بين الاثنوغرافيا والاثنولوجيا
باسم عبد الحميد حمودي
يعرف الرائد الفولكلوري لطفي الخوري الاثنوغرافيا بانها (ملاحظة وتسجيل المادة الثقافية من الميدان، وهي تعني ايضاً وصف النشاط الثقافي كما يبدو من خلال دراسة الوثائق التاريخية) وهي –الاثنوغرافيا- تختلف عن (الاثنولوجيا) التي تعني (علم الانسان ككائن ثقافي) وهي الدراسة المقارنة للثقافة وتعرف ايضاً بانها (علم الشعوب وثقافتها وتاريخ حياتها كجماعات) دون النظر الى درجة تقدمها الحضاري.
جاء ذلك في كتابه (في علم التراث الشعبي)، وبقدر ما يبدو ذلك صحيحاً فان الاثنوغرافيا تعني ايضاً الدراسة الوصفية لاسلوب الحياة ومجموعة التقاليد والعادات واصناف التراث الشعبي الأخريات جزء منها لدى جماعة معينة وسط مجتمع في زمن محدد.
ان الاثنوغرافيا تعني اعمال الباحثين الفولكلوريين وسواهم الذين بحثوا طبائع الشعوب وعاداتها وتقاليدها ودورة حيواتها، فيما تشتغل الاثنولوجيا بالدراسة التحليلية والمقارنة للمادة الاثنوغرافية ولذا، فانهما تكملان بعضهما.
ان الاثنوغرافي يقدم المادة الميدانية بشكل وصفي بعد جمعها وفق معايير خاصة، فاذا بدأ الاثنولوجي عمله قام بالتحليل والمقارنة.
وعلى هذا الاساس فان العمل داخل ميدان الثقافة الشعبية يحتوي الجانبين، باعتبار ان الجهد الرئيسي للفولكلوري والمؤرخ الجامع والرحالة هو جمع المادة موضع العمل في حين يقوم الاثنولوجي بالاعتماد على تلك المادة الخام من اجل التحليل والمقارنة ووضع المادة الاساس في اطارها العلمي الذي يعتمد الاستشراف ومنهجية العمل.