منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    مظاهر العنصرية في المجتمع السعودي

    مظاهر العنصرية في المجتمع السعودي
    عبدالعزيز السماري
    نحتاج إلى التوقف قليلاً ونسأل عن العنصرية وهل لها وجود في حياتنا؟ وهل نمجد أحياناً بعض ممارساتها بلا وعي؟ أو أننا ندرك خطورتها لكن نهرب من مواجهتها بشجاعة! وهل تدخل فيها تلك النعرة القبلية التي يّدعى بعض متشدقيها انتماءهم لعروق أو جينات نقية؟ أو حين يظهر أحدهم في قناة تلفزيونية يفخر بقبيلته وإنها صاحبة الفضل الرفيع في تميزه بصفات الجود والشجاعة والمروءة والنجاح، وفي ناحية أخرى يشد انتباهي كثيراً كلمة لأحد الفائزين بجائزة نوبل في الإنجاز العلمي عندما يتحدث فيها عن إنجازه وتقديره للذين شاركوا في البحث العلمي، ثم لا يذكر شيئا عن أصله ونقاوة عرقه.
    المسافة الحضارية بين هذين المشهدين هي الفرق بين حاضرنا وحاضرهم، وهي الدليل على أننا متخلفون في فهم أسس الحضارة الإنسانية، فالفخر القبلي ودعاوى النقاء العرقي يدخلان في العنصرية من أوسع أبوابها، ولا يجب أن يُفهم مما أصرح به بشفافية أنني ضد أن يعرف الإنسان انتماءه الأسري، لكني أقصد أن اعتقاد المرء في أن أصله نقي وغيره غير نقي يدخل في باب العنصرية، وذلك لأن الله - عز وجل - لم يخلق أصنافاً بشرية ممتازة وأخرى رديئة، بل خلقهم جميعاً في أحسن تقويم، وكم أستغرب ما يصدر عن الوعظ والفتاوى الدينية في هذا الأمر، إذ لم تتخذ المؤسسة الدينية موقفاً محدداً من هذه الفوقية العنصرية، بل تجدها أحياناً تعزز مثل هذه المفاهيم، والدليل قضايا زواج التكافؤ وقرار طلاق زوجين تزوجا بطريقة شرعية.
    أيضاً تظهر تلك الممارسات العنصرية في بعض المؤسسات التي تفرق في المعاملة والمكافأة والرواتب بين المواطنين والأجانب، فالأجنبي له كادر خاص، ويُسمح له بأن يتجاوز الأنظمة وضربها بالحائط بلا عقاب، ويحظى بالتميز والرواتب العالية، بينما يتم فصل المواطن ومعاقبته لأسباب أحياناً غير موضوعية، بينما تكتفي المؤسسة في أقصى أحكامها بغض النظر عنه أو تنحية أو ترحيل الخبير الأجنبي وهو من يستحق السجن حسب قوانين المملكة، وأعني بذلك أن هذه الصورة تدخل بامتياز في العنصرية المضادة، ومنها أيضاً أن تصبح بيئة العمل مسرحا للفئوية، حيث تبرز بعض الأقليات الأجنبية النافذة في سوق العمل في هذا التنظيم غير القانوني، وذلك عندما يتحدون داخل المجتمع أو في المؤسسة ضد أبناء الوطن، ويزود الأمر سوءاً حين تغض العين التنفيذية عن تلك الممارسات المخالفة، مع العلم أنها حركة منظمة ضد مواطنين.
    من مظاهرها أيضاً التفرقة في فرص التوظيف لأسباب ليس لها علاقة بالكفاءة الذاتية، مثل أن يكون من نفس العائلة أو القبيلة، أو يحمل نفس الاتجاه الأيديولوجي، وقد تدخل مثل هذه الممارسات في حكم الشائع، فهي منتشرة بشكل كبير، ومثال ذلك أن يتم حصر قبول طلبه كلية الطب في الذين تظهر عليهم مظاهر التدين، والعكس أيضاً يصح عندما يتم رفض المتقدم لحجة أنه متدين، ومنها أن يهتم مدير المؤسسة بتوظيف أبناء عائلته وقبيلته على الرغم من تدني مستوياتهم عند المقارنة بزملائهم المتقدمين للحصول على الوظيفة.
