هناك .. في آخر حجرة من بيت أبي القديم، الذي عاش فيه ومات
تلك المكتبة التي يضع فيها الكتب التي لا يعنيه شأنها، وجدت بينها غير ما كتاب للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، مما صدر له في فترة الستينيات والسبعينيات، مطرزا بإهداء جميل للوالد رحمه الله
لقد كان خلاف الرجلين كبيرا، خلاف دفع بالوالد إلى إهمال الرجل وكتبه، ووراءه عدة أسباب
منها أشعرية البوطي القحة، وميل الوالد رحمه الله إلى عقيدة أهل الحديث
ومنها صداقة الوالد مع الشيخ ناصر الدين الألباني، وخلاف الألباني الكبير مع الدكتور البوطي الذي تضمن اتهامات قاسية
ومنها خلاف علمي في كتاب الدكتور البوطي (أحسن الحديث)، تحاكم والوالد لفضه إلى الشيخ أحمد أكبازلي، أخي زوجة البوطي الأولى (أم توفيق) فحكم الشيخ أحمد للوالد، لكن الدكتور رحمه الله أعاد طبع الكتاب دون تعديل موضع الخلاف
ورغم ذلك فإني حين قصدت الدكتور سعيد رحب بي ترحيبا شديدا، ووجه سلاما حارا للوالدة_وهي صديقة غير واحدة من زوجاته_ وأبدى فرحا شديدا بقدومي عليه، كما احتفى بي ابنه الدكتور توفيق احتفاء بالغا
رحم الله الرجلين وقد أفضيا إلى ما قدما