عملية السبت وحكاية إسرائيل مع العلم الفلسطيني/ مصطفى ابراهيم
18/2/2018


العلم الفلسطيني ليس رمز وطني فلسطيني فقط، إنما شريك في النضال الفلسطيني ومقاومة الإحتلال الإسرائيلي وفاشيته، ولم تستطع إسرائيل بجبروتها وسطوتها مسحه من الذاكرة الجمعية الفلسطينية، فهو يصدم الاحتلال في كل مكان يرفرف بأجنحته الأربعة، ويعبر عن أنفة الفلسطينيين وشاهد على النكبة وغطرسة الإحتلال.


عملية التفجير أمس السبت الذي اصيب بها أريعه جنود إسرائيليين بإصابات خطيرة وكان العلم الفلسطيني شاهد على ظلم الاحتلال والانتقام والثأر من جنوده الذين سقطوا صرعى معركة العلم المستمرة.
في إسرائيل وعلى الرغم من ان العملية من النمط الكلاسيكي في المقاومة الفلسطينية، الا أن العلم أسقط دولة الإحتلال وغرورها، وهزت العملية كل أركان الدولة وتجند اليمين واليسار لإدانة العملية والرد بقوة على الفلسطينيين في غزة، وإعتبرت الأخطر منذ عدوان العام 2014، والبعض اعبرها الأخطر منذ عملية فتح البوابة في العام 2012، وفجرت قنبلة بترت يدي الكابتن زيف شيلون.
الجيش الإسرائيلي فوجئ بحجم العملية ونقاط الضعف لديه، ولا يستطيع التخلص منها مهما امتلك من القوة والتكنولوجيا، عندما يقرر شعب مقاومة الاحتلال حتى بالطرق التقليدية وتربك الاحتلال وتجعله يعيش في معضلة ويتوقف امام الأسئلة الصعبة واتخاذ العبر من هذه العملية والتي تغني الفلسطينيين عن وسائل أخرى تكون اكثر كلفة للفلسطينيين.
الرد الإسرائيلي لم ينتظر طويلا وبدا أنه كبير باستهداف عدد كبير من مواقع المقاومة كرد فعل وردع فصائل المقاومة من التفكير بتكرار هكذا عمليات موجعة لقوات الاحتلال، وايضا للحفاظ على الاستقرار الامني ومنع الاحتكاك بغرض الاستمرار في بناء الجدار الأرضي للقضاء على انفاق المقاومة التي تدعي إسرائيل أنها سلاح استراتيجي للمقاومة، وتحاول إسرائيل تأجيل العدوان القادم وتلعب على عامل الوقت للانتهاء من بناء الجدار الارض، وتلعب إسرائيل في قطاع غزة مع مرور الوقت، في محاولة لاستكمال بناء الجدار ضد الأنفاق ومنع جولة من التصعيد قبل ذلك.
وتدعي إسرائيل أن لا أهداف إستراتيجية لها في المرحلة الحالية وأن الأولوية هي للخطر القادم من الشمال الذي يعتبر أولوية تسبق غزة، فالحرب هناك ستكون أكثر خطورة وكلفة، وتعتقد إسرائيل أنها باللعب على عامل الوقت أن الامور قد تستمر في الهدوء والسكون ولا يستطيع الفلسطينيين والمقاومة الرد على الجرائم الاسرائيلية المستمرة ضد غزة. وأن قواعد اللعبة تتحكم بها إسرائيل وجاءت العملية كي تقول ان إسرائيل لا تستطيع فرض قواعد جديدة. ربما يكون ذلك مبالغ فيه من قبل الفلسطينيين غير أنهم بإمكاناتهم البسيطة وايمانهم بأنفسهم وقدرتهم على كسر سطوة الاحتلال في هذه المرحلة التاريخية الفارقة وما يحضر للقضية الفلسطينية وخطر تصفيتها والأوضاع الانسانية الكارثية التي يعيشها الفلسطينيين في قطاع غزة والحصار المفروض منذ اكثر من عقد من الزمن بدون أن تدفع إسرائيل ثمنه.
وفي إسرائيل يثار جدل حول الحالة الإنسانية في قطاع غزة، وهناك موقفين الاول يتبناه الجيش والأجهزة الأمنية بضرورة التخفيف من الحصار ومن الحالة الانسانية، والثاني يتبناه وزير الأمن افيغدور ليبرمان ويرفض تقديم أي تسهيلات والتخفيف من الحصار، وتحاول إسرائيل التركيز أن الازمة في القطاع إنسانية وهي تهرب من مسؤولياتها القانونية.
إسرائيل لديها نقاط ضعف كثيرة ويحاول الفلسطينيون إستغلالها وضرب قوات الجيش وعدم السماح له بالاستفراد بغزة، لذا سيعزز من إنتشار قواته وزيادة جرعة الضربات بالقصف لردع الفلسطينيين والمقاومة وأخذ المبادرة مرة أخرى التي فقدها أمس السبت على الحدود الشرقية للقطاع، وسيتخذ الجيش إجراءات أكثر صرامة لمنع المتظاهرين للوصول للسياج الفاصل وتعليق العلم الفلسطيني. وهنا يجب التفكير في أدوات نضالية سلمية جديدة على الحدود، ومنع إسرائيل من تحقيق أهدافها الإستراتيجية في تدمير قطاع غزة وكي وعي الناس.