لا لم أذق طعم الحضور..!
شعر:محمد الزينو السلوم
-----------------------------
تتحدثين بلهجة الخجلى على الجوال
تعتذرين يا أنثى الغيابْ..!
تتهرّبين من اللقاءِ وما اقتحمتُ عليك بابكِ
أنت من أخبرتني عمّا جرى لك في صباكِ..
كنا التقينا مرة وأخذتِ جوالي
وها قد مرّ وقتٌ ما التقينا..
تتحدّثين إليّ أحياناً بهاتفك الذي سمع الحكاية من بدايتها
وكان الليل يصحبنا إليه بمتعةٍ فأحسّ أنك في التياعْ..
أطفئت في قلبي احتراقات الليالي ثم فجّرت المآسي..
لم أذق وهج الحضورِ..غرقت في بحر الغيابْ..
القلب يندب حظّه من غربةٍ
والروح تسأل عنك لكنْ ..لا لقاءْ..!
لا في صباحٍ أو مساءْ..!
وطغى الغياب على الحضور
ولم أطق هذا الفراقْ..
#
ماذا جرى ..؟ وأظلّ اسأل إنما لا.لا جوابْ
أشعلت روحي شمعةً لا في حضوركِ
إنما قد كان هذا في الغيابْ..!
ما نابني غير التأسّي ..لم أجد لي مخرجاً..
حاولتُ لكنْ: لم يفاجئني قدومكِ
بل ذهابكِ في متاهات الدروبْ
وكنتُ مثل الثلج .. من حر ٍ أذوبْ
يا رحلةً لم ألق فيها ما يجدد فرحتي..
لا في الشرق ولا الغروبْ..!
#
أرجوك يا من قد سرقت الكحل من عينيّ في عزّ النهارْ
هيا ابتعد عني ولا تقرب حياتي
أنثى أنا لاقت من الأيام ما يكفي..
فدعني في صلاتي..في صيامي..
أرجوك دعني إنني أنثى بلا قلبٍ ولا روح ٍ ولا..
دعني بأحزاني بآلامي بآفات الظلام ِ
أخطأت يوم فتحت قلبي طار عصفور الكلام ِ
ومضى يصفّق في جناحيه يغرّد كالبلابل في الزحام ِ
#
ماذا جنيتِ من التهرّب غادتي.؟
أنا ما اقتحمت عليك وحدتك التي
غرست بصدري ألف سهم ٍ كنت أول من فتحْ
لم توصدي باباً فتحت الباب للقلب الجريحْ..
أوقفتِ نزف الجرح وابتدأ الصهيل يدور في فلَك الحنانْ..
باحت عيونك بالذي تخفيه هاتيك العيونْ
فعزفتُ ألحاني ببوح ٍ شاعريٍ كانت الأوتار حبلى بالحنينْ
أحسستُ أنك تشتكين ..
فعكفتُ أرسم لوحتي ألوانها من سحر وجهك والربيع..
أنا لم أبح فيما يجول بخاطري ..ما بحت بالسر الدفينْ
بل كنتُ فيما قد عرفتُ أخبّئ الأسرار في قلبي الأمينْ
ماذا جرى ..؟!\هاتفتني وصرختِ في صوت جهورْ.ز
قبل الحضور أتى الغيابْ..!
لا حيلة لي..ابتعدْ عني.. إذ أنتَ في نجوى ولكنْ
لوعتي تطغى وأخشى من مقارعة الخطوبْ.!
#
أنا ما اقتحمتُ عليكِ بابكْ
وظننتُ أني في القصيدة قد أُخفّف من عذابكْ
"ما ضرّ لوعدنا شباباً.؟"
لن نعود .. وكيف أن نحيا الشبابْ.؟
لكننا الشعراء لمّا البوح يطغى
لانحسّ بما نقولْ
والشرح في هذا يطولْ..
#
يا غادتي:كان الرحيل مفاجأةْ
والشعر في هذا سيبقى(تأتأةْ)
آن الرحيل وما عرفناه الوصالْ
وأتى الغيابُ وما عرفناه الحضورْ..!
عودي لوحدتكِ..لعزلتكِ..كما كنتِ وحيدةْ بل حزينةْ
وتذكّري أني عرفتك .. لم يكن فيما عرفتك من ضغينةْ
يكفيني "سوسنتي"إذا يوماً لقيتك قي حضورٍ ..
تلتقي فينا العيونْ
ونقول في صمتٍ وفي بوح التجلّي :
كان يا ما كان ..ما كان جنونٌ في جنونْ
#
أغلقتُ "جوالي" بوجهكِ غادتي ومسحتُ إسمكْ
ولعلّني أنساك لكنْ:
هل تُرى أنسى وهذ الوجه منقوشٌ بروحي.؟
ما قلتِ هذا مرةً .. لكنني أحسسته وفعلتهُ ..
جاء الغياب ولم أذق طعم الحضورْ..!
#
أغلقتُ (جوّالي)بوجهكِ ..
بعدها ومسحتُ إسمكْ ..!
ما حيلتي وأنا الذي ما كنت يوماً (باللجوج) على أحد
أنثايَ تدخل مهجتى عفواً بلا إذنٍ كما شمّ الوردْ
حلب
10/9/2009م
التوقيع
---------
أتكون خاتمتي خيولا أطلقت عند المدى لغة الصهيل ؟؟!
لله درك فلتكوني ولتكوني ..!!
أنت في الحالين أغلى من عيوني ..
يا عيوني : كم أحبك تصعدين وتصعدين و تصعدين ..