محمد صبحي لعربيات: قادة اسرائيل أزعجهم المسلسل.. وتناسوا انتهاكاتهم للحقوق الإنسانية
لم أكن أتمنى أن يكون الحكم مسبق على المسلسل والإثارة لن تخدمه قبل العرض
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

اشتعلت الأزمة فجأة، وتحول عرض مسلسل "فارس بلا جواد" إلى قضية دبلوماسية، فاسرائيل تعلن الغضب على التليفزيون المصري الذي أنتج العمل وأمريكا تدير حملة عدائية.
أما الفنان "محمد صبحي" بطل العمل فلم يكن يتوقع أن مسلسله سوف يكون حديث العالم وأن تطلب الخارجية الأمريكية صراحة من المحطات الحكومية عدم عرضه.
وفي القاهرة ثار المثقفين ضد مزاعم اسرائيل واشتعل الرأي العام ضد الحملة الأمريكية الإسرائيلية المعارضة لإذاعة المسلسل فكان القرار الجريء من وزير الإعلام المصري "صفوت الشريف" الذي أعلن استمرار عرض المسلسل أيا كان موقف حكومة شارون منه.
عربيات التقت بالفنان ((محمد صبحي)) الذي تحدث عن وقع الأزمة التي سبقت عرض المسلسل عليه قائلاً:
"على عكس ما يتوقع الجميع، أنا غير سعيد بهذه الإثارة والضجيج الذي سبق عرض المسلسل، لأنها ستترك أثر عكسي وتوقع مسبق من المشاهد، ربما كنت سأفرح لو أن هذه الأزمة وقعت بعد العرض الكامل للمسلسل، أما قبل العرض، فهذا غالباً لن يخدم العمل".
وإذا ما كان هذا الأثر السلبي قد طال الفنان خاصة وأن العمل كان مهدداً بالإيقاف، يقول: "أنا لم أهتز من هذه الأحداث، وكان يسيطر علي إحساس بأنني سوف أكسب الرهان بالرغم من أنني أصبحت في تحدي ضد فرمانات أهل السياسة الذين تدخلوا لمنع عرض المسلسل في المحطات العربية، وبالرغم من تخصيص الدوائر السياسية اليهودية لأموال طائلة تمول الحملات التي شنت على العمل، لكن التعاطف والمؤازرة التي أحاطتني من جميع الأوساط الثقافية المصرية كانت كفيلة بتعزيز ثقتي في أن الأزمة ستمر بسلام".
ويندهش "صبحي" من تفكير المسئولين في اسرائيل باعتراضهم على العمل رغم أنهم حاليا يشاركون في أبشع جريمة ضد الإنسانية بالمذابح التي تنتهك حقوق المواطن الفلسطيني، فيقول: "الجميع يشاهد عبر الفضائيات ممارسات قادة اسرائيل ضد أبناء العروبة في فلسطين حيث يتم انتهاك كل القيم الإنسانية ويعتبرونها من وجهة نظرهم دفاع عن الدولة اليهودية، ويعترضون في المقابل على حرية المعالجة الدرامية للأحداث التاريخية "ففارس بلا جواد" عمل درامي هادف، وقد تناولنا فيه في المقام الأول الحقبة التي وقع فيها وعد بلفور مع الإشارة بشكل غير مركز على كتاب ((بروتوكولات حكماء صهيون)) والذي منع من النشر والتداول لاحقاً بزعم معاداة السامية ".
وأضاف صبحي: "الشيء الوحيد الذي أسعدني هو قرار التليفزيون المصري الذي رفض الخنوع لمطالب الخارجية الأمريكية والحملة الصهيونية الرامية إلى إيقاف عرض المسلسل، فقرار وزير الإعلام المصري جعلني أشعر بكياني كفنان ومواطن.."
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
فارس بلا جواد

وحول ما تردد من أن صبحي هضم حق المؤلف الأصلي للعمل يقول:
"هذا غير صحيح وابنة المؤلف حضرت معنا مشاهد عديدة من التصوير ولم تعترض على شئ في العمل، من جهة أخرى، يحق لي أن أغير في الرؤية لأن القضية مر عليها أكثر من 50 عاما وبالتالي سقطت حقوق الملكية لأصحابها".
وعن رأي البعض بأن العمل أقرب إلى الإخراج المسرحي، يقول الفنان محمد صبحي:
"العمل درامي ولابد أن يكون به توازن بين السينما والمسرح، وكان المقصود من كل عناصر الإبداع أن نضع العمل في بورصة النجاح بتوفير كافة العناصر اللازمة".
أما عن اختيار شهر رمضان لعرض العمل فيقول: "كنت أتمنى أن يعرض المسلسل فور الإنتهاء منه في شهر مارس الماضي، ولكنها رغبة المنتج في أن يعرض المسلسل في وقت تكون فيه المنافسة قوية بين الأعمال الفنية أجل العرض".
