رمضانيات...... حبيبة رسول الله/محمد حبش
الرجل الذي حمل مشروع هداية العالم وتغيير التاريخ كان يحمل في قلبه فؤاداً دافئاً عاشقاً ، كان مدرسة الحب، وكان يعرف النوى والجوى والغرام.........
الخبر عند عمرو بن العاص يرويه لك بصراحة وشفافية.......
...
روى إمامُ الحافظين مُسلمُ .... في الجامع الصحيح وهو المحكم
عن عمروٍ بن العاصِ بالإسنادِ ..... يروي لنا في معرض الإرشادِ
أسعدني الرَّحمنُ بالإيمانِ ........ وخصني الرسول بالإحسانِ
ودادهُ وإلفُهُ عجيبُ ....... كأنه في حلمه طبيبُ
وكانَ من أخلاقهِ العظيمةْ ........ رحمته بصحبة عميمة
يحسبُ كلُّ داخلٍ إليهِ ....... بأنه آثرهم لديه
رحمتهُ تغمرُنا بالحبِّ ...... ولم يكن فظاً غليظ القلب
الخلقُ كلُّهمْ عيالُ الله ....... يحبهم حقاً رسول الله
وصحبهُ مقامهمْ كريمُ ...... لهم منازل الهدى تدوم
حباني العطاءَ والإكراما ........ وخصني على الورى إنعاما
وكانَ لا يرسلُ بعثاً إلا ...... جعلني أميره المولّى
ولم يزلْ يعطفُ بالودادِ ........ علي والثنا بكل نادِ
حتى بدا لي أنَّني حبيبُهُ ....... والغيب قد يدركه لبيبُهُ
وصرتُ لا أشكُّ أنِّي الأقربُ....... وقلبه الطاهر ودي يرغبُ
حتى خلوتُ مرةً بالمصطفى....... مجلس ود وصفاء ووفا
سألتهُ بمنتهى الصَّراحةْ ...... أرجوك يا معلم السماحة
منْ يا تُرى أدنى إلى ودادِكْ؟!....... من أقرب الخلق إلى فؤادك؟!
ولم أكنْ حقاً أشكُّ أني....... أولى الورى به بدون ظنِّ
فقالَ أفضلُ الرِّجالِ عندي........ حقاً أبو بكر وليُّ عهدي!
فقلتُ ذاكَ عمُّه المصونُ....... والمرء لا يبوء أو يخونُ
فقلتُ بعدهْ؟ فقالَ عُمرا........ ثم علي وطلحة وجعفرا
وغيرَهمْ وعدَّ لي كثيراً......... ولم يجد ذكري له تبريرا
فصارَ وجهي خجلاً مُحْمرَّا ........ وقمتُ والنفسُ تفيضُ حسرى
هيهاتَ أنْ يَدَّارك المخلّفُ ....... مقام من أدوا جهاداً ووفوا
ولم يشأ عمرو بأن يخفيها ........ وظل كل عمره يرويها
ولم يكنْ يحسُّها إهانهْ ........ بلْ كانَ يرويها على الأمانهْ
رجاء أنْ تعرفَ ما تحبُّ ........ وأينَ ينبغي يكون الحبّ
حيَّ على الحبِّ منَ الحلالِ....... ولمصطفى مُعلمُ الرِّجالِ
معلمُ الحبِّ لكل زوجِ...... غرامُه وحبُّه في الأوجِ
ويشرقُ الزمانُ إنْ تَبَسَّما....... وتورقُ الحكمةُ إنْ تكلما
عليهِ صلَّى اللهُ في سمائهْ ....... وملأ القرآنَ مِنْ ثنائهْ
والحمدُ للهِ على التَّمامْ ........ ونعمةِ الإيمانِ والإسلام