آهِ زينب
زينب آخر العنقود في أسرة الاستشهاديات الفلسطينيات. كان رأسها المحجب المقطوع مرمياً على بعد خطوة من أشلاء جسدها المدمى.
هل رأيتم رأسَ زينبْ؟!!!!
كان يحبو فوق زندِ الأرضِ
للشِّلْوِ الجسدْ
للقيامه
كان يَفْتَرُّ ابتساما
للضياءِ
لبراقِ الروحِ يسري
نحو مَلْكوتِ السماءِ
* * *
يا لَزينبْ…
أبحرتْ في الصمتِ
في ليلِ القطيعِ
لم يُمأْمِيءْ أحدٌ
لم تُلوِّحْ بالمناديلِ يدٌ
تَرفاً أمسى العويلُ
وامرؤُ القيسِ الضليلُ
ودَّعَ اليومَ لهُاثَهْ
يرشِفُ الأنخابَ
في حانِ الحداثَهْ
من أباريقِ النهودِ
تَرفاً أمسى العويلُ
تَرفاً للخيلِ
قد باتَ الصهيلُ
وغريباً قد غدا
وجهُ الغضبْ
* * *
يا لَزينبْ…
لم تكنْ يوماً بغيَّا
تسرقُ الأضواءَ في ليلِ العربْ
لم تحلِّقْ في سماواتِ الأدبْ
من فحيحِ الشهوةِ الحمراءِ
في ليلِ السَغَبْ
لم تكنْ تهَوى الطربْ
والغِوى، هزَّ الذيولِ
في غِلالاتِ القصبْ
ما تبنَّى جُرحَها يوماً أميرٌ
يدفعُ الإذلالَ عنها والسَلَبْ
* * *
آهِ زينبْ…
هدهدي القلبَ الصغيرَ
وملاكُ الموتِ أومى للمسيرِ
واسألي نبضَ الثواني
وارتعاشاتِ الضميرِ
والثمي فجرَ الأماني
في رؤى الجفنِ الغريرِ
* * *
يا لَزينبْ…
حزَّتْ النخْلاتُ أعناقاً لها
من هامِها تُذكي اللهبْ
والأشاوسْ
من جنودِ الفتحِ
والنصر المبينِ
في شِعابِ الريحِ
في وَكْرِ الدسائسْ
تصرعُ الإرهابَ
تجتثُّ الشغبْ
تجمعُ الأسلابَ من أقواتِنا
والنياشينَ النفائسْ
والصواريخَ اللُعَبْ
وجِعتْ منها المضاجعْ
وانتخى صمتُ العُلَبْ
يا لآسادٍ علينا
فإذا الكرُّ فِرارٌ
وإذا الرأسُ الذنبْ
* * *
لا تُواروا رأسَ زينبْ
هوذا الرأسُ الإشاره
هوذا الرأسُ المناره
واللَغَمْ
سوف يَنْسَلُّ إلى رمسِ الضمائرْ
للقصورِ المرمريَّه
من سحاباتِ المباخِرْ
والسجوفِ المُخمليَّه
من غِلالاتِ الشميمِ
من صليلِ الحَلْيِ
في أيدي الجواري
عبرَ أسوارِِ الحريمِ
سوفَ يُضري شهوةَ الثوَّارِ
لليومِ العظيمِ
هل رأيتمْ رأسَ زينبْ؟!!!