    كذلك يدخل الموقف من المرأة ومطاردتها في الأسواق والشوارع في باب العنصرية، فالمرأة تختزل الخطيئة، وتتحمل شرف العائلة بينما يتحرر الرجل من العيب على طريقة (الرجل ما يلحقه عيب)، وفي ذلك ظلم وتحيز واضح ضد المرأة، وهو ما يخالف الموقف القرآني من الخطيئة التي لا يُفرق فيها بين المرأة والرجل في العقوبة عند ارتكاب الإثم، وتظهر تلك الرؤية الدونية في إلزام المرأة بارتداء العباءة السوداء، واختيار اللون الأسود لم يأتِ عبثاً، فهو يعتبر رمزاً ولوناً للعنصرية في المجتمع، وكأنهم بطريقة غير مباشرة يشيرون إلى مكانة المرأة في المجتمع، وفي جملتي الأخيرة هذه تكمن أقصى درجات العنصرية في المجتمع.
    كذلك تزخر اللغة العربية واستخداماتها بالتلوث العنصري كما هو الحال غيرها من اللغات الأخرى، وذلك عندما يكون الأبيض رمزاً للنقاء والخير، ويكون الشر بمثابة النقطة السوداء على الرداء الأبيض، بينما لا يستخدم المجاز وجود بقعة بيضاء على اللباس الأسود كناية عن الشر أو الدنس كما هو حال النقطة السوداء على الرداء الأبيض، وفي نهاية المقال سأطلب من زميلي الكاتب والإعلامي المعروف سعد الدوسري أن يغير عنوان زاويته باتجاه الأبيض إلى باتجاه الخير، وذلك لئلا يقع في المحظور من المجاز العنصري، وأيضاً كإعلان ثقافي يفتح باب التفتيش عن مظاهر العنصرية في المجتمع السعودي والمطالبة بتأسيس قوانين وعقوبات وهيئة قضائية متخصصة في الحكم في قضاياها.
    http://www.al-jazirah.com/20110910/ar5d.htm
    من صد جازيته بصده وصديـت** ومن يتبع المقفي يقل احترامـه
    وكانك نويت تذل هالراس اخطيت** والله لتبطي مانزل مـن مقامـه
    انا ترى لاقفيت000 ياهيه اقفيت** ماعاد ارجع لو تقـوم القيامـه
    انا بشموخي عن غرامك تعليـت ***ولاخيرفي حـبٍ يـذل بغرامـه

  2. #2
    مركز دراسات لمواجهة العنصرية
    فادية بخاري
    تجاوز أي مشكلةٍ قومية أو اجتماعية أو شخصية، يبدأ بالاعتراف بوجود هذه المشكلة، وبعد ذلك افتراض آليات حلول لتقنينها وتحديدها في إطار معين، والحلول سيتكفل الزمن بدمجها بالحياة الاجتماعية وجعلها جزءًا من المنظومة الحياتية.
    كل سعوديـ/ـة يعلم أن هنالك مشكلةً كبرى تعطل عجلة التنمية الاجتماعية، وهي «العنصرية القبلية» على أنواعها، ومع أنها أقل أنواع العنصرية إيلامًا كون الإنسان يفتخر بعرقه -أيًا كان عرقه- بالنسبة لأنواع العنصرية اللونية والجنسية والاجتماعية والطبقية الأخرى، إلا أن وجودها وعدم الاعتراف بكونها مشكلة يعطل جعل المجتمع السعودي كتلةً واحدةً في مواجهة المشاكل الاجتماعية، وفي القضية الأهم والأكبر على الإطلاق: المشاركة كيدٍ واحدةٍ في التطوير والنهوض بالمجتمع السعودي.