لماذا أحمد بدرالدين؟
يبرر الفنان "محمد صبحي" اختياره لمخرج العمل قائلاً: "اصراري على العمل مع المخرج ((أحمد بدر الدين)) له ظروف فكل منا فهم الآخر، أنا ممثل لي رؤية، والمخرج فهم كل ما أريد وأصبح يتعامل معي على هذا الأساس فلماذا أتعامل مع غيره إذا كان التفاهم هو سيد الموقف بيننا؟ ويضيف صبحي: منتج العمل لم يكسب شئ لأن المسلسل تكلف كثيرا، واستطاع ((محمد عمارة)) منتج العمل توفير كل شئ من أجل أن ينجح العمل.
اعتراضات إسرائيل
وكانت صحيفة معاريف قد نشرت عن مسلسل "فارس بلا جواد" قائلة: إن المسلسل تسبب في حدوث احتفالية في الدول العربية ضد اليهودية والذي يعتمد على الكتاب القديم "بروتوكولات حكماء صهيون" والذي نشر منذ 99 عاما في روسيا وأمريكا واستطاعت اسرائيل منعه من النشر.
وكان الكتاب قد أثار موجة عدائية كبرى ضد اليهود أما مؤلفه فهو قس روسي يدعى ((سرجي تيلوس)) ويقال أنه اشترك مع ((نيقولا الثاني)) في طرد اليهود من روسيا بعد اتهامهم باقامة مؤتمرات سرية.
وأضافت معاريف أن المسلسل يقع في 30 حلقة، ورغم أن المسلسل لا يتطرق إلى اليهود إلا في مشهدين إلا أن الدوائر السياسية في إسرائيل تتهمه بأنه يتضمن تحريضا من خلال مضمون الكتاب، ووصفت معاريف المسلسل بأنه عمل إنتاجي ضخم حيث تكلف انتاجه أكثر من مليون ونصف مليون دولار ظهر فيه أكثر من 630 ممثل.
أمريكا وحرب دعائية ساخطة
ولم تكن إسرائيل وحدها التي أعلنت غضبها وسخطها من مسلسل "فارس بلا جواد" فقد تدخلت أمريكا وشنت حربا دعائية مضادة واعترضت الحكومة الأمريكية على العمل الفني قبل عرضه بدعوى أن المسلسل يتناول الكفاح العربي ضد حكم الإستعمار وإقامة دولة اسرائيل.
وتردد أن حكومة أمريكا قد طلبت من الدبلوماسيين في سفارتها بالقاهرة متابعة حلقات المسلسل يوميا وكتابة تقارير إذا كان من ضمن أحداثه أي مشاهد فيها معاداة للسامية، خاصة أن الحكومة المصرية نفت أن المسلسل يحتوي على شيء من هذا.
وكان ((ريتشارد باوتشر)) المتحدث باسم الخارجية الأمريكية قد صرح على موقع BBC أنه يطالب المحطات الحكومية بعدم بث المسلسل.
كما كانت ((أميرة أورن)) نائبة المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية قد أعلنت أن الأسلوب الذي يعرض به المسلسل سوف يعمق الكراهية من جيل الوسط في مصر ضد إسرائيل وأنها كان لديها أمل في أن تعيد القاهرة حساباتها وتوقف عرض المسلسل.
[QUOTE=سناء أمين;7958]محمد صبحي.. سنبل يصل العراق
2001/01/6
بغداد ـ حسين مشكور
قبل سنة ونصف التقيت به في القاهرة، وقال لي: إنه ينوي عرض مسرحيته "ماما أميركا" في بغداد، مساهمة منه في تخفيف بعض المآسي التي يعيشها أبناء شعب العراق جراء الحصار المفروض عليه.. وفعلاً وفَّى وعده للعراق وها هو اليوم الفنان "محمد صبحي" يستعد لعرض مسرحيته "ماما أميركا"، التي سبق وأن عرضها في القاهرة لخمس سنوات متواصلة.
وأثناء تلك الاستعدادات وبعد إجراء البروفات لفرقته المسرحية على خشبة مسرح الرشيد في وسط بغداد كان لنا هذا الحديث السريع:
ما سبب اختيارك لمسرحية "ماما أميركا" بالذات رغم أن جميع مسرحياتك تُدين النظام العالمي الجديد وغطرسة الأمريكان؟
صحيح أن جميع مسرحياتي أَدين بها أميركا والصهيونية، ولكن "ماما أميركا" تتحدث عن قضيتنا العربية بشكل أوسع، وهي صرخة واضحة وصريحة حتى يعرف الأمريكان أن العراق ليس وحده فقط ضد أميركا بل موقفنا نحن جميعاً كشعوب ومثقفين وفنانين ضد السياسة والهيمنة الصهيونية.
هل ستقوم بعرض المسرحية كاملة كما عرضت في القاهرة، أم ستكون هناك إضافات أو حذف في النص؟
لم أُغيّر أي كلمة بالنص سوى أنني استعنت ببعض القفشات الضاحكة وقمت بتبديل بعض معاني الكلمات من اللهجة المصرية إلى اللهجة العراقية لمحاولة إيصالها إلى الجمهور.
