مع طبيب الأسنان/ د. ضياء الدين الجماس
ضِرْسِي حَبيبي لقدْ مَزَّقْتني ألَمَاً .... أغذوكَ طيباً وتَنْسى الوِدَّ أحـيانا
أسْـتاكُ في عَجَلٍ كي لا تُعاتبَني ....... وَتطْلُبُ الحُلْوَ والأثـمارَ ألـوانا
تُعَجِّل الطَّحْنَ في هَرْسٍ كَمَطْحَنَةٍ ......وتَعْزِفُ اللحن حينَ المَضغِ ألْحانا
وذا شريكٌ من الأحياءِ يُـبْهجُهُ ..... مَنْ يَتْرُك الثَّغْرَ دونَ الغَسْلِ نَسْيَانا
فَيَنْخرُ السِّنَّ كي يَحْمي عَشيرَتَهُ..... بئسَ العَدُوُّ إذا ما ضافَ إنســانا
يا مُصْلِحَ السِّنِّ لا تَغْفُلْ عُفُونَتها ..... وأَتْـقِنِ الحَفْرَ إنْ عالَجْتَ أسنانا
وطَهِّرْ الجَذْرَ إنْ تتركْ بهِ عَفَنَاً ..... يُشْعِلْ لهيباً ويَغْـدُو الرأسُ بُركاناً
إنْ تَحْشُ سِنَّاً بأخلاطٍ تُناسِبُهُ ..... والتاجُ منْ خَزَفِ يَجْعَلْه زَهْـوانا
وارحمْ بطفل إذا ما حلَّ ضيفَكُمُ .... إنْ تُبْـدِ مِنْ حُقَنٍ تَجْعَلْهُ فَزْعَــــانا
أو قَدْ ترى بُـقَعَاً تفشو بمَقْعَدِهِ ...... عالِجْهُ في لُطُفٍ تولـيهِ إحسانا
لَوْنُ السَّوادِ بأسنانٍ له أُكِلتْ ..... طـيبُ المعاشِ لجـرثــــومٍ لَـهُ بانا
آنِسْهُ منْ لَغَطِ الآلاتِ يُرْهـِبُهُ ..... واحفرْ بضرسٍ له قَدْ باتَ خَدْرانا
إنْ كان من لـَبَنٍ والجَذْرُ يؤْلِمُه ..... فاقلـعْهُ في عَجَلٍ ينساهُ نِسيانا
واترك مكاناً له في حفظِ حافظةٍ ..... والثَّغْر يبقى قويماً أو كما كانا
مِنْ تَحْـتِهِ بَدَلٌ يَبْقَى مَدَى عُمُرٍ..... ما دام في أَلَقٍ يستاكُ ضَحْكانا
حافـظ على دُرَرٍ كالثلجِ في قِمَمٍ ....... وريحُها عَـطِرٌ يجتازُ بُـستانا
د. ضياء الدين الجماس