إسلاميون عُبْط




عبد السلام البسيوني | 25-08-2011 01:06

هربت طوال رمضان من الكتابة في أي شيء عن الواقع السياسي، محافظة على سلامة قلبي، واحترامًا للشهر الكريم، لكن هذا الرجل أثارني وأزعجني وأغضبني هداه الله! فاضطررت لأكتب.. غفر الله لي، ولكم سادتي!

فالأمر حقًّا يدور بين السذاجة والاستهبال:

سذاجة الإسلاميين واستهبال العلمانيين!

العلمانيون تواصوا به - بل هم قوم طاغون - والإسلاميون سذج، أو منخدعون بالله تعالى، أو قليلو خبرة، أو يعانون ضعف ذاكرة مزمن؛ إذ يُلدغون من الجحر نفسه مائة مرة؛ فلا ينتبهون، ولا يحذرون، ولا يتعلمون، كصاحبنا النبيه (اللي خد سبعين قلم على سهوة)!

الخليع المجنون القذافي يصف شعبه كله بأنه مجموعات إرهابية إسلامية، تريد أن تجعل ليبيا دولة إرهابية يحكمها الظواهري وابن لادن... وهو المخلص الوطني الثوري!

عمر سليمان والعادلي، و(زير) السقافة، وبتوع الأحزاب الكرتونية، يرعبون الناس بأفلام إجرامية عن الإسلاميين، ومبارك يخوف من سيطرة الإخوان.. ويتشدق بأنه هو الوحيد الوطني الموثوق به، وصاحب الضربة ف بطنه!

بشار يصف الثوار بأنهم مجموعات إرهابية مسلحة، ويزعم كونه الممانع بن الممانع، الصامد بن الصامد، المتصدي بن المتصدي!

على صالح يتحدث عن القاعدة والحوثيين والبطيخ.. ويرى نفسه الحويط الحريص الواعر أبو العريف والمفهومية!

إسرائيل – ومعها دحلان وعبد ربه وشعث وعباس الحيطة - يتحدثون عن تطرف حماس، وبربريتها، وخيانتها، ويرون أن أزلام عرفات، ورجال (عِبس) هم الأشرف والأعرف، والأتقى والأنقى، والأطهر يدًا، والأنصع تاريخًا!

وقبلهم عبد الناصر/ بورقيبة/ بوخروبة الشهير (بومدين)/ صدام.. تونس.. الجزائر.. تركيا.. طوكر.. واق الواق!

وكثيرًا ما تقوم ثورات، وتثور حركات، ويدفع السذج الإسلاميون لها الثمن باهظًا: أرواحًا تزهق، ودماء تهرق، وتعذيبًا يؤود، وآهات تصعد، وغرمًا يبهظ.. وعند قطف الثمرة يخرج رويبضة، ممن يملكون ناصية الإعلام، فيتكلم عن التطرف، وعن التآمر! ثم (بقدرة الشيطان) يعتلي هو وعصابته الكرسي، ويترأس، ويحكم، ويلغي سجل هؤلاء الذين دفعوا الثمن الحقيقي، ويضربهم في مقتل، ثم ليصير هو البطل والوطني والقومي والسياسي والدبلوماسي وحامي الحمى!

أثار غضبي حديث لعبد الجليل سمعته على الجزيرة، صبيحة انتصار الثوار الليبيين، وفتحهم طرابلس، بعد أن سهرت معهم الليل بطوله إذ لم أطق النوم.. ثم صك مسمعي صوت هذا الإنسان يقول إن في الثورة متطرفين إسلاميين..

يخرب بيتك.. الناس يرقصون من الفرحة، وليل طرابلس نهار، وأصوات التكبير والتحميد والفرحة تملأ الأرض والسماء، ثم تخرج أيها البغيض – كملك الموت – لتسرق الفرح، وتقبض القلب، وتغثي النفس!؟

الناس تهتف: لا إله إلا الله.. القذافي عدو الله/ هذه بدر جديدة/ بركات شهر رمضان/ الله أكبر ولله الحمد.. وأنت تبدأ اللعبة، وتتهم الناس..