لقد اخترت أهم وقت أو موسم مسرحي في القاهرة لتتركه وتعرض مسرحيتك في بغداد التي تعيش حالة اقتصادية صعبة بسبب الحصار.. ألا تعتبر أن هذا يعد نوعا من التضحية؟
أنا لا أعتبر هذا تضحية كبيرة بل واجب، فعلينا أن نقدم ما نستطيعه لهذا الشعب العربي الصامد في وجه الغطرسة الأمريكية والصهيونية.. وأنا أَدين بالفضل للسيد "عماد الجلدة" عضو مجلس الشعب المصري الذي ساهم مساهمة كبيرة جداً بتوفير طائرة خاصة تقلنا من القاهرة إلى بغداد وبكامل فرقتنا المسرحية وأجهزتنا وديكوراتنا.
وهذه محاولة لكي نثبت للعالم كله أواصر الأخوة العربية وبالتحديد بين مصر والعراق كأقدم حضارتين وجدتا في المنطقة.. وأنا أقول: لا بد للشعوب أن تبنى جسوراً من المحبة لتبقى دائمًا وإلى الأبد، ولكي لا تُعطي أي مجال للأعداء بأن تطمع بها وتفرقها.
من المعلوم أن سعر التذكرة لمسرحيتك في مصر تصل إلى (150جنيهًا مصريًا) أي ما يعادل (75 ألف دينار عراقي) فكم سيكون سعر التذكرة في بغداد؟
أنا لم أتدخل في تحديد السعر، وأتمنى أن يستمتع الشعب العراقي كله بمشاهدة المسرحية، خاصة وأنني قد ذكرت من قبل أن ريع المسرحية سيخصص لأطفال العراق، وأذكر أن في الزيارة السابقة إلى بغداد وفي لقاء مع وزير الثقافة والإعلام طلب الفنانون المصريون أن يقدموا أعمالا عن العراق.
أنا رفضت الفكرة وقلت لهم: نحن لم نأتِ لهذا، نحن جئنا لنعطي للعراق ولا نأخذ منه، فأنا عندما أعرض مسرحيتي مقابل أجور مادية أعتبرها (حرامًا) لأن الأجور يجب أن تذهب إلى جهة أخرى تكون بحاجة إليها.
فأنا جئت لأقدم هذا العرض هدية متواضعة تثبت قوميتنا وعروبتنا وانتماءنا وهي ليست مسألة مادة.
هل أنت واثق من نجاح المسرحية في العراق؟
أنا مرعوب جدًا.. أول مرة في حياتي أعرض لجمهور العراق وأعتلي خشبة المسرح العراقي.
أحيانًا في مصر يأتي مجموعة من العراقيين يتراوح عددهم بين (15-20) وفي نهاية العرض يأتون للسلام عليَّ وإبداء رضاهم عن المسرحية.. ولكن عندما تمتلئ الصالة بجمهور عراقي وأنا أحاول أن أوصل لهم رسالة فهذا هو ما يرعبني، فهل يا ترى أستطيع أن أوصل تلك الرسالة لتتوافق مع ثقافة الجمهور العراقي؟
وكيف استطعت أن تجمع أعضاء الفرقة ومستلزماتها بعد توقف المسرحية لأكثر من ثلاث سنوات؟
حدث هذا وبصعوبة بالغة.. فقد جمعت أفراد المسرحية قبل سبع ساعات فقط من مغادرة القاهرة وعبر الهاتف، وها نحن اليوم نعاود البروفات والتدريبات لكي نعرضها كما هي وكما كانت تُعرَض قبل ثلاث سنوات.
كيف وجدت مسرح الرشيد الذي ستعرض عليه مسرحيتك؟
بصراحة المسرح يحتاج إلى بعض التعديلات رغم أنه مسرح راقٍ جداً، ولكني أعلم أن الحصار امتد إلى جميع مجالات الحياة في العراق، ولكن أفضل ما لفت نظري لحظة دخولي بوابة مسرح الرشيد مقولة مكتوبة: "الأمة التي ليس فيها فنانون كبار وشعراء كبار ليس فيها سياسيون كبار"، لقد تأثرت بهذه المقولة كثيراً وأدركت فعلا أن البلد الذي ليس فيه فنان ليس فيه سياسة ولا حب.. لاحظ مدى ربط دور الفنان بالسياسي.
سمعنا أنك ستقوم بعمل تلفزيوني عن قضية العراق، فما صحة هذا الخبر؟
أنا أفكر أن أعمل الجزء الثالث من مسلسل "سُنبل" وسيتحدث عن العراق وسيحكي قصة وصول "سُنبل" إلى العراق ليطور نفسه، وأثناء وجوده تحدث جريمة الحصار ليبقى عشر سنوات يعاني ويعيش هذه الأزمة، ويتعرف على الأسلوب الذي تعيش به الأسرة العراقية، ويعرض كيف أن الشعب العراقي شعب مسالم يستطيع أن يقدم هذا السلام لأي بلد عربي أو صديق عدا إسرائيل.