يحل الربيع في القطب الشمالي "مبكرا بأسابيع" في الوقت الحاضر مقارنة بمواعيد قدومه في العقود الماضية، وفقا لفريق من الباحثين الدنمركيين.
فالثلوج في منطقة جريلاند تذوب الآن بمعدل 14.6 يوما مبكرا مقارنة بوقت حلول فصل الربيع في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، مع إزهار النبات ووضع الطيور لبيضها.
وحذر الفريق العلمي من أن التغيير الملاحظ قد يخلّ بالنظام البيئي للمنطقة، مما ينعكس سلبا على استمرارية بعض الفصائل الحية على المدى الطويل.
وقد نشرت نتائج أبحاث الفريق الدانمركي في مجلة "كارنت بيولوجي".
وقام العلماء بتقييم مدى تغيّر سلوك بعض الحيوانات جراء التغيير المناخي في زاكنبورج، شمال شرق جرينلاند، بين 1996 و2005.
إذ راقب فريق الباحثين 21 نوعا من الأحياء - 6 نباتات، و12 حشرة، و3 أنواع من الطيور- وتبين لهم أن هذه الكائنات الحية قد أزهرت أو برزت أو وضعت بيضها مبكرا تماشيا مع ذوبان الثلوج المبكر.
وقال أحد المشاركين في صياغة التقرير العلمي، توكي هووي، من جامعة آرهوس: " إننا اندهشنا بشكل خاص عندما رأينا هذه الاتجاهات موجودة بشكل قوي اعتبارا بأن فترة الصيف قصيرة جدا في مناطق القطب الشمالي العليا- بحيث هناك ما بين ثلاثة وأربعة أشهر من بداية ذوبان الثلوج إلى تكوينها من جديد".
فائزون وخاسرون
وألمح الدكتور هووي إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة، الذي يزداد بضعف مستوى المعدلات العالمية، قد يؤثر على استقرار النظام البيئي في المستقبل.
وقال العالم المشارك في كتابة التقرير: "إن هذا الأمر قد يبدو للوهلة الأولى كنتيجة إيجابية لأنه يمدد فصل الصيف، مما يفرض الاحتمال بأنه يساعد على نمو هذه الأحياء".
ويضيف الباحث هووي أنه " على المدى البعيد، من المحتمل أن نرى أنواعا من الكائنات الحية من جنوب الكرة الأرضية تأتي لتستقر في المنطقة مما سيخلق منافسة على الغذاء".
وأقر الباحث الدنمركي بأن البعض قد يعتبرون العشر سنوات التي غطتها هذه الدراسة العلمية لا تكفي للوصول إلى هذه النتائج.
لكنه يقول إن التغيير في السلوك قد لوحظ على أنواع كثيرة من الأحياء، وإن النتائج خضعت لفحص من أخصائيين مستقلين الذين أعربوا عن رضاهم عن تناسق النتائج.
وقال هووي لبي بي سي: "إنهم (المراقبون المستقلون) قد حبذوا لو كانت فترة الدراسة أطول، ونحن كذلك نحبذ ذلك".
لكن الباحث أردف يقول "إنه في انتظار القيام بدراسة لعشرة سنوات أخرى، من المفيد أن نعلن عن هذه النتائج الآن".
وقال هووي إن هذا الاكتشاف، الذي وصف بأنه الأول من نوعه يأتي من مناطق القطب الشمالي العليا، يوسع الصورة العالمية للتغييرات في سلوكيات بعض الكائنات الحية.
يذكر أنه في أغسطس/ تموز الماضي، قام علماء من 17 دولة بدراسة 125 ألف نوع من الكائنات، بما فيها561 نوعا من مختلف أنحاء أوروبا.
وتوصل الباحثون إلى أن هناك تغيّر في الفصول الطبيعية في القارة الأوروبية، بحيث يُقبل الربيع بحوالي ستة إلى ثمانية أسابيع مبكرا مقارنة بالثلاثين سنة الماضية.