقاتي يدعوني "الجوري"، وهذا الأمر أرهقني كثيراً من حملي لأسمين، ولم استطع أن أتأقلم مع الاسم الرسمي لي، حتى أنني في بعض مواعيد المستشفيات قد لا استوعب اسم "الجوهرة" لاعتيادي على الاسم الأول، ولا أستطيع أن اختار منهما؛ لأنه اختيار صعب بالنسبة لي، مَنْ أنصف والدي أم والدتي، مضيفة أتمنى أن أغيره إلى اسم مغاير كي ارضي الطرفين.

وبينت "أم عبدالعزيز" أن احد أبنائها تم تغيير اسمه من "معتصم" إلى "عبدالرحمن" بالرغم من حداثة اسمة وتميزه، كما أن ابنها من عمر 4سنوات وهو يطالب والديه بتغيير اسمه إلى أي اسم آخر، وذلك لعدم تمكن الكثير من نطقه النطق الصحيح، مما جعله يشدد على تغييره، ولعدم اقتناعه به، مشيرة إلى أن مدة تغيير الاسم تجاوزت ستة أشهر، وتمت مخاطبة العديد من الجهات كالداخلية، والأحوال المدنية، والجوازات، والمباحث، بالإضافة إلى الإعلان عنه بالصحف، وتم تغييره لكن بعد مدة طويلة جداً
وأكد المتحدث الرسمي للأحوال المدنية الأستاذ "محمد بن جاسر الجاسر" أنه في حالة كون الاسم مخالفاً للشريعة الإسلامية، أو غير لائق اجتماعياً، وتقدم المواطن بطلب تغييره لإحدى إدارات الأحوال المدنية، فإنه يتم النظر فيه وفق النظام والتعليمات، مضيفاً أن المادة رقم 45من نظام الأحوال نصت بأنه لا يجوز للمواطنين تسجيل أسماء مخالفة.

وذكر "الجاسر" قرار صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رقم 386/وز في 1/5/1408 على عدم تسجيل الأسماء المركبة، والمخالفة للشريعة الإسلامية، وإذا كان الاسم مخالفاً وجب تصحيحه وتغييره.