منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3

العرض المتطور

  1. #1

    طووو ط لك / مجموعة نقط لوفاء

    في قلب النقطة،،
    نقطة كل الأشياء.
    -------------------------------------------

    طوووووووووووووووو
    طـٌ
    لكَ....
    -------------------------------


    كرسيٌّ رابع بثلاث قوائم،،،، حيوان أعرج.

    عامر....
    أنا عامر الذي لا تكتمل رجولته إلا بالوحدة.
    هنا بدايتي،، من تعبهم حين يجيئون الى عربات القطار وعيونهم في اتجاه واحد.
    نقطة اللقاء أو بدايته الأولى،، وإن تكاثف المطر فوق الزجاج أو اشتد الحر على قلوبهم .
    في مغامراتهم مع الوقت يحاولن الدخول إلى أرواهحم لاقتناص صورة المواعيد ، صورة اليد وماء اللحظات الراجف بين الكفــَّين،، صورةالحبيبة،،الزوجة ،،الأم ،، الكهل، وصور التوابيت التي ستقلَّها السيارات إلى تربتها الأخيرة.

    تتداخل الصور بين العربات وتعتدل الخارطة ليظهر الوطن المفرَّغ من كريات دمه الحمراء والباقي أصفر كوجوه المتعبين من المنافي والعائدين إلى ذويهم ..
    الأوطان لا تبادل أبناءها الألوان،، لكنهم يبادلونها لون بشراتهم وقلوبهم وعرق الجباه.

    المتعبون دائما ينودون من شيء واحد،، وربما من كل الأشياء التي أثقلتهم فلم تعد أجسادهم تحمل ثقل رؤوسهم لذا راحت تترنح وحدها كصائم في أرجوحة،، حتما ليست في أراجيح العيد ،، والصائم حين يهتزّ بأرجوحة أيّامه يستفرغ عصير روحه.

    من الصفير يستفيد كثيرون لأنهم لا يسمعون أصوات خطاياهم حين ينطلق القطار من مدينة جنوبية إلى العاصمة.
    كل الأصوات تتلاشى وقت انطلقُ وأعلن السفر،، حتى صرخة العروس التي غمرها اهتزاز العربات باهتزاز جسدها المُختَرق.

    صوتي،، لماذا لا أعطيه حريته إلا في مرحلة ارتفاع الصفير؟؟؟؟
    لا يحتاج إلى أربع علامات استفهام،،بل إلى كل النقاط التي نامت تحت علاماتها الإستفاهمية.

    عامر وحده يغني للصفير وصوت سكـِّة الحديد ،، قد يأكل دون جوع ودون حاجة له في الأكل،، يأكل ليقتل عامر الملول فيه،،عامر الوحيد داخل أضلاعه،، عامر التائه بعامر،، هل صحيح أنا عامر؟

    عامر يحمل جسد المدينة ويتوه فيها،،لا يجد غير اللكمات،، يسأل عن عامر يغلق باب غرفته عليه ويبكي في حضنه،،فإلى أي عامر ترنو ياعمر؟

    وقت ينزل عروسان في محطة ،، أقرأ عيون المنتظرين وزغاريدهم،، وأبتسم لحياتهما الجديدة... أحياناً أكتفي بظلّ.

    كل راكب له محطته ومَن ينتظره،، له وجهته باتجاه شراع ،،يدخل بيته مثلاً ليغتسل ،، تنفض وجعه امرأة وتلتصق به..

    الخيالات كثيرة والتوقعات أكثر على أرض الواقع...
    أقف عند محطة العاصمة ،، تفرغ العربات من هموم راكبيها ،، تفرغ الهموم من قلوب حامليها،، وأنا تفرغ ساعاتي من دقائقها لتصبح مجرد ساعات متلاحقة،، ساعات يتيمة،، أهرب منها إلى موعد رحلة الرجوع إلى الجنوب وأولول:
    - متى يرجعون.
    ضد الساعات أقاوم دقائقي،،ضد الساحات والأرصفة المسنونة.
    يختبئ خوفي في صدري،، وأصبح بيتا مخلوع الأبواب أصارع خيالي وحدي.

    لا مرآة لي لأضع فيها الضفة الأخرى من وجهي،، كسرت مرايا داري، أحلق ذقني لدى الحلاق وأغمض عيني حتى لا أرى عامر في مرآته.

    أمشي بخطوات معروفة كل يوم ،، من الدار إلى المحطة وبالعكس وأهرس أيَّامي،، أما أحلامي فقد وضعتها في الأدراج المهملة ولم أعد إليها بعد تجربة عقيمة... اللقاء يُطفئ العطش ويُخرس البوح،، ومَن عشقتها هوت جسدي المخذول وفضحته عندما وجدته تخشب على أغلاله.

    تغويني المحطات والصفير،،أعدها بعدد أيَّامي وأنتخب منها ما يـُنسيني نفسي.
    عند محطة الجنوب أتوسَّل تلك اللئيمة،، ساعة الصفير لتأخذني منـِّي إلى صدرها المدوِّي.

