أيتها الشهرزاد التي يكبّلني ذلك البريق الطالع من زيتون عينيها، كأنها أشجار بلادي، تندف فوقي ريحها الطيّب، فأستريح في زحمة أوراقها وفروعها.!
تطبق كفاي على حفنة تراب، حمراء وسمراء مقدسيّة، يرموكية، ساحليّة.. أتحسس فيها بياض روحك، فأغيب حتى آخر عرق في جسدي، أشّم في غبارها عبق الغار الطافح من شعرك.
لا تسأليني كيف حدث ما حدث، هكذا مثل إطلالة الشمس، مثل سقطة عصفور ضعيف بين مخالب الجوارح..
هي حالة لا أملك منها فكاكاً، تمتلكني، تقتحمني، تحتلّني.
ومثل طفل يبعدونه عن ثدي أمّه يقاوم، فأقاوم.. يبكي، ولا أبكي.
...
ألم أقل لك إنني أضعت دموعي فوق أسلاك سرقت في ظلام ليل طفولتي وبذور عشقي.! واستهلكت قراري.! أكاد أن أفرّ منها كلما غاص بي شوط العمر، لكنها تتمكّن مني في كل حين.
أتدرين.. أحسّك مثل الجرح الذي يغري بلمسه كلما اقترب من الشفاء، أراك قدري.
تأخرتِ يا حبيبتي، تأخرتِ.. ثم في لحظة سحريّةً تدفّقتِ مثل مواكب النصر.
ع.ك