عش الغراب:للناشئة
أخذ الوالد أولاده في نزهة قصيرة قرب الجبل الأخضر البعيد عن لب المدينة,ليريهم الطبيعة بعدما أرهقت عيونهم الدراسة والشاشات التي من حولهم...
كانت الطبيعة الساحرة تغني ترقص..مافيها رائحة دماء انتشرت في الآونة الأخيرة بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
كانت رائحة الزيزفون من حولهم تفوح بسحر مابعده سحر..والوالدة تشرح لهم فوائد تلك النباتات العطرة.
أما زهر المسكة الذي يزهر في تلك الآونة من الربيع يترك منظرا بديعا ولا أروع ولاأحلى..
سأل أوس سؤالا لافتا حينها خاصة وأشعة الشمس الدافئة تغمرهم بأشعتها الرائعة:
-مالفرق مابين التأمل والاعتكاف؟
-سؤال قوي أتى في وقته..أظن أن الأول عام والثاني خاص
-كيف ذلك؟
-الاول هو التفكر بخلق الله والكون ,والثاني له علاقة بالعبادة.
-شكرا ياوالدي.
-انظروا لعش الغراب هذا في تلك الشجرة.
-فعلا إنه عش غراب يا سبحان الله كبير وفي أعلى الشجرة.
-لا لا ..ليس هذا ما أعنيه ,كنت أعني بعش الغراب تلكم الفطور الطبيعية الكبيرة النامية على جوانب جذع الشجرة!!


-فطور؟وعلى جذع الشجرة؟
-نعم عندما تتعفن جوانب من الشجرة وتهمل تنمو الطفيليات وتكبر..
-هذا هو واقعنا المرير...لقد فاحت رائحتنا وتعفنت جوانب من مجتمعنا..يكفينا اتهاما للغرب..
-...؟!
عندما دوى صوت قوي من بعيد...طارت العصافير..وهرع البشر يتراكضون...وعلت الأصوات ...
تناثرت الدماء هنا وهناك ..وبعد وقت من الدهشة والاختباء الحائر....
هدأت الأصوات وفرغت الشوارع وعدنا لاندري كيف.
ريمه الخاني 29-3-2013