مهيض الجناح أغدو
نحو مشكاة الليالي الموحشة
في درب من اليأس خلف درب اليأس
تبادهني أبواب مقفلة
سراب من نجوم، تخنق العبرة
تكتِّمها
وأنا وحدي أستقي
خلف طيف الغيم
أأنتِ
يا أمثولة اللحظات
فوح الغيب يخفق في المكان
لحظاتٍ آفلة
الموت الموصِد للأبواب
وقرع النواقيس يباغتني
ساعةَ الاحتضار
وأنتِ على شرفتك الغريبة
تداعبين خصلات النحيب
أنتِ
والوجود خلفك
عبرة السكون
ولحظة الآتي من حيث لا يأتي
يا تغريدة ذات ناحبة
سلاسلُ الحديد المقفلة
تداعب الأصابع
وقصر العاج
عند أسفل الغروب
عند ملتقى الشفق
يعبث بالسكون
تغريدة الآفاق الحالمة
تلك التي نسجتها
خطواتك اللاهثة خلف اللاشيء
قبل ترنيمة الأسماء
قبل صوت الصمت
تدفئني
تلاقيني
تهمس لي
يا من لم يسر عرش الكآبة يوماً على خافقَيَّ
إلا حيث لقيتها
وما حملتني الموجات
إلا نحو يأسها المعصفر
يا لحظة اللحظات
قِبلة التاريخ
ومزدهى السكون
أنصتي قليلاً
لتلك الرعشة المنبعثة
من حيث تدرين أو لا تدرين
مرة، وأخرى، وثالثة
عند قفر يأسي
تهدَّمت منازل الدخلاء
وأنا ألهث وراء المسافات
...................
فأنصتي
وأنصتي
وأنصتي!