    والعنصرية (أو التمييز العرقي) (Racism‏) هي الاعتقاد بأن هناك فروقًا وعناصر موروثة بطبائع الناس وقدراتهم وفقًا لانتمائهم لجماعةٍ أو لعرقٍ ما، وبالتالي تبرير معاملة الأفراد المنتمين لهذه الجماعة بشكلٍ مختلفٍ اجتماعيًا وقانونيًا؛ ووفقًا لذلك فإنه يتم رفض جماعة ما لعرقٍ آخر في نسق اجتماعية كثيرة قد تتسلل لمؤسسات العمل والدراسة والمؤسسات الاجتماعية الأخرى. بالتأكيد أن العنصرية -بجميع مفاهيمها- ليست جديدةً على المجتمعات العالمية، مثل حركة العنصرية ضد اليابانيين في أمريكا خلال الحرب العالمية، وكذلك عنصرية جماعات البدو الناطقة بالهندية - الأوروبية، والتي أنشأت نظام الطبقات، وهو نظام نخبوي تشكل من خلاله النظام الاجتماعي الذي يفصل الغزاة من غيرهم من القبائل أو السكان الأصليين من خلال إنفاذ وفرض الزواج العنصري، وقد كان نظامًا صارمًا يخضع فيه كل شيء لقوانين صارمة، وقد قيد السكان الأصليين بمهنٍ محددةٍ، المهم أن كل تلك العنصرية كانت موجودةً في أنظمة دينية لا تمت بصلةٍ للإسلام، الذي أقام الفضيلة وربطها بالشخص نفسه لا لونه أو جنسه أو طبقته الاجتماعية.
    أول خطوةً لتجاوز «العنصرية القبلية» والتي تعطل تقدم تنمية المجتمع السعودي هو الاعتراف بكونها مشكلةً حقيقية، والعنصرية تختلف تمامًا عن الفخر بالذات؛ لأن لكل شخص الحق في الافتخار بعرقه ولونه واسمه وجنسه ومهنته وحياته.. الفخر يدفع الإنسان للأفضل، والعنصرية تخلق الكره للآخرين بلا أسبابٍ واضحةً. خطوة الاعتراف تبدأ من المسجد والمؤسسات الدينية والمؤسسات الثقافية وعلى رأسها «الحوار الوطني» وكذلك الجامعات السعودية، بعد ذلك يتم إنشاء مركز للدراسات لمواجهة «العنصرية القبلية والمذهبية» يقوم بالتواصل مع المؤسسات الاجتماعية والثقافية من أجل رصد النتائج والحلول والتوعية بمضارها وتقنينها، الخطوة الأخرى هي تحديد «العنصرية القبلية والمذهبية» بفرض قوانين صارمة تعاقب كل من يحاول: توجيه الشتائم، ممارسة العزل العنصري في العمل أو الدراسة. روى ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب الناس يوم فتح مكة فقال: يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها فالناس رجلان بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). رواه الترمذي وصححه الألباني.
    http://www.al-madina.com/node/325761
    من صد جازيته بصده وصديـت** ومن يتبع المقفي يقل احترامـه
    وكانك نويت تذل هالراس اخطيت** والله لتبطي مانزل مـن مقامـه
    انا ترى لاقفيت000 ياهيه اقفيت** ماعاد ارجع لو تقـوم القيامـه
    انا بشموخي عن غرامك تعليـت ***ولاخيرفي حـبٍ يـذل بغرامـه

المواضيع المتشابهه

  1. العنصرية والإبادة الجماعية
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-25-2016, 05:14 PM
  2. العنصرية والإبادة الجماعية
    بواسطة د.غازي حسين في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-29-2014, 08:32 AM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-28-2010, 04:30 AM
  4. زنا مقابل الوظيفه للفتاة فى المجتمع السعودي
    بواسطة مصطفى الطنطاوى في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 04-29-2007, 12:06 PM
  5. الشاعر السعودي شريف بقنة: المجتمع يقصــي الأدب
    بواسطة بنان دركل في المنتدى فرسان الأدبي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-24-2006, 07:52 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •