هذا البيت الشامخ بعمله والذي يمثل منارة كالبدر في كبد الصحراء- في محافظة بدر التابعة للمدينة المنورة- يخدم عموم الناس بهدوء وتواضع، ويهب كل عامل فيه صفة لها مميزاتها في الإسلام أن يسمى العامل فيها بدرياً منسوباُ إلى هذه الأرض المباركة ذات التاريخ الجليل الذي يعتبر بداية تأسيس الأمة الإسلامية المباركة بانتصارها الأول في معركة بدر العظمى التي أعطت دروساً لعظام قادة الجيوش في العالم.
طلب مني الأخوة الزملاء وصف هذه البقعة التي تضم أسرة جميلة من الأطباء والممرضين والعاملين يميزهم الإخلاص في العمل الإنساني الجليل في وسط الصحراء القاسية..
فكانت بفضل الله هذه القصيدة المتواضعة بعد غيبة عن كتابة الشعر .. أرجو أن يكون فيها فائدة




البَيْتُ البَدْرِيُّ




بَيْتٌ جَميـلٌ كمـا الأنْـوارُ طلَّتُـهُ=كالبدْرِ في لُجَّةِ الصَّحْـرَاءِ والظُّلَـمِ


بَدْرٌ لِبَدْرٍ كما الأفـلاكُ فـي فَلَـكٍ= كلٌ يَراها فيَجْنِي الخَيْرَ مـن نِعَـمِ


إنِّي شُغِفْتُ بِهـا أرنُـو لرَوْعَتِهـا=ما أجملَ الرُّوحَ مِنْ عِلْمٍ ومِنْ قِيَـمِ


فاحَتْ مَداخِلُها عِطراً وقَدْ بسمَـتْ=في عَيْنِها حَوَرٌ يشفي مِنَ السَّقَـمِ


فيها جُمانٌ بدا كالطَّوْقِ في عُنُـقٍ=في كلِّ لؤلـؤة نـورٌ مـن الهِمَـمِ


عبدُ الحميدِ الذي إن رُمْتَـهُ كَمِـداً=كانَ الرِّواءَ لِقَفْْـرِ الأرضِ كالدِّيَـمِ


وعابدٌ قَدْ بَدَى شَمْسَاً لـذي كُـرَبٍ=كالطِّيبِ يَشْفي عَصِيَّ الدَّاءِ من غَمَمِ


هـذا زكـيٌّ وبالأطفـالِ دَيْـدَنُـه=يشدو بعِلْمٍ ويعلـو عالـيَ القِمَـمِ


وهانئ القلـبِ وابْراهيـمُ شُعْلَتُنـا=في الثغْرِ بسمَتُهم والأنفُ في شَمَمِ


وأيْمنٌ قد بدا مـن طـول خبرتـه=طوداً شَموخاً شُموخَ النيلِ والهَـرَمِ


وأشـرفٌ دُرَرٌ تلقـاهُ فِـي ألَــقٍ=للعِلْمِ يُصْغِي وللجُهَّالِ فـي صَمَـمِ


فينـا مُحمَّـدُ والمحمـودُ قدوتنـا=رضْوانُ راضٍ بما يأتي من القَسَـمِ


والعَظم إنْ كُسِرَتْ هذا إيـاد لهـا=وجابـرُ الكَسْـرِ جَبَّـارٌ لِمُنْثَـلِـم


ما أجملَ الجِلْدَ في طـبٍّ لسالكنـا=والجلدُ يَشْهَدُ حقـاً واضـحَ الكَلِـم


والياسِرَانِ لقـد جـاءا بحاتِمهـم=كلٌّ كريمٌ عَمِيـمُ الجـودِ والكَـرم


سَجَّادُ، شاكيلُ ما أحلـى رَطانتهـم=هذا عصامٌ مُزيـلُ الكَـرْبِ والألـم


إنِّـي سعيـدٌ بحـبِّ الله خادِمُهـم=وخادمُ الحُـرِّ حُـرُّ القَيْـدِ والقَلـمِ


نعْمَ الرِّجالُ تَذُودُ الجِسْمَ عنْ مَرَضٍ=كالأمِّ تَحْمـي وليـداً لَيِّـنَ النَّسَـمِ


هذي الفَرَاشُ من التمريضِ زهوتنا=ما لِي أراني كأنِّي اليومَ في حُلُـمِ


فيها الملائكُ قَدْ باتت لَهـا حرسـاً=ياربِّ فاحفظْ بها الشاكين مِنْ كَلِـمِ


واحفظ فريقاً بها قد باتَ يَخْدِمُهـا=بزينةِ العِلْـمِ كـلٌ صـارَ كالعَلَـمِ


واجعلْ لنا في الهُدى نوراً ومَرْحَمَةً=نلقاكَ يومـاً بِغُفـرانٍ لـذي نَـدَمِ





الدكتور ضياء الدين الجماس
3 / 6 / 1430
27 / 5 / 2009