عيد ميلاد على شاطئ البحر
(عندما يتدخل القدر)

قالت لابنتها و موسم الصيف آخره : لقد أصبح لدينا شاليه جميل على شاطئ البحر، "هيا ارتدي ثيابك فنحن سنذهب في نزهة إلى شاطئ البحر احتفالا بعيد ميلادك، ها قد بلغت الثامنة من عمرك و أصبحت الآن صبية جميلة، ثم نظرت في عينيها و قبلتها، سنتناول السمك المشوي و ستلعبين على الرمال الذهبية وستبنين بيوتا حلوة، ضعي قبعتك الحمراء على رأسك فالشمس حارقة". ساعدتْها مبتسمة فرحة، و عندما انتهت أمسكت بيدها و سارت بها إلى السيارة .
هناك على شاطئ البحر و قرب الشاليه التي ورثتها مؤخرا عن أبيها، جلست الأم مسرورة تراقب طفلتها وهي تلعب بالرمل و تجمع الحصى الملّون والأصداف الجميلة بأشكالها الملفتة إلى أن حان وقت الغذاء فتناولتا السمك الطازج و المايونيز اللذيذ قرب البحر و عادت الصغيرة لجمع الأصداف. و قبل الغروب قالت الأم لابنتها وهي تمسك بيدها: سندخل الشاليه الآن فقد تأخر الوقت. رفضت الفتاة وقالت : يوجد صدفة كبيرة حمراء تحاكي في لونها لون قبعتي، أريدها قبل أن يختطفها الموج . قالت لها الأم : إن تلك الصدفة بعيدة و لا تستطيعين أن تأتي بها و مكانها غير آمن ثم سحبتها من يدها إلى الشاليه.
في الشاليه و بينما كانت الأم تشعل الشمعة الثامنة و قد غرستها في قالب الحلوى الجميل إشعارا ببدء الاحتفال غافلتها الطفلة و انسلَت إلى البحر تبحث عن الصدفة و بسرعة البرق تناقلتها الأمواج موجة إثر موجة إلى أن احتضنها شيخ البحر .
غربت الشمس و بكت الشموع الثمانية على قالب الحلوى حتى ذابت و ذاب قلب الأم حزنا و وانفطر.
عادت وحيدة وانتهت في مصح للأمراض العقلية.