عملها عبد الناصر بعد ثورة 52، وكان قبلها قد زار مرشد الإخوان وبايعه هو ورجاله.. ثم اجتاحهم ونكل بهم..

في الجزائر أحرزوا 82 % في الانتخابات فانقلبوا عليهم واجتاحوهم..

وفي تركيا اجتاحوا أربكان وحزبه غير مرة.. حتى جاء أردوجان غصة في حلوقهم، ولو استطاعوا لصوروه قوادًا، أو تاجر مخدرات!

وفي فلسطين اجتاحوا حماس ولا يزالون، وفعلوا بهم الأفاعيل!

وفي تونس اجتاحوا النهضة وشردوا أتباعه ونكلوا بهم..

وفي ليبيا اجتاحهم العقير في حياته وقطع ألسنتهم ومثل بهم في سجونه..

السجون العربية لم تمتلئ بغير هؤلاء الإسلاميين خلال عقود خمسة أو ستة.. بينما كان غيرهم يرقص ويلعب، ويسيح في شرم وأشباهها، ويخترع البطولات الكاذبة مثل الضربة الجوية الأولى بتاع مبارك، وعمادة الحكام العرب للمجنون، والثقافة اللي (بتشر) من صالح، والتدين اللي كان (بينقط) من زين الهاربين (حامى الحمى والدين ، وباني المساجد كما يصفونه ويكتبون عنه في الصحف)!

وهم كانوا يعلنون بصراحة علمانية الدولة، وحربهم للإسلام تحت مسمى التطرف، وكراهيتهم لكل ما هو سني، وحركوا لذلك قنوات وصحفًا وأفلامًا ومسلسلات وشعراءَ بلاطٍ من عبيد إحسان وزارات الثقافة، أو عشاق الكاميرات والمانشيتات، يخترعون لأنفسهم أمجادًا وهمية، وإبداعات (تفطس من الضحك) عندما تعرضها على معايير الإبداع الحقيقي.. لكن الساحة ساحتهم.. والمِلْك مِلكهم.. ومن يجرؤ على الكلام!؟

لماذا هذا أيها الإسلاميون..

مائة مرة تأخذون (أقلام وخوازيق) على غفلة!

مائة مرة تُسرقون ثم تسحلون، وتعذبون، وتكتظ بكم السجون، ويكون غيركم هم الأبطال والمصلحين، وهم الغر الميامين؟

مائة مرة لا تتعلمون، ولا تقرؤون الساحة، وتتأملون الواقع!

مائة مرة تشن عليكم حملات الإقصاء والتهميش والتشويه والترويع، وأنتم تفتحون أفواهكم في بلاهة معجبة مدهشة محيرة!

يتهمكم أبناء الاستباحة بالإقصاء وقد أقصوكم مليون سنة.. ولا من مدافع حقيقي؟!

يتهمونكم بقصف الأقلام وهم الذين أغلقوا الصحف، وقطعوا الألسنة، وسجنوا أصحاب الرأي، وقتلوا بالاشتباه، وصنعوا حزبًا واحدًا تعدديًّا!

يتهمونكم بالطائفية، وهم الذين أشعلوها حربًا بين الإسلام والمسيحية، وبين الصوفية والسلفية، وبين الشعب والحكومة... واسألوا العادلي وحسن عبد الرحمن ووزراء الداخلية السابقين، وإرهابيي أمن الدولة!

يتهمونكم بالترويع والإرهاب، وهجماتهم الليلية على البيوت بجيوش عرمرم تقبض على مراهق في السادسة عشرة شيء عندهم قانوني ومشروع!

يتهمونكم باختراق القوانين، والقانون كان تحت أحذيتهم.. حتى اليوم!