    كيف هو احتضان الدوي؟؟ ما هو شكله؟؟ ماهي رائحته؟؟ ما هو وسعه؟؟
    كيف تلتوي أمنياتي بين ذراعيه ليقذفها إلى كلب الهواء المسعور بسرعة القطار؟
    أنا ائتلفت الدوي وأصبحت ابنه الشرعي .
    قال لي مرة :
    - اخلع عنك عامر... فخلعته.
    أعاد الكرَّة:
    - ابعد عنك النساء...
    فأبعدتهن ... ما حاجتي لهن وأزرق النعاس ينام في النصف الأسفل من جسد عامر المنهك.
    حين طلب مني ألاَّ أكثر من إنجاب الأطفال إثناء حديثه ،، ضحكت بصوت عال،، عال جداً بحيث صمتَ الصفير لحظات كي يسمعني ورجع لينتصر عليّ .

    سألني إثناء احتكاك السكـَّة بالعجلات واحتدامهما:
    - لماذا تعدّ إلى ثلاثة كلما نظرتَ من النافذة؟ لماذا ثلاثة فقط؟
    أجبته:
    - أفرح حين أرى بيوتاً تركض خلفي مسرعة فأختطف ارتعاش الضوء من نوافذ بعيدة،، وإن لم أكمل العد لثلاثة.
    حين استوحشُ وجهي،، أرى جسدي يركض مع الأشجار فأفرح لأنه يرقص... ربما يستجدي الفرحة من نافذة في قاطرة.

    مَن مثلي يحادثه الدوي ويكلمه الصفير؟؟ اليس من حقي الكلام بصوت عال هنا؟؟

    فعلا ، من حقه أن يعلو،، صوتي المسكين وأدته الحياة حين ولادة عسيرة على يد قابلة خرساء،، قابلة أشارت بيدها عن اسمي لتدوِّنه في قسيمة الولادة وتقدِّمها بعدها لدائرة النفوس.
    هذا يعني أنني ابتدأتُ بإشارة والظاهر سأبقى محض إشارة.

    أنا الآن بحاجة لصمت تلك القابلة،،قد استنتج منه جواباً لسؤال يراودني؟
    - لماذا قست عليَّ الحياة؟
    - لماذا تُسرق منا الحياة؟ نحن أبناء الخيبة من صنع الله أيضاً.

    لم نفعل شيئاً يؤذي الآخرين،،مع هذا لا شيء يجعلنا كالآخرين،، همومنا الصغيرة لا تعني أحداً وكل خياراتنا معدومة.
    لا فراش معطّر ولا زوجة نضع همومنا بحجرها ونغفو،، لا طفل يُكنـَّى باسمنا،،ولا صديق تأسره حكايانا.

    الشارع يدعونا فنستسلم لأمره هو الوحيد يجعلنا نشعر كأننا في كف مليئة بالرحمة..والضجيج صديقنا الأليف.
    حتى حواسيَّ الحيَّة لبست حدادها وانتعلت دفـَّة الشارع.. تاريخ منسي نحن ،نحمل فقراً وبؤساً ونقف لنفك زمام الفقر.
    أتـُرانا نترك على الأرض علامة؟؟
    يضحك الظلام علينا مثل نساء الليل،، تضحك عليهن السنة الجميع بعد أن يمتصوا رحيق أنوثتهن.

    أشتهي يوماً موعداً لأنثى،، أسمع نبضات قلبها البكر،، ألهث بقـُبلتها،،أعدّ خطواتها خطوة خطوة،، وتستقبلني قائلة:
    - حبيبي،، بهاؤك ينشر فرحاً مفعماً بالمسك،، فأحتضنها ناسياً الدنيا كلها.. لكني أصحو على صوت،،،، طوووووط،،،،،طوووووط،،،أتساءل:
    أكل هذا الطووووووووط لعامر؟
    أين ال " النقط النورانية" لتنير لي حياتي؟
    الصراط مستقيم ومن مشى عليه دخل الجنة.
    أيتها الجنة العامرة بالنقاط،،، الصراط بلا نقطة.
    الطووووووووط بلا نقطة تنقصها رائحة الخبز كي تقرأ أحلام البيوت النائمة بجوعها.

    كم نقطة تنقصني لأصل الصراط؟

  2. #2
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    البصرة-العراق
    المشاركات
    1,840
    حلم بماذا يكون حين لانكون نص موفق وممتع أ. غادة سررت بحرفك لاعدمناك محبتي واحترامي ايتها المبدعة المتألقة مرئد

  3. #3
    الاخ الفاضل
    مؤيد البصري

    كل الشكر والتقدير على ردك الكريم
    ودعواتي لك بدوام النجاح والتوفيق


المواضيع المتشابهه

  1. مجموعة كتب قيمة
    بواسطة راما في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-30-2013, 04:18 AM
  2. بيت الطين / لوفاء
    بواسطة وفاء عبدالرزاق في المنتدى فرسان النثر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 12-19-2011, 08:33 PM
  3. غزو جراد / لوفاء
    بواسطة وفاء عبدالرزاق في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-27-2011, 11:55 AM
  4. سماء صماء / مجموعة نقط لوفاء
    بواسطة وفاء عبدالرزاق في المنتدى فرسان القصة القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-27-2011, 11:39 AM
  5. أنفال ( علي جاسم )
    بواسطة علي جاسم في المنتدى فرسان الشعر الشعبي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-25-2010, 10:26 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •