تكرر أمامي منظر الشهيد إبراهيم القاشوش وهم يُسجُّونَه بعد أن اجتثَّ له جُنودُ النظامِ حنجرتَه .. فاستعدتُ الألم الذي ساورني يوم استشهاده فقلت:
لنا ثأرٌ مع الإجرام يا بشار
كذا كانت وصيَّةُ أهلِ تلك الدار
ديارٌ لم يعد فيها سوى الغربان
وقد مَرَّتْ جحافلُ جُنْدِك الأشرار
لنا ثأرٌ لأكبادٍ لنا اعتُقِلوا
وغيَّبَهم ظلامُ السِّجنْ دونَ خَيار
لأطفالٍ بكَوا آباءَهُمْ نَوحاً
بلا ذنبٍ تلبَسَهمْ ولا إقرار
لنا ثأرٌ لحنجرةٍ وقد نُزِعتْ
لِما صَدَحَتْ مِنَ الأقوالِ والأشعار
لنا ثأرٌ لإبراهيمَ يا جسداً
مُسجَّىً مَيِّتاً، يحيى به الثُّوار
وما ذَنْبٌ ولا إثْمٌ وقد غنَّى
ولم يُشهِرْ سوى الألحانِ والأوتار
ولمَّا يمتشقْ إلا قصائدَه
بوجهِ الساقِطِ المستبطنِ الغدّار
حتى ارتقى صوبَ الجنانِ فتىً
شهيداً سيداً من ثلة الأبرار
قاشوش فاهنأ لن نلينَ إلى
أن ننتقم لك من عُتاةِ النار
أغمِضْ قريراً واطمئِّنَ فلا
واللهِ، لن نهدأ بغيرِ الثار
الدكتور طاهر سماق 8/10/2012