يتهمونكم بالفساد وهم الذين باعوا البلد وسرطنوها وخصخصوها ومصمصوها وخربوها ودمروها، وأصابوها بالفشل الكلوي وفيروس سي والضغط وكل البلاوي اللي خلقها ربنا سبحانه وتعالى!

يتهمونكم بالجمود، وهم الذين شلوا البلاد والعباد وأرجعونا للوراء مليون سنة..

قاتل الله الظلم والظالمين.. ألا تستحون؟!

وهل كان فاروق حسني إسلاميًّا؟ وهل كان سليمان والعادلي وسرور وصفوت وعزمي وعز وعبيد ووالي والفقي وجمال مبارك وأبوه وسائر حرامية الدولة، (مقطعين سجاجيد الصلاة)؟ ألم يكونوا جميعًا علمانيين كارهين للإسلام (وريحته)؟ أم إن منتجعات شرم والغردقة والساحلين كلها كانت مساجد ومدارس للذكر والشكر، والعبادة والزهادة!؟

وكُتاب الفساد، وشعراء البلاط، وصحفيو الحنجلة ومسح الجوح؟ أليسوا جميعًا بين علماني عنيد، ويساري عتيد، ومرتزق مستفيد!؟ هل كانوا إسلاميين من ذوي اللحى، ومن المتنافسين في مسابقة حفظ البخاري؟

وحيد وعلاء حامد وعبد المعطي حجازي وطلب وعفيفي مطر ويوسف إدريس وعصفور والقرشانات إياهن.. أهم شيوخ الإسلام!؟

وهل كان الشيخ عادل إمام، والشيخة يسرا، والأخت إيناس، والحاجة دينا إسلاميين يا ظلمة؟

وهل جرؤ نظامكم الغبي المستبد المتطرف أن يمس عبدة الشيطان، وعصابات الشم من أبناء الحيتان؟ أو همّ أحد بأن يمس البهائيين أو الشواذ أو الملاحدة المتعالنين؟

ألهؤلاء الأمن وللمتدينين الثبور!

ما لكم؟ كيف تحكمون!؟

إن العلمانية قد سرطنت مصر عقودًا طويلة، وتأبى أن تفسح للنور فرجة ولو يسيرة، ويزعمون الخوف من (الإرهابي أبو دقن) كما يرسمه هؤلاء التافهون السخيفون في كاريكاتيراتهم الممولة من الداخل والخارج، وكلامهم اللزج على الشاشات والصفحات، والمنتديات، وصفحات الفيسبوك!

الإسلامي يكسر إشارة مرور – إن وجدت - فتقوم الدنيا ولا تقعد، وفضيلة الشيخ فاروق حسني (حماية) لا حس ولا خبر، والإمام الأكبر عمر سليمان لا يسأل عما يفعل، وسبابو الدين أصلح المواطنين!

يذكرني هذا بأصحاب قائمة العار في ثورة 25 يناير الذين كانوا مفضوحين، ومع هذا لا يزالون (نجومًا متألقين) يؤذون أعيننا على الشاشة كل يوم بوجوههم الصفيقة، وسحنهم الباردة: عمرو أديب، وتامر أمين، ومفيد فوزي، ولميس الحديدي، ومعتز الدمرداش، وهذه الوجوه الصلدة الباردة التي لا تستحي من الله ولا من الناس، ولولا أنها جَلدة على الإسلاميين ما بقيت، ولولا أنها علمانية ما جلست!

ويذكرني بعدد من تهم الدعارة نشرتها الصحف (القومية) وإدمان المخدرات، والفضائح الجنسية، طالت فنانين/ات ومثقفين/ات، ثم بعد شهر أو شهرين إذا بأبطالها وقد ازدادوا نجومية، وازدادوا تألقًا وشهرة، وكثرت عقود عملهم (ن) وظهروا بنيولوك، وصاروا فريضة على كل القنوات نجومًا للتنوير والتغيير، ورموزًا للوطنية والثقافة!

