يطالعنا دوما في السرد العراقي أمران اثنان بل ثلاثة غالبا:
1- جرأة الطرح
2-الاشتغال على اللغة.
3- تجديد البنية الفنية في البناء الروائي
في رواية :شباك امينة للروائي العراقي أسعد اللامي .يطالعنا تعدد الاصوات الروائية في المراة العراقية العائدة من الغربة لتجد وطنها جريحا ولم تتجدد رؤاه ولا وجدت ما يبشر بتفاؤل, وصوت السوداني الذي سمع بحضور بوش للعراق فأتى ليغتاله فإذا بأمله يتبدد ويموت التونسي الذي كام معه بدلا عنه, لنرى أن المرأة ماهي إلا في مصح عقلي وأن الابنة هي من ستكتب الرواية , وقد كانت لعبة قوية, ولافتة وهنا يطيب لنا القول, ان اللعبة الروائية ماهي إلى قدح في زناد فكر القارئ لتبث فيه عامل لتشويق ولإعمال الفكر ولفت النظر للذكاء الروائي , خاصة إن كانت الرواية إنسانية .
لكن تشويشا في السرد كان من خلال التنقل بين المشاهد جعلتنا نهرول وراء القاص لكي نفهم غايته...
وفي النهاية نتخيله يقول: ما هكذا يبرأ الوطن...نحن بحاجة لفكر متفتح غني يعرف الماضي ويتعلم منه...وربما كان أكثر من هذا..[1]
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

هنا يمكننا الاستشهاد بعدة أعمال عراقية تبين لنا تلك الفكرة وتجسدها تماما:
فالإبداع العراقي الذي كان يملك لغة قوية في السرد ونهجا خاصا يملك من الواقعية الشبكية إمكانات هامة في هذا السياق ويملك كاميرا بانورامية دوما تجعلك متأثرا به شئت ام أبيت, كانت رواية قبل اكتمال القرن... عن واقع العراق قبل النفط والفقر والعوز والجهل, كان وصفا للحياة المستنقعية آنذاك لافتا وصادقا وجريئا بلغة جزلة جدا وطريقة سرد مشوقة حتى آخر حرف.
وتعتبر الروائية ذكرى محمد نادر من الكاتبات العراقيات القلائل اللواتي أمسكن عصى السرد من المنتصف, فجمعت ما بين طرح قضايا حساسة عراقية واقعية, في زمن لم يكن النفط واردا أساسيا في البلاد وكيف عاشت زمن الفقر والجهل والنزاع ضد الاستعمار والخونة نجده في روايتها :
قبل اكتمال القرن, والتي تملك قدرا كبيرا من الجرأة في الطرح, والواقعية في السرد, ونبش ما كان مسكوتا عنه قديما, بصدق النقل , وعفوية اللغة وجزالتها بذات الوقت, ناهيك عن شبكية العلاقات فيها وبانورامية اللقطات.[2]
على غرار هذا نجد أن بعض الطرح كان حداثيا جدا قدم ما يعانيه الكاتب عبر الشابكة العنكبوتية من متاعب يجد فيها متنفسا في علاقاته الاجتماعية وحتى المصلحية في ظل وطن ينهار, نجده في رواية الأديبة الحداثية: صبيحة شبر و رواية : فاقة تتعاظم وشعور يندثر
وجرأة الطرح عن خفايا النت وزلاته و مهاويه, عن طريق سيرة ذاتية لصيقة تقدمها الكاتبة بصدق رغم قصور العامل الفني فيها عن بلوغ الجزالة والقوة.[3]
بينما نجد عند الكاتب العراقي الحداثي: أسعد اللامي في رواية : شباك أمينة , الذي لم نجد شباكها كما في رواية في انتظار غودوت, حيث طرح الظروف الحالية في العراق وتخبط الناس بين تيارات دينية ولا دينية غير عابئة بالوطن أصلا ولا تشعر بشعور مواطن فقد الأمان والاطمئنان فيه, بأسلوب رشيق ولغة جزلة , ومعالجة متقطعة الجهد لم تمسك الرواية بقوة التشويق ولا بتماسك النسيج الفني, لكنها كانت تطرح جرحا قاتما أسودا جديرا بالطرح بين جمهور لم يعد يعرف من هو المحق.
في نهاية تحليلنا ورغم اننا أعطينا نماذج مختلفة من المبدعين, إلا ان الملاحظ أن غالبية الكتاب متأثرين اكثر منهم مؤثرين, يعالجون القضايا الاجتماعية انطباعيا غالبا لا إصلاحيا, وفي كل مذهب إبداعي خاص, له فضاءاته الخاصة والأجواء المعبرة عنه بصدق.



[1] دراسة وافية عن العمل عبر هذا الرابط:
http://alsabaah.iq/ArticleShow.aspx?ID=72604


[2] كان لنا دراسة حولها عبر الرابط: http://www.omferas.com/vb/t28436/



[3] دراستنا حولها: عبر الرابط:
http://www.omferas.com/vb/t52217/
ريمه الخاني 19-8-2014