في الكويت لم تجر الرياح كما اشتهاها المشاركون في العرس الذي اقيم في صالة مطلة على شارع الخليج مساء امس، بعد ان «أفسد» رجال المباحث والامن على المحتفين بالعرس الخاص جدا ليلتهم.
ووصف رجل امن شارك في عملية المداهمة «ما حدث بأن هؤلاء المحتفين كمثل الغراب الذي حاول تقليد مشية الطاووس وأضاع مشيته، على اعتبار ان المحتفين من الجنس الثالث ذكورا واناثا».
ما حدث ان قرابة 150 شخصا او اكثر كانوا ولجوا مكان الحفل بكل اطمئنان، ولجوه بكامل اناقتهم وتزيا «الرجال» منهم بزي النساء، و«النساء» ارتدين الملابس الرجالية.
فعلا اختلط الحابل بالنابل، بالشكل والمضمون، عندما وافق «المختلفون مع ذواتهم» بأن يظهر كل منهم كما يتمنى أن يكون عليه أمر حضوره اجتماعيا وممارسته لدوره، فمن ولد ذكرا ويريد أن يكون امرأة ارتدى ملابسها في حفل العرس، ومنهم من بان عليه أنه أجرى عملية تحول وانتقل الى صفوف «نون النسوة» شكلا ومضمونا. وكذلك الامر بالنسبة للواتي ولدن اناثا وارتأين أن يكن في معسكر الخشونة وتزين بزي الرجال، وجئن إلى الحفل لحضور زفاف اثنين من الجنس الثالث.
رجال المباحث اصحاب العيون المفتحة والاذان المفتحة اكثر واكثر ضربوا الطوق حول مكان الحفل «الجنوسي» وتريثوا حتى امتلأت الصالة بهم.
رجال المباحث الذين اخذوا يراقبون عن بعد حركة الداخلين إلى الحفل استغربوا العدد الهائل من الجنوس «اناثا وذكورا»، واستغربوا اكثر لطريقة الملابس، فغالبية الطامحات بأن يصبحن رجالا ارتدين الملابس الرجالية، فيما ارتدى الرجال الذين يحلمون بأن يكونوا اناثا التنانير القصيرة، ووضعوا الشعور المستعارة، هذا بالنسبة للبعض، اما البعض الاخر منهم فبدا وكأنه امرأة حقيقية.
عند باب الحفل كانت الرقابة «الجنوسية» على أشدها، إذ منع الدخول على اي «متطفل» وأي شخص لا يحمل بطاقة دعوة، حتى حصلت الدعوة الامنية، ودهمت قوة من رجال مباحث السالمية، و«افرنقع» الحفل، واشتعلت الصالة عويلا رجاليا بصوت نسائي، ونحيبا نسائيا بصوت رجالي.
ومثل سرب طيور غراب دهمها صياد جفلت ومن دون وعي، راح الجنوس من الجنسين «الطيران» في كل اتجاه، فمنهم أو منهن من اصطدم بحائط، ومنهم من وصل إلى باب الطوارئ ودلف نافدا بريشه زحلقة على السلالم، ومنهم من اختار المطبخ ملاذا. وبدأت المطاردة المباحثية إلى الجنوس في كل اتجاه، حتى وصلت إلى الشوارع المحيطة بالصالة والمجمعات التجارية. ومن لم يتمكن من الفرار استسلم للامر الواقع بعد ان اختبأ وراء الستائر والطاولات والكراسي، طالبا الرحمة والعفو والصفح.
وفي وقت كان فيه احد رجال المباحث ممسكا بيد احدهم وهو في الواقع احداهن، جاء رجل يرتدي الملابس الرجالية واتضح بأنها انثى وليست رجلا، وقالت لرجل الامن: «ارجوك هذي اختي، انزلها».
منقول