مالكم؟ كيف تحكمون؟

بأي ميزان وأي عدل، وأي عقل!؟

يخرب بيتكم.. قليلاً من الحياء من ربكم/ من دينكم الذي تنتسبون له ولو عن غير رغبتكم/ من التاريخ/ من الحقيقة/ من الوطن المسلم الذي تتشدقون بأنكم تتشدقون بحبه، وتتغنون بالانتماء له!

كفاية.. خربتوها الله.............

إنكم قتلة الوطن الحقيقيون، وكفاكم نفاقًا، وليٍّا بألسنتكم، وطعنًا في الدين!

قليلاً من الحياء يا أزلام العلمانية واليسارية والهيافة! واللا اللي اختشوا ماتوا؟

http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=75132


المقال وما فيه من وعي( مع التحفظ على بعض النقاط)على حقيقة تصدي الانظمة السياسية بمجملها ومحاربتها للإسلام في مقابل ضعف معظم التيارات الاسلامية في طرح الاسلام كبديل للعلمانية والليبرالية الى حد جعل كثيرا من هذه التيارات تتماهى في طرحها مع طروحات اعدائها واعداء الاسلام
وهو ما عزز موقف التيارات المعادية للإسلام
أسأل الله عز وجل ان يعيننا لكي نوصل ا((لإسلام بأحكامه ونظامه وشريعته )) الى الحكم لا من يسمون (الإسلاميين) فقط الى الحكم .. لأن الامة الاسلامية باسلامييها وغيرهم هم من يجب ان يرد لهم سلطانهم المغصوب للحكم بما انزل الله .. وذلك كائن بإذن الله قريبا بعز عزيز أو بذل ذليل


وعلى هامش المقال :


عبد الحكيم بلحاج قائد الهجوم على باب العزيزية.. مقاتل سابق في أفغانستان

http://www.alwatanvoice.com/arabic/n...25/185698.html


عبد الحكيم بلحاج، قائد المجلس العسكري للثوار في طرابلس، الذي ظهر كقائد لعملية تحرير العاصمة الليبية في موقعة باب العزيزية قبل يومين، كان أميرا للجماعة الإسلامية المقاتلة، التي كانت توصف بأنها متطرفة. والجماعة الليبية المقاتلة تأسست في ليبيا في عقد التسعينات من القرن الماضي، وهي تنظيم جهادي أسسته عناصر ليبية بعد عودتها من القتال في أفغانستان. وكان يقود الجماعة الإسلامية المقاتلة من آسيا الوسطى أبو الليث الليبي أحد أبرز مساعدي أسامة بن لادن.

وبلحاج من مواليد عام 1966، وهو خريج هندسة مدنية. ومتزوج من اثنتين؛ مغربية وسودانية. وهاجر إلى أفغانستان عام 1988 مشاركا في الجهاد الأفغاني في ذلك الوقت. وبعدها طاف في عدد من البلدان الإسلامية منها باكستان، وتركيا، والسودان. وكان بلحاج اعتقل في أفغانستان وماليزيا سنة 2004، وحققت معه الاستخبارات الأميركية في تايلاند قبل أن تسلمه لليبيا في العام نفسه، ثم أطلق سراحه في ليبيا سنة 2008. وأعلن بلحاج عن نبذه العنف في 2009.

ويعرف بلحاج في أوساط التيارات الإسلامية باسم «أبي عبد الله الصادق». وتحول من رجل مطارد في الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية إلى بطل حمله الثوار لواء تحرير طرابلس.


...... ماذا يا ترى سيقول عبدالجليل عندما يريد ملاحقة هؤلاء الابطال ؟
هل سيعود عهد الاستبداد وتتبدل الوجوه فقط ؟

عهد الطغيان ولى ولن يعود : اتى الاسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء






عن الدكتور:
أحمد حسونة-مجلة أقلام